كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
استكمل "حزب اللَّه" هيكله التَّنظيميّ بانتخاب مجلس شورى الحزب، نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، أمينًا عامًّا خلفًا للسَّيد الشَّهيد حسن نصر اللَّه، الَّذي اغتاله العدوُّ الإسرائيليُّ في أحد المباني بالضَّاحيةِ الجنوبيّة في ٢٧ أيلول الماضي.
والشَّيخ قاسم الَّذي يتولَّى منذ ٣٣ عامًا منصب نائب الأمين العام، فإنَّ اسمه كان متقدِّمًا لتولّي منصب الأمين العام، كما تمَّ التَّداول باسم رئيس المجلس التَّنفيذي في الحزب السَّيد هاشم صفي الدِّين الذي استشهد بعد أيَّام من استشهاد السَّيد نصر الله، وهو الذي شغل مناصب قياديّة في الحزب، كما الشَّيخ قاسم، الذي تسلَّم مسؤوليّات قياديّة، وتولَّى ملفَّات سياسيّة، أبرزها الملفّ النّيابي والحكومي، ويمثُّل الحزب في مؤتمرات دينيّة، وهو الفقيه في الفكر الإسلامي وله مؤلَّفات فيه، كما عن "حزب الله" نشأته وسيرته وفكره.
فمع اختيار الشَّيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا للحزب وهو من مؤسّسيه الأوائل في مطلع ثمانينات القرن الماضي، فإنَّ قيادة "حزب الله"، أصبحت مكتملة، وهذا ما كان أعلنه الأمين العام الجديد، في إطلالة إعلاميّة له، بعد أسبوع من استشهاد السَّيد نصراللَّه عن وجود بدائل لكلّ من اغتاله العدوُّ الإسرائيليُّ، لا سيَّما من قادته العسكريّينَ أو مسؤولي الوحدات، الذين تولّى مكانهم من أسماهم الشيخ قاسم البدائل في هرميّة الحزب من الأعلى إلى الأدنى.
فما كان العدوُّ الإسرائيليُّ يهدف منه، وهو القضاء على قيادةِ "حزبِ اللّه" في لبنان، وحركة "حماس" في فلسطين، فإنّه فشل في ما خطَّط له، وإن كانت المقاومةُ في لبنان وفلسطين خسرت أبرز قادتها، إلَّا أنّها تمكَّنت من البقاء والصُّمود، فبعد اغتيال رئيس المكتب السِّياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في طهران، انتخبت "حماس" يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السِّياسي، وبعد اغتياله، فإنَّ مجلس قيادة يُدير الحركة، ريثما يحين الوقت لانتخاب رئيس للمكتب السِّياسي.
فالشَّيخ قاسم، سيبقى على النَّهج المُقاوم نفسه، وإن الرسالة من انتخابه وصلت باكرًا إلى العدوِّ الإسرائيليِّ، بأنَّ "حزب الله" في وضع تنظيميٍّ سليم، ولم يضعفه استشهاد السيد نصر الله، وإن كان فقدانه ترك أثرًا وجدانيًّا، لكنه مستمرٌّ بالمقاومة التي زادت من عملياتها نوعًا وكمًّا، وأن الشَّيخ قاسم من موقعه الجديد، سيزيد من حجم العمل العسكري، الذي يستند إلى قدرات كبيرة لدى "حزب الله"، لم يستخدمها بعد في الحرب التي أراد العدوُّ الإسرائيليُّ توسيعها، فلاقته المقاومة التي تقف بوجهه عند الحافة الحدودية في جنوب لبنان، وهو حاول مرات عدّة التَّقدّم برِّيًّا، لكن المقاومة كانت له بالمرصاد، وتوقع به إصابات بين قتيلٍ وجريحٍ، وتدمير آليات عسكرية.
فـ "حزب الله" ينتخب أمينه الرَّابع الشَّيخ نعيم قاسم، وقد سقط أمينه العام الأول الشَّيخ صبحي الطفيلي الذي خرج عن خطِّ الحزب وبات خارجه لا بل في موقع العداء له، وتموضع مع قوى ١٤ آذار في العام ٢٠٠٥، وكان يظهر على شاشات الإعلام التَّابع لها ويصف "حزب الله" بـ "حرس حدود" للعدوِّ الإسرائيليِّ، ويكيل الاتهامات والشَّتائم له، وسبق له أن اشتبك عسكريًّا مع "حزبِ اللّه".
فالأمين العام الثَّاني للحزب كان السَّيد عباس الموسوي، الذي تسلَّم مسؤوليَّته، مع انتهاء الحرب الأهلية وبدأ تطبيق اتفاق الطائف، فانخرط الحزب في السّياسة بالمشاركة في الانتخابات النِّيابية، مع استمراره في عمله المقاوم، والذي أخذ شرعيَّته من الدستور والحكومات المتعاقبة بإقرار ثلاثيّة "الجيش والشعب والمقاومة"، إلَّا أنَّ اغتيال السَّيد الموسوي في شباط ١٩٩٢ بعدوان إسرائيليٍّ على سيَّارته فقُتلت زوجته وابنه، فحلَّ مكانه تلميذه السَّيد حسن نصر اللَّه الذي قاد الحزب ٣٢ عامًا، وكان يجدّد له لأنَّه قاد المقاومة نحو التّحرير في ٢٥ أيار ٢٠٠٠، ومواجهة الاعتداءات الإسرائيليّة في ١٩٩٣ و١٩٩٦ و٢٠٠٦، وإسناد غزّة.
والأمينُ العامُّ الجديد، سيُكمل ما بدأه السَّيدان الموسوي ونصر اللَّه، وشاركهما المسيرة والنِّضال، وباقٍ فيهما.