مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
لا يزال لبنان يعيش حالةً صعبة لا يُحسد عليها، سيّما بعد خروجه من الحرب المُدوية التي أسفرت عن مقتل الآلاف ودمار مناطق بأكملها، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الجرحى، وأثر بطريقة أو بأخرى على المستشفيات والقطاعات الأخرى ككلّ.
ولأنّ التحسّن لا يحصل بكبسة زرّ، ولأنّنا لا نزال نعيش ضيقة مالية صعبة، رفعت المستشفيات وشركات التأمين الأسعار على المواطن اللبناني، ما دعا إلى رفع الصوت والمطالبة بالنجدة.
"الضمان" يقرّ 16 مليار ليرة سلفات للمستشفيات
يواصل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تسديد مستحقات المستشفيات المتعاقدة معه، بحيث أعلنت مديرية العلاقات العامة في الصندوق، أنّ المدير العام للصندوق محمد كركي أصدر قرارًا قضى بموجبه إعطاء المستشفيات المتعاقدة مع الصندوق سلفات مالية على حساب معاملات الاستشفاء للأعمال الجراحية المقطوعة المتوجبة بقيمة 16 مليار ليرة، ليصبح المجموع 84 مليار ليرة منذ مطلع العام 2025.
كما دعا كركي المستشفيات إلى الإسراع في تقديم معاملاتهم المنجزة كي تسدد قيمتها بشكل دوري وشهريّ. كما جدّد إعلانه بأنّه كلّف كلّ من مصلحة المراقبة الطبيّة ومصلحة المراقبة الإداريّة على المستشفيات بإعداد تقارير دوريّة تفصيليّة عن مدى التزامها بالتعرفات المقرّة من قبل إدارة الصندوق، على أن يتّخذ القرارات اللازمة بحقّها، قد تصل إلى حدّ فسخ العقود وإيقاف السلفات المالية في حال تقاضيها مبالغ مالية إضافية من المضمونين أو رفضت استقبالهم لتلقّي العلاج اللاّئق حيث ستخضع للمراقبة والتفتيش للتّحقق إذا ما كانت تصرّح عن الأجور الحقيقية لمستخدميها وعن جميع المستخدمين والأجراء العاملين لديها.
المستشفيات ترفع أسعار فواتيرها
علم موقع "الأفضل نيوز"، أنّ عددًا كبيرًا من شركات التأمين بدأ برفع أسعار بوالص التأمين الصحي بنسب تتراوح ما بين الـ 30 و40 %، كما عمد العديد من المستشفيات إلى رفع تعرفاتها الاستشفائية مُلزمةً المرضى بسداد فوارق الفواتير.
هذا الأمر جعلنا نتساءل عن الأسباب، سيّما بعد أن علمنا أنّ التعرفات الاستشفائية الحالية المتعاقد عليها لا زالت دون الأسعار التي كانت عليه عام 2019 بشكل متفاوت بين المستشفيات بنسبة تتراوح بين 25 % و 40%. أمّا الدراسة التي أعدّتها النقابة تلحظ أنّها لا تشكل أكثر من 60% عما كانت عليه عام 2019.
الكلفة ارتفعت
وبحسب مصادر مطّلعة لموقع "الأفضل نيوز"، رفعت المستشفيات أسعارها بسبب الغلاء الذي يعيشه لبنان، في جميع قطاعاته، بما فيه القطاع الطّبي.
وأكّدت إدارة إحدى المستشفيات البقاعية أنّ شركات التأمين تدفع لنا أسعارًا ضئيلة جدًا عمّا كانت عليه في السابق، لذلك لم تعد هذه الشركات تدعمنا كقبل أيام الأزمة. بالإضافة إلى أنّ الكلفة ارتفعت علينا كمستشفيات وعلى شركات التأمين أيضًا. لذلك، اضطررنا أن نرفع الفاتورة الاستشفائية لسدّ العجز سعيًا لبقائنا بقوة، لنتمكّن من إعالة مرضانا. وأيضًا، كان توجّهنا صوب تعديل "بدلات الخدمات" في الفاتورة الاستشفائية، بحيث تضاف إليها نسبة لا تقلّ عن 15%، وهو ما قد يرفع الفاتورة الاستشفائية بالمجمل ما بين 3 إلى 4%.
ولأنّ البلد لا يزال في مرحلة حرب، وأزمة اقتصادية وأمنية وسياسية، لا نزال نتحمّل الأعباء المكدّسة منذ عام 2019 حتّى الساعة، على الرغم من بعض التسهيلات التي تقوم بها شركات التأمين من تمديد فترة تسديد البوليصة إلى حدود 6 أشهر.