ليديا أبودرغم – خاصّ الأفضل نيوز
في تطوّر سريع بشأن قناة بنما التي هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيطرة عليها، لأنها تعدّ من الضروريات للأمن الاقتصادي الأميركي، خاصة وأنها أنشئت في الأصل لخدمة الجيش الأميركي، أعلن رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو انسحاب بلاده من مبادرة "طريق الحرير الجديد" الصيني، في خطوة تأتي بُعيد أيام من استقباله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تسعى بلاده للحدّ من نفوذ بكين على قناة بنما، بهدف الحد من الوجود الدبلوماسي والاقتصادي المتنامي لبكين في أميركا اللاتينية، إضافة إلى الخشية من أن تغلق بكين الممر المائي أمام الولايات المتحدة في حال حدوث أزمة، وربما تكون تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية للحصول على امتيازات اقتصادية وتجارية تبدأ برفع الرسوم الجمركية عن السفن الأميركية.
وتربط القناة التي يبلغ طولها، 82 كيلومترا، بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ في أميركا الوسطى، عبر برزخ بنما، وتم شقها عام 1914، من قبل فيلق المهندسين التابع للجيش الأميركي 1914، لتصبح واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم للتجارة الدولية، وتضم أكثر من 150 دولة، بما في ذلك أكثر من 20 دولة في منطقة أميركا اللاتينية.
وكانت بنما أول دولة في أميركا اللاتينية توقع على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية في عام 2017، بعد فترة وجيزة من قطع العلاقات مع تايوان والاعتراف ببكين دولة ذات سيادة على جميع الأراضي الصينية، ما أثار المخاوف الأميركية من أنها شكل من أشكال الإمبريالية الاقتصادية التي تمنح الصين الكثير من النفوذ على الدول الأخرى.
وتعتبر بنما رابع دولة تنسحب من مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث كانت إيطاليا قد أعلنت في عام 2023، انسحابها رسمياً من المبادرة الصينية بعد أكثر من أربع سنوات على انضمام هذه الدولة الوحيدة في مجموعة السبع. وفي عام 2023، انسحبت الفيليبين أيضاً لأن الصين لم تف بوعدها بشأن بعض التعهدات بين البلدين. كما شهد عام 2022 انسحاب إستونيا. وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات بشأن تداعيات القرار على بقية الدول المنضوية تحت المبادرة ولديها في الوقت نفسه مصالح مع الولايات المتحدة، وكذلك خيارات بكين المتاحة للتعامل مع الضغوط الأميركية المتزايدة من ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية.
انسحاب بنما من مبادرة الحزام والطريق لا يعني قطع العلاقات والتبادلات الثنائية بين البلدين، لأن بكين قادرة على نسج المزيد من سبل وفرص التواصل والتعاون مع بنما على كافة المستويات بما في ذلك القوة الناعمة.