خليل حرب - خاص الأفضل نيوز
يريد "ديمقراطيو" جو بايدن إلقاء كرات ملتهبة و"هدايا" مسمومة في أحضان دونالد ترامب.
كيف؟
هذه ملامح 4 "هدايا" أساسية ستكون أمامه في المكتب البيضاوي عندما يدخل إلى البيت الأبيض:
- إعلان البنتاغون عشية الانتخابات الأميركية إرسال آلاف الجنود والقدرات العسكرية الأميركية إلى الشرق الأوسط.
-تمسك إدارة بايدن بالضوء الأخضر لإسرائيل للمضي قدمًا في مسار القضاء على حماس، برغم كل التقديرات التي كانت تحدثت عن احتمال "معاقبة" بايدن لرئيس كيان العدو نتنياهو، من خلال قرارات تضيق على إسرائيل لم يتجرأ على اتخاذها قبل الانتخابات.
-المماطلة والتغاضي على توسيع إسرائيل الحرب الإقليمية وإشعالها، سواء في بيروت أو دمشق وغزة أيضًا، والتدخل الأميركي بشن غارات في سوريا نفسها.
-تسريع إرسال مليارات الدولارات المخصصة لنظام زيلينسكي الأوكراني ثم السماح له قبل يومين بالبدء باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
هذه وصفات متفجرة، ستفرض على ترامب بداية صعبة لعهده وهو الذي يعرف برغبته الميالة نحو الانكفاء داخليًّا، وفق مبدئه "أميركا أولاً". ألم يكن "ترامب الأول" القائل في العام 2019 أن الذهاب إلى الشرق الأوسط "كان قرارًا فظيعًا، أعتقد أن هذا كان أسوأ قرار تم اتخاذه فى تاريخ بلدنا، الذهاب إلى الشرق مثل الرمال المتحركة"، مشيرًا في هذا السياق إلى العراق وسوريا.
وعوضًا عن الضغط من أجل وقف الحرب الإسرائيلية، فإن ديمقراطيي بايدن قرروا نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط تصل تباعًا إلى المنطقة، في خطوة وصفها "البنتاغون" بأنها تأتي "دفاعًا عن إسرائيل" ولتحذير إيران و"شركائها"، وتعزيز سياسة الردع، وذلك بما يشمل أنظمة دفاع ضد الصواريخ الباليستية وطائرات مقاتلة وقاذفات "بي-52" بعيدة المدى، وأنواع أخرى من الطائرات العسكرية، وذلك على الرغم من أنه سبق لواشنطن أن نشرت منظومة "ثاد" الصاروخية في الكيان الإسرائيليِّ لتعزيز دفاعه ضد الصواريخ.
وبرغم قناعة العديد من مسؤولي إدارة بايدن بأن نتنياهو يماطل في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان أو غزة، إلا أن البيت الأبيض، لم يعمد، بعد إغلاق صناديق الاقتراع الأميركية، إلى بذل أي ضغط يذكر لإيقاف الحرب، باستثناء الحديث الأجوف عن تلويح بتأخير وصول شحنات أسلحة جديدة.
مدد بايدن بذلك، حق استباحة لبنان مثلما فعل سابقًا إزاء غزة.
صحيح أن ترامب ليس "حمامة سلام"، لكنه تحدث مرارًا عن رغبته بوقف حروب أميركا اللانهائية، ولفت تحديدًا إلى ما يجري في غزة ولبنان، برغم تأييده السافر لإسرائيل. لكنه يريد نهاية ما لما يجري. وتمديد بايدن للحرب، يثقل الملفات أمامه عندما يدخل كرئيس في 20 كانون الثاني المقبل.
وإذا كان ذلك لا يضمن تعكير بداية الولاية الثانية لترامب، فإن ديمقراطيي بايدن ذهبوا أبعد من ذلك. فبعد الترويج للخطر الإيراني بدعم روسيا بالمسيرات والصواريخ، أضافوا إلى حملة الترهيب، ظهور خطر كوريا الشمالية التي اتهموها بإرسال آلاف الجنود للقتال إلى الجانب الروسي ضد أوكرانيا، ثم سمحوا للدمية زيلينيسكي قبل أيام، بعدما ظلوا متخوفين منذ فترة طويلة، باستخدام صواريخ "ATACMS " الأميركية القادرة على ضرب أهداف بعيدة عن الحدود، في قلب روسيا، واستهداف منشآت عسكرية واقتصادية وقواعد جوية.
خطورة الخطوة أنها تفتح مرحلة جديدة في الصراع الروسي مع الغرب، إلى حد أن العديد من المسؤولين في موسكو تحدثوا عن احتمالات "حرب عالمية ثالثة"، وعن إمكانية "تدمير الدولة الأوكرانية بالكامل بحلول الصباح" ما إن تستخدم هذه الصواريخ ضد روسيا، وهو استخدام يرجح محللون أنه يتطلب مساندة استخباراتية من حلف "الناتو" لضمان تحديد المواقع وتوجيه هذه الصواريخ.
"هدايا" بايدن الملغومة لترامب هذه برغم المفارقة بأن "ترامب الأول" كان "أهدى" الرئيس الديمقراطي اتفاقًا أبرمه مع حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة (في شباط 2020)، لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان والذي استمر 20 عامًا، فنظم بايدن خروجًا فوضويًّا من هذا البلد في مستهل عهده، انتهى بعودة طالبان إلى الحكم.
شهران قاسيان أمامنا. ترى ماذا يخبىء حقد ديمقراطيي بايدن من "هدايا" مسمومة لترامب المتفلت؟