مفيد سرحال - خاصّ الأفضل نيوز
لله درك شعب الجنوب ما أعظم صبرك بين البرايا، أراك تحلق كالنسر في مرابع الإباء وشُم القرى الذبيحة لا تأبه لحقد عدو مكابر أو وغد جبان شامت لا يلد إلا الصغائر في الداهيات..
عاد الجنوبي يعب لهوفا"عبير صباحات قرى حد السيف حافة البطولات والدم الزكي وراح يحصي حصيد ساحة الرمي من رماح كامنات وراء دريئاتهم في عيون وجفون المدى والردى.. إنها أجساد الياسمين التي أدمنت عشق سماء وظل ورابية ونبع دافق ومساكب عز.. في الثامن عشر من شباط الموعد المتجدد مع المكر والقهر عاد الجنوبي متحدا بالصلاة والسجود متحديا" طغاة ((يهوه)) الحائزين على مفاتيح التلال الخمس.
لقد أزهرت العودة دفق هبات حفرت في جبين الدهر أيقونة وفي سجل الوجود سردية نور في تاريخ مصدَّع لا يحتفي إلا بالهذيان...
والسر يسيل من مؤق العيون وضَّاحا" بهيا"عندما يتحطم غدر (البيجر) بين أهداب العاشقين ويلمع الشوق في ناظري الوالهين عندها ما أجمل العمر يأتي بالفجر الجميل فتغدو الحكايا مرايا لبيئة تحجز قرنية العين هبة أو تبرعا لتعيد بوح النور صعقة إشراق للعيون المنذورة للصلية وأفانين المنون..
نعم هذا انتصار العين على البيجر من سلالة انتصار الدم على السيف .
وأكثر أن يهب جنوبي الأرض التي كان منزله مأوى ومرصدا ومرقدا لمقاوم إلى أبناء الشهيد فهذا لعمري مناقب أهل المروءة قبلة الرائدين ووحي الوطنية والعقيدة للمؤمنين..
ابتكار عبقري لهبات بغير حساب تجلو وجوم الشائعات والنكبات وتبعد في التائهين الظنون إنه بريق النصر والصبر يشع خلف ضباب القهر حتى يستفيق الدهر والزمان حيث لا وهن في الحدث الأخطر..
إن بيئة وثقافة ومنهجا لا تزوغ ولا تنوء بأعبائها وتضحياتها ودمائها ولا تستسلم لحبائل الخبث وسوط الطغاة الجناة تختزن كل هذه المنعة والشكيمة والعزم القادر والايمان الغامر حتما منتصرة... حتما ستحلق فوق ركام الغيوم أولي بأس لا أولي يأس في جنوب صابر على الضيم... الواهب والموهوب فيه أباة طلائع يغسلون بالدم والروح والأرزاق وجه الشرائع ويعتقونها من عثار الفواجع..
ليبقى الليطاني ضفة الفداء والنداء.. شرايينه من عروق الشهداء.