ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
على وقع المبادرة الأميركية المتأرجحة، اشتعل الميدان من جديد، في مشهد أعاد إلى الأذهان أحداث قطاع غزة.
معارك على الحدود الجنوبية، غارات بقاعًا وجنوبًا وفي الضاحية تدميرية بجزء منها، واغتيالية عند تخوم منطقة السوديكو، تستمر المناورة الميدانية وعمليات جس النبض على طول الجبهة الشمالية، وسط ضخ "إسرائيلي" غير مسبوق.
مصادر مطلعة على مسار العمليات القتالية كشفت أنه في الوقت الذي يسعى فيه جيش العدو الإسرائيليِّ إلى وضع ثقله العسكري، للتقدم والسيطرة على خط الدفاع الثاني، والإمساك بنقاط "حاكمة وحيوية"، للحد من الاستهدافات المباشرة لغالبية مستوطنات الشمال المنتشرة على طول الحدود اللبنانية، في مقابل محاولات حزب الله لتحويل المعركة إلى حرب عصابات، مستندًا إلى طبيعة الأرض الجغرافية وعدم قدرة الجيش "الإسرائيلي" على التقدم.
وتابعت المصادر بأن الحزب يملك ترتيبات دفاعية كثيرة واحتياطات واستراتيجية وتعبوية، قد تكون مكلفة لأي عملية اختراق "إسرائيلي" "عميق" في ظل نوعية الأسلحة التي يمتلكها، متوقفة عند النقاط التالية:
- قدرة حزب الله على المناورة بشكل كبير نتيجة الطبيعة الجغرافية لجبهة القتال، والتي يستغلها إلى أقصى درجة.
- مرونة حركة وحداته القتالية، القادرة على التنقل بشكل سريع وكبير عبر شبكة أنفاق وخنادق تم إعدادها وتجهيزها.
- الاكتفاء اللوجستي للقوات المقاتلة لجهة توافر كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة على الخطوط الأمامية، وعدم تأثير استراتيجية قطع الطرقات على نقل السلاح والعتاد إلى الجبهة.
- اعتماد الحزب استراتيجية الكمائن والاشراك والقتال من نقطة صفر، لشل قدرة سلاح الجو "الإسرائيليِّ" على التدخل، وكذلك سلاح المدفعية البعيدة المدى.
- الاستفادة من النقص في العنصر البشري ومن الدبابات، ووضع الجيش المنهك بشكل عام، بعد قتاله لأشهر عديدة في قطاع غزة.
- نجاح الحزب في تنفيذ مناورات ذكية لردع المناورة البرية المستمرة منذ قرابة الخمسة أسابيع، حيث أن مسألة تحديد الأهداف تكون لناحية الأفضلية وذات الصلة بخطة العمليات الأساسية.
- اعتماد استراتيجية عام 2006 المطورة.
وتشير المصادر إلى أن حديث الجيش "الإسرائيلي" عن السيطرة في جبهة الشمال وتأمين حرية الحركة داخل المستوطنات، لا تعكس حقيقة الواقع، مؤكدة أن الواقع الميداني يعكس صورة مختلفة تمامًا، فاعتماد هذه التصريحات هدفه تبرير عملياته في جنوب لبنان وإظهار إنجازات وهمية، فالقوات "الإسرائيلية" ذاتها تعاني من ضربات مستمرة، حيث تتعرض ثكناتها العسكرية للقصف حتى داخل الأراضي "الإسرائيلية".
وأشارت المصادر، إلى أن محاولات جيش العدو لتطوير المرحلة الثانية من عملياته تواجه مقاومة شديدة، خصوصًا على محور "طيرحرفا – شمع"، وفي القطاع الشرقي باتجاه طلوسة، حيث لم يتمكن حتى الآن من التقدم إلى المرتفعات الاستراتيجية.