إسلام جحا - خاص الأفضل نيوز
خطر المجاعة مستمرٌّ في قطاع غزة للشهر الرّابع عشر على التوالي، وشبحه يهدّد الفلسطينيّين كبارًا وصغارًا حتى باتوا يموتون ببطء وهم على قيد الحياة.
منذ أقلَّ من أسبوع، قالت الأونوروا: إنَّ 1.95 مليون شخص في غزة (91٪ منهم) يعانون انعدامًا حادًّا للأمن الغذائي يصل إلى مستوى الأزمة، وهي المرحلة 3 أو أسوأ من بين 5 مراحل لتصنيف الأمن الغذائي. وأشار التصنيف المتكامل- الذي يستخدم معايير علمية عالمية- إلى أنّ 345 ألف شخص سيواجهون مستويات كارثية من الجوع (المرحلة 5)، و876 ألف شخص سيعانون من مستويات الطوارئ من الجوع (المرحلة 4 من التصنيف).
اليوم، أطلق الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة نداءً عاجلًا لإنقاذ نحو 70 ألف مدني في شمال القطاع من خطر الموت جوعًا وعطشًا في حال نجاتهم من القصف الصهيوني المكثف، وسط حصار خانق مستمر منذ أكثر من شهر.
المجاعة التي قتلت 38 شخصًا من الكبار و49 طفلًا، تترك اليوم 15 طفلاً فلسطينيًّا يعاني من سوء التغذية الحاد و3500 في المرحلة الأخيرة ما قبل الموت، نيجة فقدان حليب الأطفال، وغلاء السلع من 250٪ إلى 600٪، فربطة الخبز الآن ارتفعت إلى ثلاثين شيكل (8دولار)، وكيس الطحين وصل إلى أكثر من 320 شيكل (90 دولار) بعد أن كان ثمنه 10 دولارات فقط.
الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تزداد تعقيدًا مع منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كامل منذ أيار الماضي، وذلك بالتزامن مع اقتحام معبر رفح الحدودي، وفقدان المستلزمات الطبية وعرقلة وصول الفرق الطبية والإغاثية إلى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، يضاف إلى ذلك توقف المستشفيات عن الخدمة. ففي الشمال لا يزال مستشفى كمال عدوان وحده يعمل، ويستقبل كل يوم نحو 100 طفل يعاني من سوء التغذية دون أن تتمكن الطواقم الطبية من تقديم العلاج الكافي لهم.
أمّا عن المساعدات التي يعتاش عليها المازحون، فهي أقلّ بكثيرٍ من الاحتياجات الهائلة للسّكان. يستعيض النازحون عن موتٍ يلوح في الأفق بالقليل من الطعام من إحدى *التكيات* لا يتوفر دائمًا؛ بسبب نقص الإمدادات من المواد الغذائية الأولية التي يمنع الاحتلال إدخالها أو بسبب إحراقها وإتلافها في مخازن المنظمات الإغاثية، منتهكًا بذلك القانونَ الدّولي الإنسانيّ الذي ينصّ على ضرورة تمكين المدنيين من الوصول إلى الضروريات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، وهي الغذاء والمأوى والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات الحيوية.
إذًا، يعيش الفلسطينيون على قيد الأمل بأن يتغيّر شيءٌ ما، وتنتهي الحرب وتفتح المعابر قبل أن يموت المزيد منهم بسلاح خبيث يقتلهم دون رحمة...!.