إلياس المرّ - خاصّ الأفضل نيوز
لم تكن الغارة الإسرائيلية الأخيرة السبب الوحيد في استشهاد القائد الإستثنائي سماحة السيد حسن نصرالله بل كانت أفضلها لأنها الوحيدة التي تمناها، وانتظرها وطلبها تكليلاً لمسيرته الجهادية النضالية التي لا تليق بها إلاّ خاتمة في أرض المعركة وميدان الجهاد وبوابل من ثمانين ونيف من أطنان أحدث الأسلحة العالمية، التي منها ما قد صنع خصيصاً لاغتياله.
لم تكن المرّة الوحيدة لأن السيد نصرالله منذ العام ١٩٩٣ تعرض للغدر والطعن والاستشهاد مرّات ومرّات، من الداخل والخارج، من الحلفاء والخصوم، وكان في كل مرّة ينهض ينفض غبار الطعن والخيانة، يجدد الميثاق الداخلي بكثير من التسامح والتعالي والترفع والغفران ودائما الهدف الأسمى شد أواصر البنيان الداخلي ولو على حسابه، كرمى للمواجهة الكبرى والهدف الأسمى والغاية القصوى، منازلة العدو الإسرائيلي والحفاظ على الحد الأقصى من التماسك والتلاحم الداخلي والترفع عن خوض غمار زواريب السياسة الداخلية التي دخلها مرغماً بعد استشهاد رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري.
منذ عام ١٩٩٣ وأحداث حي السلم، كانت المؤامرة تدور حول الحزب الجنيني يومذاك، الخارج من صفعة اغتيال أمينه العام، وبدأ يشكل إزعاجاً في التركيبة وحالة جديدة متنامية متصاعدة جاذبة واعدة، ذات بنيان حديدي وتنظيم فولاذي، فلا بد من القضاء على هذه الظاهرة التي باتت تشكل حالة، فكانت أحداث "حي السلم" أولى الخناجر التي يتلقاها حزب الله في ظهره، بعد أقل من عامين على استلام السيد نصرالله سدّة الأمانة العامة خلفاً للأمين العام الأسبق الشهيد عباس الموسوي.
حرب نيسان ومجازر إسرائيل
لم تكن تسعينيات القرن الماضي سهلة على قيادة حزب الله، قيادة شابة، بخبرات ومقدرات وترسانة متواضعة، بمواجهة آلة عسكرية عاتية مدعومة من أكبر القوى العظمى فكانت جولة "تصفية الحساب" عام ١٩٩٣، أسبوع كامل من القصف الجوي للقرى والمناطق في الجنوب وأبعد منه طال المدنيين وتسبب بتهجير الآلاف، وتدمير واسع للبنية التحتية المدنية وتدمير شبه كامل للبنية العسكرية الظاهرة لحزب الله التي كانت في براعم طلائعها وبداية تراكم خبراتها وقدراتها،
فشل العدو في تحقيق أهدافه، بقيت المقاومة، نمت كبرت واستمرت،
عناقيد الغضب 1996
ما هي إلاّ سنوات قليلة لم تخلُ من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية وسط استمرار الاحتلال للجنوب، إلا وعاد العدو بنيرانه العاتية ليشن عدوانًا جديدًا على الحنوب وكل لينان فكانت عناقيد الغضب في شهر نيسان من العام ١٩٩٦ ومثل العدوان السابق لم تنجُ المناطق والقرى والمدنيون من الإجرام الإسرائيلي وكانت الذروة في مجزرة قانا التي لا زال صداها يدوي في الذاكرة اللبنانية إلى اليوم، حيث قصفت إسرائيل مقراً تابعاً للأمم المتحدة راح ضحيته أكثر من ١٠٠ شهيد مدني، وكالعادة اكتفى المجتمع الدولي بالشجب والاستنكار، وقف العدوان ولم تتوقف الاعتداءات اليومية نجحت إسرائيل مرّة جديدة في القتل والدمار وارتكاب المجازر، وفشل في تحقيق أهدافها في القضاء على المقاومة، ونزع سلاحها وتحطيم إرادتها في استمرار المواجهة والتصدي للاحتلال.
تحرير عام 2000
كل ذلك كان، والجنوب محتل وجيش لحد موجود وميسيطر على جزء كبير من البلدات والقرى ويقيم الحواجز على الطرقات ويشرف مع العدو على المعتقلات والتعذيب والإرهاب المادي والمعنوي والضغط المباشر على المجتمع والبيئة الحاضنة، ومع ذلك أرغم العدو تحت وطأة عمليات المقاومة المتزايدة والمتصاعدة على الانسحاب من الجنوب تاركاً خلفه العملاء والعدة والعتاد، ومع هذا التطور اللافت تعاملت المقاومة بفضل قيادتها الحكيمة، وعلى رأسها الأمين -الشهيد نصرالله، بكل وعي وحكمة مع المناطق وأهلها من كل الطوائف والمذاهب مما أعطى انطباعا إيجابياً عن المقاومة وتعاطيها مع باقي المكونات ولا زال يضرب بها المثل إلى اليوم،
تحديات الدخول و المشاركة بالسلطة
لطالما تفادى حزب الله الانخراط في السلطة مع اتقانه لعب الدور السياسي، فكان يسعى دائما للحفاظ على الحاضنة الداخلية المساندة لظهره، وتفرغه الكامل لمواجهة العدو الإسرائيلي وكان على يقين أنه في انخراطه وغرقه بالتفاصيل السياسية الداخلية سيخسر الكثير من الأصدقاء ويكسب الكثير من الخصوم، إبان ذلك اكتفى بالمشاركة البرلمانية دون الحكومية منها منذ ١٩٩٢ حتى العام ٢٠٠٥ أعطى كل شيء مقابل الحصول على الحصانة والحاضنة والمشروعية السياسية الداخلية للمقاومة عبر البيانات الوزارية التي طالما ركزت ردكرت شيفرة حق الشعب اللبناني بمقاومة العدو بشتى الوسائل والطرق وفيما بعد ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
اغتيال الشهيد رفيق الحريري
تحديات جسام واجهت حزب الله ما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول على أبراج التجارة العالمية في نيويورك، منها التصويب على الإسلام السياسي وحملات الإسلاموفوبيا التي نمت بفضل التوجيه الغربي، وآلة الدعاية المرافقة لها، والإسلامو فوبيا، التي كانت مقدمة للمشروع الأكبر والأخطر الفتنة السنية- الشيعية بهدف إدخال المنطقة في آتون حروب ولادة لا تنتهي بل تنهي مقدرات المنطقة وتلهي شعوبها بالاقتتال الداخلي وتسهل عملية نهبها وسرقة ثرواتها خدمة للمشروع السياسي العالمي الذي يقوم على الاحادية القطبية واخضاع الحكومات الذي يدعمه مشروع هيمنة اقتصادية تقوم على البترودولار من جهة وتجارة الأسلحة من جهة ثانية.
بلغت ذروة هذا التحدي بالنسبة لحزب الله عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واتهام حزب الله من خلال محكمة دولية فاحت منها روائح الفساد والفبركة من أبو عدس إلى الحجاج إلى شهود الزور فتوقيف الضباط الأربعة وعشرات الفضائح خلصت إلى اتهام حزب الله وتلك طعنة جديدة للحزب ولأمينه العام الذي أعطى كل شيء وكل الثقة لرفيق الحريري في الشق السياسي والاقتصادي مقابل شرطين أساسيين، أولهما الحفاظ على الوحدة والالتفاف الداخلي الشعبي والرسمي الحكومي والتفرغ للعمل العسكري المقاوم ضد العدو الإسرائيلي،
من شكرًا سوريا إلى لبيك سوريا وما بينهما
الخروج السوري من لبنان جاء نتيجة إدراك خطورة المرحلة وان مرحلة جديد عصفت في المنطقة طليعتها اغتيال الحريري فكان القرار بالخروج وشكل ذلك تحدياً جديداً لحزب الله تعامل معه الأمين الشهيد بصبر وحكمة وسط تجييش سياسي إعلامي داخلي وخارجي مركز على الحزب وبات وجهاً لوجه أمام معارضة شرسة تكيل بالاتهامات بما اقترفت يداها وهو لا ناقة ولا جمل له فيها، شاركوا في السلطة وانقلبوا عليها،
تحالفوا مع السوري وانقلبوا عليه
مارسوا أعتى أنواع الفساد ونقلوه إلى بعض الحكام السوريين في لبنان وانقلبوا عليهم،
تقاسموا السلطة والمراكز والمغانم فيما حزب الله يحارب ويقاوم ويقدم الشهداء الواحد تلو الآخر، تبرؤا من كل ذنوبهم وبدأ التصويب الممنهج على حزب الله حتى من قبل أن يكون له وزير واحد في حكوماتهم المتعاقبة.
حرب تموز 2006
فشلت المؤامرة ميدانياً بالرغم من استمرار تعمق الشرخ السياسي إلا أن الطرف الأقوى والأقدر كان الأكثر حكمة بفضل قيادة أمينه العام الأمين الشهيد، صم الآذان عن كل التضليل والافتراءات، لم يكن يريد الحرب والاقتتال الداخلي.
فما كان بالعدو الاّ الإعتداء من جديد على غرار نيسان وعناقيد الغضب فكانت حرب تموز ثلاثة وثلاثون يوماً كان نجمها ومنتظرَها وبوصلتها الوحيد للبنان والمنطقة لا بل العالم، السيد الأمين الشهيد حسن نصرالله، من خلال الحرب النفسية وخطاباته المدروسة واطلالاته التي تسابق على متابعتها العدو قبل الحليف
حاول العدو خلال هذه الحرب ضرب البنية العسكرية، قصف القرى وتهجير المواطنين، دمر وقتل فانهزم وانتصرت المقاومة، مانعة اياه من تحقيق أهدافه، وكانت النتيجة، خسائر كبيرة، صمود، عودة، نهوض وترميم فاستمرار.
ثبتت حرب تموز معادلة استراتيجية جديدة، مفادها أن التفوق الجوي والتكنولوجي والاستخباري لا يحسم معركة، ولا يعطي نصراً، ولا بد من الميدان، وثبتت معادلة ميدانية أن أرض لبنان "كل شبر بنذر وكل متر بمركافا" فكانت ملاحم وادي التيم الذي سميّ إسرائيلياً وادي جهنم حيث غرقت أسطورة أقوى جيش في العالم المركافات وشقيقاتها من مدرعات الجيش الاسرائيلي في رمال المقاومين ووحول أقدامهم.
القرار 1701
وكما جرت العادة بعد كل حرب يأتي المستغلون من المجتمع الداخلي وبعض الداخل ليقطفوا الثمار، فعلى غرار ال ١٥٥٩ كان ال ١٧٠١ القرار الدولي الأعطب والميت قبل الولادة لعدم اعتراف إسرائيل به، وخرقه ب ٣٥ ألف طلعة جوية سنوياً، وبالمناسبة تحمس البعض في الداخل لتطبيقه من جديد ولكن حتماً من طرف واحد من الجانب اللبناني، الهدف نزع السلاح وتأمين الحدود الإسرائيلية وأمن المستوطنين، وماذا عن أمن لبنان وحدوده وثرواته وساسته واتصالاته فلا من يبالي.
المحكمة الخاصة بلبنان
شكلت المحكمة لإدانة حزب الله، وبدأ تركيب الأفلام، والشهود، والاتصالات على أساس التهمة الجاهزة إحياء لمشروع الفتنة بعد فشل حرب تموز، أيضا تلقف السيد بصدره كل التلفيق والتخبيص في المحمكمة، وابتلع غضب الشارع والرأي العام ومنع أي ردة فعل على قرار المحمكة، وكانت محطة جديدة يطعن فيها نصرالله فيتلقف الطعنة في صدره ويحمي لبنان ويجنبه آتون الفنة تلك الفتنة التي لم تنجُ منها سوريا الحاضن والظهير المتين للمقاومة.
الإرهاب يضرب سوريا والعراق
بعد فشل مشروع الربيع العربي، انتقلت الدول المخربة إلى نموذج جديد يحاكي الدول الممانعة، مفاده أن الدولة التي لم تسقط بالثورات الملونة وثورات الفيسبوك، عليها أن تسقط على يد الجماعات الارهابية الممولة المدربة المجهزة بأحدث الآليات والتقنيات للقيام بهذه المهمة، فكان نصرالله بالمرصاد ومعه الآلاف من شباب المقاومة الذين ذهبوا إلى سوريا للدفاع عن لبنان، وأي عاقل كان يظن أن هذا المشروع الذي اجتاز العراق وسوريا وليبيا ودول شاسعة المدى وآلاف الكيلومترات لن يصل إلى لبنان وهو وصل بالفعل في عرسال وفي جرود السلسلة الشرقية في القاع وفي الضاحية والشمال، تعرض السيد لجميع أنواع الضغوطات الخارجية والمشغلة داخليا لرفض ومنع هذا التدخل إلا أن القناعة والحق كانا إلى جانبه فوقف وواجه ودافع وانتصر وهزم مع الدولة السورية وباقي الحلفاء المشروع التكفيري التهجيري التخلفي.
الثورة و"المصارف"
غريب أمر البعض في هذا الوطن، وطن العجائب،
تخلى نصرالله عن السلطة طيلة التسعينات، شارك فيها وانسجم معها بعد اغتيال الحريري درءًا للفتنة، وتكيفا مع الدولة وايماناً بالمؤسسات، وبأنه جزء من هذه الدولة وليس مشروعًا بديلًا عنها وانقلابًا عليها،
استُغل كل ذلك، وبدفع إعلامي موجه، ومركز، أرادوا غسل الادمغة، ونسيان كل المسؤولين عن السياسات الاقتصادية والفوائد والدين العام ودولرته وسوء الادارة والبروقراطية والموازنات وقطع حسابها وعجزها وميزانها التجاري وغياب الانتاجية وخسائر الكهرباء وكل ذلك قبل دخول حزب الله إلى السلطة، وأرادوا أن يقنعوا الراي العام بأن حزب الله هو المسؤول عن كل ذلك وما هي الحجة الجاهزة دائما، أن لديه السلاح ويجب نزع السلاح، الهدف من كل ما جرى ويجري إلى اليوم هو نزع السلاح،
وهنا فاصلة، نحن ضد السلاح ولا نريده ولا نطمح للعيش في معسكر دائم وجولات متتالية من المعارك ولا نريد حرباً كبرى ولا هي هدفنا، نريد أن يعيش أولادنا في دولة طبيعية، لا حرب فيها بل كهرباء وماء واقتصاد ومصارف واستثمارات وكل ذلك، هل نزع السلاح دون مقابل دون ضمنات دون بديل متوازن بيد الجيش اللبناني دون معاهدات ومواثيق ومن يضمن تنفيذها، هل التخلي عن عنصر القوة والوقوف عراة أمام العدو هو الحل، هل الانبطاح هو الاستراتيجية الدفاعية التي يريدها البعض، إذا كان هذا هو الحل لماذا تنفق الدول العربية والخليجية منها مليارات الدولارات لشراء الأسلحة وأحدث الطائرات، إذا كان السلاح لا ينفع ولا جدوى منه؟
التوتر على الساحة الدولية
لم يسلم حزب الله من التوترات على الساحة الدولية وتردي العلاقات الغربية مع إيران بعد ولاية الرئيس ترمب والغاء الاتفاق النووي، فكانت العقوبات بالمرصاد، طبعا العقوبات الجاهزة المعلبة حسب الطلب، والهدف منها تقويض نشاطه الاقتصادي، فاذا حصل على الدعم الايراني يكون أداة لها، واذا عمل على الاكتفاء الذاتي يكون نشاطه غير شرعي، هذا هو منطق الغابة، القوي دائما على حق وظلمه عدل،
انفجار المرفأ
لم يكن انفجار المرفأ آخر الطعنات في صدر السيد نصرالله الا أنه كان من اشدّها، لهول الخسائر والدمار وهدم بيروت التي طالما أحبها السيّد في صباه وعمل على حمايتها في شباب فأتى الفساد ومعه اليد الخفية المعلومة المجهولة ليزرع اللغم في وسط العاصمة وفي قلب مرفئها الحيوي الاستراتيجي على شاطئ المتوسط وليزيد من ضعف لبنان وينقل الدور والربط إلى يافا، وغيرها.
والتهمة دائما جاهزة، نيترات للحزب، هكذا بكل استخفاف، بوجود جميع الاجهزة الامنية في المرفأ على تناقضها وتضاربها وتصارعها، بوجود آلاف العمال من كل الطوائف والمشارب السياسية المتصارعة، وكأن الحزب لا يملك مستودعات فوق الارض وتحتها، وكأن سوريا لا تملك مرفأً في طرطوس واللاذقية وعلينا أن نصدق، أيضا تلقف كل ذلك السيد بصدره، وهدأ الشارع الغاضب وسط ازمة مالية وازمة كورونا، أدار المرحلة بحكمة وصبر لا مثيل له،
عذراً يا سيّد لم نفهمك، لم نفهم حرصك على لبنان الطائف، لم نفهم تمسكك بالميثاق والمناصفة، حرصك على الداخل اللبناني، وتقوية الجبهة الداخلية فابتلعت كم السهام في صدرك فقط للحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة بالحد الأدنى، كرمى للهدف الأسمى منازلة العدو الاسرائيلي ومن يقف خلفه، ولكننا قريباً سنفهم!
عذراً لأننا لم نقدر عدم استعمالك فائض القوة، ليس بالسلاح، بل بالسياسة أيضا لتحصيل المكاسب، بل كنت تدفع دائما من رصيدك من رصيد الحزب والطائفة الشيعية بتقديم التنازلات بهدف الحفاظ على الخط الاستراتيجي في الصراع مع العدو، ولكننا قريباً سنقدّر!
وكأن إسرائيل عدوة الشيعة أو بعض السنة وبعض المسيحيين المتحالفين مع المقاومة، لقد نسي البعض أو تناسى أن إسرائيل عدوة الإنسان والإنسانية عدوة الأرض والسماء عدوة المسيح ومحمد
نم قرير العين يا سيد، يا أسطورة هذا الشرق ونقطة الضوء فيه، يا ناصر المظلومين وأمل المحرومين وقوة المستضعفين، نم قرير العين فبعد استشهادك كل يوم على مدى ثلاثة عقود من القيادة والحكمة والصبر والصمت والتعالي والتسامح والتضحية آن وقت الراحة،
نم قرير العين بعد أن أدّيت قسطك للعُلى وبعد أن ضرب في الأرض الفساد وباع من باع واشترى من اشترى فلا مكان لك هنا، نم قرير العين وإلى جنان الخلد والبقاء الدائم الأزلي السرمدي في وجدان كل أحرار لبنان، وأحرار العالم، حتماً لن تغيب حتماً ستدرّس في كبرى جامعات الغرب قبل الشرق.