أعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، أن حجم الخسائر الاقتصادية الضخمة التي لحقت بلبنان خلال الحرب وصل حسب تقييم بعض المؤسسات الخاصة إلى 20 مليار دولار.
وعلى هامش اجتماعاته مع صندوق النقد الدولي في واشنطن، قال سلام إن هذا المبلغ يشمل دمار البنى التحتية والتأثيرات السلبية على الاقتصاد والخسائر الأخرى.
وأضاف أن الدولة "تقوم بمجهود كبير لتقدير حجم الخسارة بشكل رسمي"، معتبرًا أن رقم العشرين مليارًا ليس بعيدًا عن الحقيقة.
وأشار إلى أن "هذه الخسائر تؤثر بشكل خطير على الناتج المحلي وارتفاع نسبة البطالة التي كانت قبل الحرب 50 في المائة، والآن تتجاوز 70 في المائة"، لافتًا إلى أنها نسبة كارثية على أي وطن أو دولة، والنمو غير موجود اليوم".
وتطرق سلام إلى الدمار الهائل الذي لحق بالجنوب والبقاع، حيث دُمّر أكثر من 4 آلاف مبنى، وأكثر من مليون ومئتي ألف شخص شُردوا في مراكز الإيواء وعلى الطرقات، منهم 400 إلى 500 ألف من القوى العاملة في القطاعات الزراعية والخدمية.
وذكر أن "الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 154 مليون دولار لدعم مشروع الطوارئ الخاص بإيواء النازحين، واصفًا أزمة النزوح بـ"كارثة الكوارث".
وأكد أن "لبنان لا يمكنه تحمل نزوح أكثر من مليون شخص في فترة 10 أيام، في ظل وضعه الاقتصادي المنهك".
كما شدّد سلام على أهمية مؤتمر المانحين الذي سيعقد في فرنسا، معتبرًا في نفس الوقت أن "الدعم الدولي الذي وصل إلى لبنان اليوم لا يتجاوز 15 في المائة من الحاجة الفعلية".
ورأى أن أزمة النازحين لن تحل في وقت قصير، حتى إذا حدث وقف إطلاق النار غدًا وتوصلنا إلى سلام.
وكشف، أننا "سنحتاج إلى 3 أعوام على الأقل لحل مشكلة النازحين وتأمين عودتهم بشكل لائق وآمن".
واعتبر أن "الظروف الدولية اليوم تختلف عن حرب عام 2006، عندما قُدمت مليارات الدولارات لإعادة إعمار لبنان"، قائلًا، "اليوم لبنان فقد ثقة العالم العربي والولايات المتحدة".
وتابع، "إن العالم يطالب لبنان بانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة ليروا إن كان هناك فريق عمل يمتلك الثقة والمصداقية لتقديم الدعم".
وفيما يخص دعوات بعض أعضاء الكونغرس الأميركي لفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري، حذر سلام من أن هذه الخطوات قد تزيد التصعيد في الوقت الحالي، مؤكدًا أن رئيس المجلس نبيه بري هو من الأشخاص الذين يمتلكون مفاتيح الحلول.
وختم: "من دون وجود الرئيس بري للتفاوض وحل موضوع الطائفة الشيعية، لا أعرف من غيره يمكن أن يعمل على هذا الموضوع".