حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وسائل إعلام أميركية: واشنطن تستعد لبيع أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار   /   ترامب: سنوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا   /   مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: مجلس الأمن الدولي سيعقد غداً جلسة طارئة بشأن العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية   /   رويترز عن ترامب: لا ضمانات لدي بأن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد   /   ترامب: نريد من أوكرانيا تزويدنا بمعادن نادرة   /   معلومات الجديد عن زيارة النائب أحمد الخير إلى قصر بعبدا: تضمنت نقاشاً عاماً حول منطقة الشمال دون أن تحل مشلكة الاعتدال مع التمثيل الحكومي   /   معلومات الجديد: سلام اصطدم بمواقف مسيحية وسنية حجبت عن تشكيلته الثقة مسبقاً   /   معلومات الجديد: مجموعة من الداعمين للرئيس سلام عبرت له عن اعتراضها على مسار التشكيل معتبرة انه يكيل بمكيالين ولا يتعامل مع المكونات بمعايير موحدة   /   مصادر سياسية للجديد: أي موقف تتخذه القوات سينسحب حكماً على القوى المسيحية الأخرى كالكتائب تحديداً   /   مصادر القوات اللبنانية للجديد: اذا استكمل المسار التشاوري حول الحكومة بشكل لا يراعي المعايير نفسها فلن نعطي الحكومة الثقة   /   الحدث: انقطاع خدمات الإنترنت في عموم سوريا   /   العربية: نتنياهو يقرر تمديد زيارته إلى واشنطن حتى السبت   /   معلومات الجديد: رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني سيزور أيضًا الرئيس بري والرئيس المكلف نواف سلام   /   معلومات الجديد: رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني يصل الى لبنان بعد ظهر الغد لتهنئة الرئيس عون بانتخابه رئيسا   /   الرئيس المكلف نواف سلام : تشكيل الحكومة يتقدم إيجابا وفق الاتجاه الاصلاحي الإنقاذي   /   ‏أكسيوس: نتنياهو سيمدد زيارته لواشنطن وسيعود إلى إسرائيل يوم السبت   /   البيت الأبيض: ترامب كلف إيلون ماسك بالإشراف على فاعلية "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"   /   إعلام أميركي: تعيين وزير الخارجية روبيو قائما بأعمال مدير الوكالة الأميركية للتنمية   /   الأسيرة الإسرائيلية المحررة أربيل يهود: أطالب الجميع بمواصلة النضال من أجل الإفراج عن كل الرهائن   /   أردوغان: تركيا ستستمر في دعم قطاع غزة والقضية الفلسطينية   /   رويترز: وزير النفط الكويتي يؤكد التزام البلاد بالتعاون الوثيق مع الشركاء في أوبك +   /   القناة ١٢ العبرية: نتنياهو يفكر في استبعاد رئيس الشاباك من فريق التفاوض الإسرائيلي في صفقة التبادل   /   أردوغان: إسرائيل تقوم باستفزازات من أجل عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة   /   القناة ١٢ الإسرائيلية: نتنياهو يفكر في استبعاد رئيس الشاباك من فريق التفاوض الإسرائيلي في صفقة التبادل   /   الأمين العام للنيتو: مقتنعون بقدرتنا على التعامل مع التوتر التجاري مع كندا ولن يؤثر على الدفاع الجماعي للحلف   /   

ولادة متعثِّرة للحكومة بالشُّروط وتعقيدات طائفيّة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز 

 

كان متوقعًا أن تصدر مراسيم تشكيل الحكومة نهاية الأسبوع الحالي، وأن تكون ولادتها "سلسة"، كما تمنّى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي سيكون شريكًا مع الرئيس المكلَّف نواف سلام، في أن تكون حكومة العهد الأولى، منسجمة مع خطاب القسم الذي رسم خارطة طريق، لما سيكون عليه لبنان، من خلال إرساء قوانين إصلاحيّة دستوريّة وقضائيّة وإداريّة واقتصاديّة وماليّة، بما يخرج لبنان من أزماته التي تعود أسبابها إلى نظامه السِّياسي الطَّائفي، وتوزيع السُّلطات طائفيًّا ومذهبيًّا، ممّا خلق ثقافة المحاصصة والمكاسب والفئويّة، وهو ما وضع لبنان مع أكثر البلدان فسادًا.

 

ويسعى كلّ من الرَّئيسين عون وسلام، إلى إنتاج حكومة مختلفة عن سابقاتها، وتكون بعيدة عن تأثير تصنيف الحقائب الوزاريّة، أو احتكارها لطوائف ومذاهب، لكنَّهما اصطدما بالواقع السِّياسي الطَّائفي، الذي سعى اتفاق الطّائف إلى إخراج لبنان منه، فصاغ بنودًا إصلاحيّة، كمثل إصدار قانون انتخاب خارج القيد الطَّائفي لتكوين سلطة وطنيّة، وأن تتمثَّل الطَّوائف بمجلس شيوخ، ثم بإلغاء طائفيّة الوظيفة، وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطَّائفية، وتحقيق اللامركزيّة الإداريّة مع الإنماء المتوازن، لكن هذه البنود لم تنفَّذ وأهملت منذ ٣٥ عامًا، وأبقت لبنان في أزماته الدستوريّة والسِّياسيّة، وانتكاساته الاقتصاديّة والماليّة، وتراجع خدماته في المياه والكهرباء، وانكفاء مؤسَّسات الدولة عن الرِّعاية الصِّحيّة والتَّربويِّة والاجتماعيّة، وتقليص موازناتها، وهذا ما سهَّل على الفاسدين أن يقووا على القانون، فنهبت أموال المودعين في المصارف التي فقدت ثقة المواطنينَ بها، فأصيبت بحالة الشَّلل، وفقدت دورها الذي شغلته على مدى عقود.

 

من هنا، فإنَّ تشكيل الحكومة لا يخرج عن واقع التركيبة السِّياسيّة الطَّائفيّة، وشهد لبنان في تاريخه أزمات تشكيل حكومات وتأخرها، بسبب التَّعقيدات السِّياسيّة والطَّائفيّة اللبنانيّة، فظلَّ الرَّئيس الرَّاحل رشيد كرامي نحو تسعة أشهر لتشكيل حكومته في العام ١٩٦٩، كما اعتذر رؤساء حكومات عن التَّكليف، في حين أن حكومات سقطت طائفيًّا ومذهبيًّا قبل أن تصل إلى مجلس النُّواب، كمثل حكومة الرئيس أمين الحافظ الذي لم يحظ بغطاء من طائفته السِّنيّة، فألغت تكليفه قمَّة عرمون الإسلاميّة، بعد أن كلَّفه رئيس الجمهورية سليمان فرنجية في نيسان ١٩٧٣، وأن الدستور يعطي صلاحيات تسمية رئيس الحكومة لرئيس الجمهورية، ونقلها دستور اتفاق الطائف إلى النّواب.

 

 فالرئيس سلام، يتلقّى ضغوطات كثيرة من الكتل النِّيابيّة والقوى السِّياسية، ليأتي تشكيل الحكومة، وفق أهوائهم ومصالحهم السِّياسية والطَّائفية، والارتباطات الخارجية، حيث يحصل الثُّنائي حركة "أمل" و"حزب الله"، على ما كانا يفرضانه قبل التَّطوّرات التي حصلت خلال عام ونصف العام، من المواجهة العسكريّة مع العدوِّ الإسرائيليِّ، التي خسرها "حزبُ اللَّه"، ولم يعد قادرًا بسلاحه أن يستقوي على الداخل، وفق ما يؤكد رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع وحلفاء له، إذ يتمسَّكون برفض إعطاء وزارة المال للثُّنائي الشِّيعي، كما لا يقبلون أن تكون حكرًا لطائفة، حيث يقف الرئيس سلام أمام هذه العقدة التي حلَّها مع الثنائي، لكنه يلقى رفضًا من جعجع الذي يربط مشاركته في الحكومة بعدم الخضوع لشروط "حزب الله" الذي يصرُّ على مشاركته في الحكومة، التي يقترح من يسمُّون أنفسهم "تغييريون"، بأن تكون الحكومة خالية من حزبيين، وتضم كفاءات وأصحاب خبرة (تكنوقراط)، وأن يفرضها الرئيس المكلف على الجميع، بالتعاون مع رئيس الجمهورية الذي لا يريد أن يبدأ عهده بأزمة حكومية، قد تتحوَّل إلى أزمة سياسيّة ودستوريّة وميثاقيّة، إذا لم يتمثَّل فيها كل من "أمل" و"حزب اللَّه" وهما يمثلان كتلة نيابيَّة واحدة.

 

فالحكومة الموعودة، قد تتأخر في حل الأزمات التي كان من المتوقّعِ أن تواجهها، وقد يتدخّل الخارج لحلّها.