مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
يشكّل القطاع الصّحّي أولى تحدّيات الحكومة الجديدة. فمنذ انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، توقّع اللبنانيون أن تتبدّل الأمور نحو الأفضل فهم يأملون حدوث تغيير على كلّ المستويّات، لا سيّما على مستوى القطاع الاستشفائي والدوائي، فهما ملفّان أساسيّان، يمسّان حياتهم بشكلٍ مباشرٍ. لذلك، ستواجه الحكومة الجديدة تحديًا جديدًا سيكون اختبارًا حقيقيًّا لها ولقدرتها على إدارة الملفات الحيوية ومعالجة الأزمات التي تثقل كاهل اللبنانيين منذ سنوات.
لتأمين الأدوية الجيّدة لمرضى السرطان
وفي السياق، اعتبر نقيب صيادلة لبنان الدكتور جو سلوم ، أنّ الواقع الصحي والدوائي هو أكثر ملفّ يهمّ المواطنين وعلى تماس مباشر معهم، سيّما أنّ الصّحة لا يُستهان بها. وقال إنّ التغيير في مقاربة هذا الملفّ من كل جوانبه، أن على صعيد التصدّي لكلّ المخالفات من منع دخول الدواء المهرّب والمزوّر، والتصدّي للمواقع والأماكن غير الشرعيّة أو غير المرخّصة التي تتاجر بصحّة المريض، إلى إعادة تسجيل الأدوية والمتممات المتدنيّة الجودة، إلى تأمين الأدوية الجيدة لمرضى الأمراض المستعصية بشكلٍ مستمرٍّ ومن دون استبدالها بأدوية اقلّ جودة تجعل من المرضى حقل تجارب، إلى الشراكة المتكاملة بين القطاع العام والخاص وفي مقدمتها المستشفيات والصيدليات والمصانع الدوائية والمكاتب العلميّة ما ينعكس على نوعيّة وتسعيرة الخدمة الصحيّة، كل هذا يشكل أولى تحديّات المرحلة المقبلة وأوّل اختبار للنجاح.
وفي حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، أكّد سلّوم أنّنا نشعر بنفحة تفاؤلية ونتأمّل بأيامٍ أفضل مع تشكيل هذه الحكومة خاصّةً مع وزارة الصّحة والنهج الذي ستتّبعه الوزارة. وأفتكر أنّنا في مثل هذا اليوم، المرضى واللبنانيين بأكملهم ينتظرون تغييرًا جديدًا وتحدٍّ من نوعٍ آخر على صعيد كل الوزارات الخدماتية وخاصّةً وزارة الصحة ألا وهي الأساس بالنسبة لهم، سيّما التّعاطي بملفّ مرض السرطان وتأمين العلاج للمرضى بشكلٍ مجاني كمّا ونوعًا. والأهم من ذلك، ألا نسمح بأن يكون المرضى حقل تجارب من دون أهداف أخرى للسماح بأخذ الأدوية غير المناسبة.
وأضاف: علينا أولًا اتّباع بروتوكول معيّن واحترام حياة الإنسان والمريض، وإعطاء الأدوية لكلّ المرضى من دون أن نستثني أحدًا.
وكل هذه الأمور، ينتظرها المواطن لتكون على هذا الاتجاه، من خلال مراقبة نوعية وجودة الدّواء ووقف كل أنواع التهريب. وكل أنواع المخالفات التي كنا نراها، والمرضى بانتظاره.
وهذا التغيّر الحقيقي بالنسبة لنا هو هدفنا الأساسي، ونجاح الحكومة ونجاح العهد يتوقف عند وزارة الصحة لأنها على تماس بشكل مباشر مع المريض، وهذا هو الأساس. وموضوع الدواء هو موضوع حياة وموت لذلك هو أهم من تسليط الضوء على ملف الكهرباء والماء وإنارة الطرقات.