عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز
تحتاج الإحاطة بكل تفاصيل حرب الشهرين على لبنان وبأسرارها الميدانية والدبلوماسية إلى وقت وتمحيص حتى تكتمل أجزاء البازل وتظهر الصورة الكاملة على حقيقتها.
وبالتأكيد، فإن حزب الله له روايته المتكاملة للحرب، من أسبابها إلى نتائجها، فيما يحاول خصومه التسويق لسردية مغايرة تمامًا، تحمّله من جهة المسؤولية عما حصل وترفض من جهة أخرى الاعتراف بانتصاره.
ويؤكد أحد قياديي حزب الله لـ"الافضل نيوز" أنه يكفي أن الحزب صمد في مواجهة حرب الاجتثاث والإبادة التي تعرض لها على امتداد شهرين حتى يكون ذلك كناية عن انتصار حقيقي.
ويلفت إلى أن الحزب مر في قطوع كبير خلال الفترة الممتدة من تفجيرات البيجر واللاسلكي إلى اغتيال السيد حسن نصرالله وصولًا حتى اغتيال السيد صفي الدين، موضحًا أنه بعد اغتيال السيد نصرالله تولى السيد صفي الدين إدارة شؤون الميدان واستطاع أن يعيد ترتيبه عقب الاهتزاز الذي نتج عن استشهاد الأمين العام، لكن العدو ما لبث أن اغتال رئيس المجلس التنفيذي والمرشح لخلافة الأمين العام الشهيد، الأمر الذي تسبب في إيجاد حالة من الإرباك لبعض الوقت قبل أن تعود الأمور إلى الانتظام ويستعيد الحزب المبادرة.
ويكشف القيادي أن المقاومة أصرت في يوم الإعلان رسميًّا عن استشهاد السيد نصرالله على مواصلة إطلاق الصواريخ على فلسطين المحتلة تحت إشراف الشيخ نبيل قاووق الذي ألح على ضرورة الاستمرار في القصف بمعزل عن حجم وتيرته، حتى لا يظن العدو أن المقاومة انهارت مع اغتيال سيدها.
ويعتبر القيادي إياه أن المقاتلين على المحاور البرية هم الذين قلبوا المعادلة لاحقًا، مشيرًا إلى أنه لو أعلن بنيامين نتنياهو فور اغتيال السيد نصرالله والسيد صفي الدين عن انتصاره وإيقاف الحرب لكانت المقاومة قد هُزمت فعلًا ولكان هو قد تمكن من فرض شروطه السياسية، لكن وبفضل اللطف الإلهي، دفعت العنجهية نتنياهو إلى مواصلة الحرب، ما منح المقاومة فرصة لتصنع رد الفعل وتقول كلمتها سواء في المواجهة البرية أو على مستوى استهداف الجبهة الداخلية للكيان بالصواريخ والمسيرات، الأمر الذي استنزف العدو وحال دون أن يستطيع تحقيق أهدافه.
ويلفت القيادي إلى أنه بعد ضربتي البيجر واللاسلكي واستشهاد السيد نصرالله والقادة الآخرين تغير معيار النصر الذي أصبح متصلًا بالقدرة على البقاء أولاً، ثم منع الاحتلال من تحقيق أهدافه ثانيًا، وبالتالي لم يعد جائزًا ربطه بأدبيات الحزب في مرحلة ما قبل الحرب وبما كان قد وعد به السيد نصرالله، لأن ما بعد استشهاده ليس كما قبله.
ويجزم القيادي بأن السيد نصرالله حاول حتى اللحظة الأخيرة تفادي الحرب الواسعة وهو أصر على إبقاء مفاعيل جبهة الإسناد محصورة لنحو سنة في إطار الحافة الأمامية حتى لا يتأذى البلد ووافق قبل استشهاده بوقت قصير على هدنة الـ 21 يومًا التي اقترحها المشروع الأميركي الفرنسي آنذاك، لكن وبدلًا أن يوافق رئيس وزراء العدو عليه لجأ إلى إعطاء الأمر باغتيال السيد من نيويورك.
ويشدد القيادي على أن حزب الله يريد نجاح مهمة الجيش في منطقة جنوبي الليطاني وهو سيكون متعاونًا إلى أقصى الحدود مع المؤسسة العسكرية، معتبرًا أن الجيش والدولة هما أمام اختبار إثبات قدرتهما على حماية لبنان.