حمل التطبيق

      اخر الاخبار  مصادر دبلوماسية فرنسية لـ "الحدث": تعهد أميركي بالعمل على انسحاب إسرائيل من لبنان بحلول ١٨ شباط   /   التحكم المروري: قطع السير على طريق المطار القديمة المسلك الغربي تحت جسر الكوكودي   /   مراسل "الأفضل نيوز": الجيش الإسرائيلي نفّذ مساء اليوم عملية تفجير كبيرة في بلدة ميس الجبل   /   المجموعة العربية في نيويورك: نريد رؤية "ريفييرا" فلسطينية في قطاع غزة   /   التحكم المروري: إعادة فتح السير على طريق الشويفات قرب محطة الريشاني   /   المجموعة العربية في الأمم المتحدة: نرفض تهجير الفلسطينيين من غزة وهو ينتهك القانون الدولي   /   نائب الرئيس الأمريكي: ترامب هو من يصنع الصفقات في النهاية وسيجلب السلام للمنطقة من خلال إنهاء الحرب في أوكرانيا   /   المجموعة العربية في الأمم المتحدة: يجب وقف انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي   /   مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الحملة الإسرائيلية في شمال الضفة تثير مخاوف من تكرار عمليات تهجير جماعي جرت منذ عقود   /   زيلنسكي: نحتاج لرفع حجم الجيش الأوكراني إلى مليون ونصف المليون إذا لم تنضم كييف للنيتو   /   زيلنسكي: نحتاج لرفع حجم الجيش الأوكراني إلى مليون ونصف المليون إذا لم تنضم كييف للنيتو   /   زيلينسكي: أوكرانيا ستحتاج لمضاعفة حجم جيشها إذا لم يتسن لها الانضمام لحلف الأطلسي   /   مكتب الإعلام الحكومي بغزة: لم يدخل أي منازل مؤقتة أو معدات ثقيلة من الموجودة بالجانب المصري من معبر رفح   /   جيروزاليم بوست عن مصادر: الاقتراح الفرنسي يقضي بأن تحل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بما في ذلك القوات الفرنسية محل القوات الإسرائيلية في نقاط رئيسية   /   جيروزاليم بوست عن مصادر: إسرائيل رفضت مقترحا فرنسيا يتيح خروج القوات الإسرائيلية من لبنان بحلول ١٨ فبراير   /   وزير الخارجية الإسرائيلي: هدفنا هو منع ‎إيران من حيازة أسلحة نووية لأن ذلك يهدد منطقة الشرق الأوسط وأوروبا   /   التحكم المروري: حركة المرور ناشطة على طريق ‎المطار القديمة وسالكة   /   مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل   /   وكالة الطاقة الذرية: مخزون ‎إيران من اليورانيوم بنقاء يصل لـ60% سيقترب من 250 كيلوغرامًا بحلول مارس المقبل   /   نائب الرئيس الأمريكي: سنفرض عقوبات وربما نرد بعمل عسكري إذا رفض بوتين سلامًا يضمن استقلال أوكرانيا   /   نائب الرئيس الأمريكي: عليكم أن تتخذوا قرارات صعبة في أوروبا من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية   /   وول ستريت جورنال عن نائب الرئيس الأمريكي: إرسال قواتنا لأوكرانيا مطروح إذا فشلت موسكو في التفاوض بحسن نية   /   الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الوقت لم نجرِ بعد محادثات كافية مع الإدارة الأميركية الجديدة وننتظر تعيين مبعوث لإيران   /   الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الوقت ينفد أمام التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي   /   كتائب شهداء الأقصى: اشتبكنا بأسلحة رشاشة أمس مع قوة صهيونية في مخيم طولكرم وحققنا إصابات مباشرة   /   

من لعبة الآلهة إلى لعبة القراصنة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


نبيه البرجي - خاصّ الأفضل نيوز 

 

   غداة ضرب مبنى الأمباير ستيت في نيويورك (11 أيلول 2001 ) , رأى بول وولفوويتز أن إسرائيل هي الحقيقة الوحيدة في الشرق الأوسط , كونها الدولة التي أوصى الله بقيامها . الدول الأخرى التي أنتجتها الصدف , أو التقاطعات , الجيوستراتيجية إما هي مضارب للقبائل أو معسكرات لقطّاع الطرق الذين لم يتوقفوا عن محاولة كسر الزمن .

 

  لا وجود للعرب , وللفلسطينيين بوجه خاص , في الأجندة الأميركية . حل الدولتين , كشعار مستهلك , لم يتلفظ به يوماً دونالد ترامب , بل إنه يرى أن "ميثاق إبراهيم" هو الطريقة المثلى لتذويب الحالة الفلسطيينية داخل الحالة الشرق أوسطية . في أحسن الأحوال توطين اللاجئين منهم في أرض اللجوء , وايجاد أماكن أخرى للبقية , كي يتحقق النص التوراتي بظهور الدولة اليهودية الخالية من الأغيار (الغوييم) . 

 

   بطبيعة الحال , لم يتنبه إلى قول الفرنسي الكسي دو توكفيل الذي وضع , عام 1835 , كتاب "الديمقراطية في أميركا" , ولاحظ فيه أن التفاعل الديناميكي بين الأجناس , والثقافات , السبب في الصعود الأميركي . ترك لعالم السياسة الانكليزي هارولد لاسكي الكلام عن دولة البعد الواحد , والساق الواحدة , التي لا بد أن تقع .

 

  لا بد أن يكون الرئيس الأميركي قد شاهد الفلسطينيين وهم يقاتلون حتى من داخل قبورهم في غزة . على مدى أكثر من عام لم تكن تهبط عليهم سوى القنابل التي تقتل الآباء والأمهات والأطفال . في المقابل كانت الطائرات الأميركية تهبط , يومياً , في القواعد الجوية الإسرائيلية , لتفريغ كل اللوازم الخاصة بإبادة الفلسطينيين , لنرى الصحافي البارز بوب وودورد ينصح الرئيس الأميركي "لا تضرب رأسك بالصخرة" . الصخرة الفلسطينية التي لا تستطيع قوة في الأرض اقتلاعها من الأرض .

 

  هوذا الشرق الأوسط الذي رأى المستشرق الأميركي رونالد بودلي فيه المكان الذي تحتضر فيه الأمبراطوريات الكبرى . لا شك أن الأمبراطورية الأميركية تختلف عن سائر الأمبراطوريات بفرضها أسلوب الحياة على مجتمعات العالم , من زجاجة الكوكا كولا وطبق الهوت دوغ إلى سروال الجينز وحذاء الكاوبوي , ومن "الأميركيات الفارهات" , أي السيارات الفاخرة , إلى طائرات البوينغ والمركبات الفضائية , قبل أن تقلب الشبكة العنكبوتية (الانترنت) مسار البشرية رأساً على عقب .

 

   هل يبرر ذلك التعاطي مع العالم بـ"مطرقة الشيطان" , كما تقول صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية . الضربات في أميركا الشمالية وفي أميركا الوسطى , وحتى القطب المتجمد الشمالي , والضربات في أوروبا وفي الشرق الأوسط .

 

تصوروا أن قرار السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة لا تكفي دونالد ترامب , بل هو يطالب بتريليون دولار . رجل لا يرى فينا سوى الكائنات ما دون البشرية , والتي تتقيأ الذهب . ما ينشر في الصحف الفرنسية والألمانية يشي بأن القارة العجوز التي تتخوف من الاختناق الاقتصادي على وشك الثورة ضد أميركا . لا صديق لدونالد ترامب سوى دونالد ترامب , وسوى ... بنيامين نتنياهو !

 

  قبل وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن حذّر الباحث الأميركي مايكل روبينز (الفورين آفيرز) من "أن يغسل هذا المجنون دماغ دونالد ترامب" , ملاحظاً أن ترامب يبعثر القوة الأميركية على كل الجبهات بدل التركيز على الصين , و "حتى لا تبدو الصورة هكذا ... الراقصة والتنين" . 

 

لاحظتم طرافة المقارنة . ها إن الباحثين الأميركيين يحذرون من تفوق الصين على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي , مع ما لذلك من تداعيات كارثية على مستقبل الولايات المتحدة , ودورها في قيادة الكرة الأرضية .

 

  دعوة إلى تجميع الحلفاء حول أميركا في "ساعة التنين" لا تكديس الأعداء على باب البيت الأبيض . ترامب أشعل الحدود الشرقية مع كندا , والحدود الغربية مع المكسيك , وصولاً إلى الباب الخلفي في الكاريبي , لتنطلق الصيحات من داخل الجامعات "لا تقتل أميركا" . 

 

كل الأمبراطوريات , وعبر القرون , كانت تتهاوى بسبب كثرة الأعداء . تصوروا أن يتدخل البيت الأبيض حتى في تشكيل الحكومة في لبنان . هكذا قالت رويترز . أمبراطورية , وتكاد حدودها تمتد إلى العالم الآخر , معنية بتوزيع الحقائب الوزارية في لبنان , وإن كان اللبنانيون , البارعون في الهرطقة السياسية , والهرطقة الدستورية , قد ابتدعوا تصنيف الحقائب على أساس الحقائب السيادية والحقائب اللاسيادية !!

 

  وكان اسكندر الرياشي , "الصحافي التائه" يسخر من ذلك النوع من الساسة الذين لا فرق بين خيالهم السياسي وخيال الماعز .

  لامجال للافلات من القبضة الأميركية (للوقوع في قبضة قوة أخرى) . ولكن هل من قوة أخرى في الشرق الأوسط ؟ 

 

"النيويورك تايمز" ذكرت ترامب بأن حلبة الصراع في الشرق الأقصى لا في الشرق الأدنى . لكن بنيامين نتنياهو قال في الكابيتول إن أي خطر على إسرائيل خطر على أميركا . كيف ؟ 

من يقول للرجل إن أميركا موجودة في المنطقة منذ نهايات القرن التاسع عشر , حين كانت تعقد الصفقات مع القراصنة .

 

في الخمسينات من القرن الفائت حذّر السناتور وليم فولبرايت وزير الخارجية جون فوستر دالاس آنذاك من الايغال في لعبة القراصنة . الآن , ما نراه على الأرض , من لعبة الآلهة إلى... لعبة القراصنة!!