د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز
كثرت التحليلات والقراءات لما حدث ويحدث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وما يجري من هندسات على مستوى المنطقة العربية ككل وليس في سوريا فقط، ما يتطلب قراءة هادئة انطلاقاً من ثوابت وأسس قومية واستراتيجية.
بينما العالم يتابع عبر الشاشات ما يجري من متغيرات في سوريا، يتسلل الكيان الصهيوني بقيادة مجرم الحرب نتنياهو لتنفيذ مخططاته وتحقيق أطماعه التوسعية عبر التقدم من مرتفعات الجولان وخرق اتفاقية فضِّ الاشتباك واحتلال المنطقة العازلة وربما أبعد من المنطقة العازلة وفق بعض المعطيات الميدانية من المناطق الحدودية إن كان لجهة الأراضي السورية أو حتى تشكيل خطر و تهديد من الناحية اللبنانية في مرتفعات جبل الشيخ المطلة على مناطق عديدة من لبنان، كذلك فإن الخطورة تكمن في مواصل جيش الاحتلال في تدمير القدرات العسكرية السورية عبر مواصلة شنِّ الغارات الجوية على الأراضي السورية واستهداف وتدمير القطع العسكرية الجوية والبحرية والصاروخية وحتى معاهد البحوث المعنية ربما بالتصنيع العسكري.
إن الحرص على مستقبل سوريا والسوريين يستدعي تحركاً عاجلا من قبل المجتمعين العربي والإسلامي من أجل حماية سوريا ومقدراتها من العدوانية الصهيونية وسط انشغال الشعب السوري بالمتغيرات الداخلية.
إن مفهوم الأمن القومي العربي يُحتم التحرك لحماية الأمن السوري لأن ضربه هو تهديد شامل للأمن القومي العربي، وبالتالي وجب على الدول العربية الحريصة على أمنها الذاتي والأمن القومي أن تتحرك بسرعة وبصورة إيجابية لمعالجة تداعيات ما حصل، وفق خارطة طريق رسمتها في القمة العربية- الإسلامية في الرياض.
إن الأولوية يجب أن تبقى للحفاظ على وحدة سورية وعروبتها وإستقلالها، فهو الأساس والمعيار في التعامل مع الأحداث وفي الموقف مما يجري في سوريا.
كما أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يختار شكل النظام ويحدد الإصلاحات السياسية التي يطمح إليها، وبالتالي يجب رفض التدخلات الخارجية من أي طرف في الشأن الداخلي السوري، فسورية مع ست دول عربية موضوعة على خارطة تقسيم مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومعيار وطنية أي طرف هو مواجهة هذا المشروع ومنع تقسيم سورية.
وفي السياق وعند الملمات والمحن لا بد أن نستذكر قائد الأمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي وصف سورية بأنها قلب العروبة النابض، وهذا يستوجب أن تبقى سورية في خندق العداء للكيان الصهيوني ورفض أي تطبيع معه.
كما نذكّر بما قاله عبد الناصر عند حصول الانفصال عام 1961، وخرجت سورية من الجمهورية العربية المتحدة: "ليس مهما أن تبقى الوحدة، المهم أن تبقى سوريا".
في المحصلة، تبقى الأولوية والأهمية لبقاء سوريا العربية الموحدة التي كانت ومازالت تشكل سداً منيعاً أمام مشروع التوسع الصهيوني الذي يعمل على تفتيت المفتت وتمزيق الممزق في عالمنا العربي والإسلامي.