عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
شهد معبرا المصنع والقاع التواصل الأول من نوعه بين أفراد من "هيئة تحرير الشام" والجانب اللبناني ممثلاً بأفراد من الأجهزة الأمنية، من دون أن يكون التواصل قد جرى بتوجيه أو تكليف رسميين.
ما جرى أنه ومع تقدم قوات المعارضة للسيطرة على بعض المعابر الحدودية، وصل أفراد من هؤلاء بسيارات تحمل أعلام المعارضة وهيئة تحرير الشام، ودخلوا إلى نقاط تتبع للأمن العام السوري وذلك عند معبري المصنع والقاع في البقاعين الغربي والشمالي. وقد جرى تواصل بين أحد مسؤولي المجموعات وضابط لبناني، وذلك في منطقة القاع، حيث طلب المسؤول السوري التعاون والتنسيق مع أفراد الأمن اللبنانيين في المسائل ذات الصلة بعبور المواطنين على طرفي الحدود. غير أن الجواب اللبناني كان بأن لا توجيهات لديهم حيال كيفية التعامل في الوضع الراهن، في انتظار التوجيهات من بيروت ، وقد اشترط اللبنانيون على السوريين بأن يبادروا إلى التواصل مع الجهات الرسمية في دمشق لتقوم هذه الأخيرة بالتواصل مع بيروت فتتم تسوية الأمر، ورغم إصرار المسؤول السوري غير أن الأمر لم يفلح، فاقتصر حضور العناصر على إزالة بعض الصور التابعة للرئيس السوري بشار الأسد وأعلام سوريا وحزب البعث، واستقروا لبعض الوقت ومن ثم غادروا تاركين الحدود متسيِّبة، وهي أزمة حقيقية بات يعاني منها لبنان، إذ لا حضور شرعي أو عسكري لأي قطعة سورية رسمية عند الحدود، فيما يتولى الأمن العام اللبناني مهر جوازات السفر بختم المغادرة للعابرين تجاه سوريا، لا يجد ضباط الأمن العام أية أختام على جوازات السفر للقادمين من سوريا.
هذه المحاولة ردتها مصادر معنية بأن على الدولة السورية أن تعيد تنظيم أمورها وأن تبلغ الدولة اللبنانية بالطرق الرسمية حول طبيعة الوضعية السورية الجديدة لكي يتم التعاون بين الطرفين. وقالت إن سبب رفض التعاون مع الأفراد السوريين الذين حضروا إلى نقطة القاع ونقاط أخرى، يرتبط في عدم معرفة ما إذا كان هؤلاء يمثلون قطعاً سورية رسمية أو أنهم مكلفون رسمياً حقاً أو هم مجرد قطاع طرق لا صفة لهم.
من جانب آخر تبدي هيئة تحرير الشام أجواء إيجابية حيال التعاون مع لبنان الرسمي، وقد عبرت عن ذلك من خلال طريقة التعاطي مع الصحافيين الذين قدموا من لبنان لتغطية الأحداث الحالية في سوريا، ونقل عن هؤلاء أن السلطات السورية الجديدة التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" تعاونت معهم وقدمت لهم التسهيلات بما في ذلك التجول بحرية في المراكز الرسمية السورية وإشراك بعضهم في لقاء حصل في دمشق مع رئيس الهيئة أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، وقد شارك معهم في نقاش هادئ يتصل في الوضع اللبناني. وقد قدم الجولاني في معرض النقاش بعض الأجوبة حيال الوضعية السياسية اللبنانية الحالية ونظرة القيادة السورية الجديدة إلى العلاقات مع لبنان.
وقد علم "الأفضل نيوز" بأن الجولاني صرح أمام مجموعة من الصحافيين اللبنانيين بأنه أعطى التوجيهات اللازمة لكي يتم التواصل مع بيروت بشكل رسمي ووضعها في تطورات الوضع السوري الجديد، والبحث معها في كيفية التعاون مع اللبنانيين. وقال أحد المقربين من رئيس الحكومة الانتقالية إن هذه المهمة سوف يتم تكليفها إلى الوزراء المعنيين في "الحكومة الانتقالية السورية" من ضمن خطة عمل تشمل التواصل مع كافة الدول المجاورة لسورية لتنظيم الأمور المرتبطة في الحدود في الدرجة الاولى، وفيما بعد سوف يتم العمل على إعادة تنظيم السفارات والعلاقات الدبلوماسية، في هذه الأثناء علم أن الاتصال الذي أجراه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع الجولاني، جرى الاتفاق خلاله على زيارة قريبة يقوم بها جنبلاط إلى دمشق على أن يتم تنسيقها بين الطرفين، وفهم أن الزيارة ستحصل حينما تسمح الظروف وتهدأ الأوضاع في سوريا، لاسيما في الجنوب السوري وفي الجولان، حيث من المتوقع أن يقوم جنبلاط بزيارة تلك الأماكن وإجراء لقاءات مع دروز سوريا بعد انقطاعٍ طويل.