سحر ضو - خاصّ الأفضل نيوز
لبنان يخطو خطوة نوعية في مواجهة التحديات المناخية المتزايدة بإطلاق خطته الوطنية الأولى لإدارة الجفاف بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية. وتهدف هذه المبادرة إلى التصدي لظواهر الاحتباس الحراري والجفاف المتزايدة، التي تؤثر بشكل سلبي على الموارد الطبيعية والزراعية للبلاد.
وقد أكد وزير الزراعة الحاج حسن أن هذه الخطة تأتي استجابة للظروف المناخية العالمية والمحلية التي تتسم بتفاقم تداعيات التغير المناخي، مثل انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، موضحًا بأن هذه الظواهر تتطلب استراتيجيات استباقية لتقليل آثارها السلبية، و التركيز على إدارة الموارد المائية وحماية القطاع الزراعي من المخاطر المناخية المتزايدة. وشدّد الوزير الحاج حسن على أن الخطة تمثل رؤية شاملة تهدف إلى حماية الاقتصاد اللبناني من تداعيات الجفاف وتحقيق الاستدامة، حيث تتضمن تحسين استخدام الموارد المتاحة وتطوير حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ وإدارة موارد المياه بشكل أكثر كفاءة.
تتطلع الخطة إلى تحسين تقنيات إعادة تدوير المياه ومعالجة مياه الصرف، إلى جانب برامج توعوية أخرى. وتستهدف تغيير السلوكيات المرتبطة باستخدام الموارد. كما تولي الخطة أهمية لتطوير خطط طوارئ وآليات استجابة سريعة للأزمات الناجمة عن الجفاف، بما في ذلك تأسيس صندوق أزمات لدعم الإجراءات العاجلة عند الضرورة.
وفي هذا السياق، أبدى المهندس والناشط السياسي والبيئي شربل أبو جودة في حديث خاص للأفضل نيوز ملاحظاته على الخطة بضرورة تعزيز الجهود وتقييم المخاطر على البنية التحتية المائية والزراعية، واستثمار التكنولوجيا والابتكار لتحسين إدارة الموارد. وأوصى بتفعيل دور المجتمع المحلي لضمان المشاركة الفعالة في تنفيذ الحلول، وتعزيز البحث العلمي ووضع إطار قانوني ينظم الأنشطة المؤثرة سلبًا على الموارد المائية.
أبرزت الخطة الوطنية أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الأزمة البيئية، من خلال الشراكة مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية كعنصر أساس في تعزيز التكامل العربي وضمان الأمن الغذائي، ومن خلال ضرورة تعزيز الزراعة المقاومة للجفاف ودعم المزارعين لتبنّي تقنيات ري حديثة وزراعة محاصيل تتحمل الظروف المناخية القاسية.