محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
يعترض الروس على غارات إسرائيل بالقرب من مواقعهم العسكرية في سوريا، ويتركون مجالاً للعمل الإسرائيليِّ ضد مصالح حزب الله وإيران في المناطق السورية.
يُبدي الروس استعدادهم للمشاركة في ضمان اتفاق وقف الحرب على لبنان، ويرفضون الضغط على إيران من أجل وقف الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية الأخيرة.
تقترب روسيا من توقيع اتفاقية استراتيجية مع إيران، ستكون بحسب المطلعين اتفاقية شاملة سياسية واقتصادية وعسكرية، كما أن روسيا ساهمت بدعم أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بعد اغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية في قلب طهران، ورفضت سابقاً التوسط مع إيران لوقف ضرباتها على إسرائيل، في الوعد الصادق 1 والوعد الصادق 2، وبالتالي تمارس روسيا مصالحها بعلاقاتها مع إيران وعلاقاتها مع إسرائيل، وبكل تأكيد بحسب مصادر متابعة للسياسة الروسية في المنطقة أن روسيا لا يناسبها المشروع الذي تعمل عليه إسرائيل.
من هذا المنطلق، فقد حذّر مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، من اجتياح إسرائيلي للجنوب السوري، مؤكداً أن ردة فعل روسيا ستكون سلبية حيال أي اجتياح إسرائيلي للجنوب السوري، معتبراً أن محاولة احتلال مناطق في درعا والسويداء والقنيطرة، "سينزع عن إسرائيل الشرعية أمام المجتمع الدولي". أما في لبنان، فإن الموقف الروسي بحسب مصادر متابعة، داعم لوقف الحرب، لكنه لا يرى وقفاً لها بظل المعطيات الحالية، فكيف ذلك.
تكشف المصادر أن القيادة الروسية مقتنعة بأن نتنياهو ماض في مشروعه بدعم أميركي كامل وإن كان ترامب لا يفضل الحروب إلا أنه لم يتسلم مهامه بعد بشكل رسمي وبالتالي هناك فرصة زمنية متاحة لإسرائيل لاستكمال ما تقوم به، ما يعني أن ما يوقف نتنياهو في هذه المرحلة لن يكون ترامب بل تحويل الحرب إلى حرب مكلفة وهذا ما تقتنع به روسيا وتقتنع به المقاومة في لبنان وإيران أيضاً.
انطلاقًا من هذه الوقائع، يمكن لنا أن نفهم أن الميدان هو الحاسم في هذه الحرب، والسقف المرتفع للحكومة الإسرائيلية لن ينخفض ما دام لم يتألم العدو كما يجب، ومن هنا يمكن القول أن الرد الإيراني الذي تم تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية الرئاسية سيكون قريباً، وسيكون أقوى من الأول والثاني، كما أن المقاومة في لبنان بحسب المصادر قد قررت التصعيد أيضاً حيث ستعمل على إفشال أهداف العدو من جهة وزيادة أهدافها النوعية من جهة أخرى خلال المرحلة المقبلة وبما يتناسب مع سير الحرب التي تسيرها المقاومة بحسب مقتضيات الاستمرار والقدرة.
تؤكد المصادر المتابعة للسياسة الروسية أن زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر في زيارته الأخيرة إلى روسيا هي مؤشر على تعثر إسرائيل في الميدان في الجنوب، مشيرة إلى أن تعميق أهداف العملية البرية يعني المزيد من الاستنزاف والخسائر، وهنا نتنياهو بات يخشى من خسارة الإنجازات التي تحققت بداية العدوان الإسرائيليّ في 17 أيلول مع تفجيرات البايجر والأجهزة وهو يسعى لتسيير إنجازاته في شروط سياسية، وبالتالي فإن المقاومة لكي تتمكن من فرض شروطها عليها التصعيد في الميدان وهو ما سيحصل خلال المرحلة المقبلة.