حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وسائل إعلام إسرائيلية: تعطل نظام تحديد المواقع (GPS) وسط البلاد بسبب الخوف من إطلاق النار من اليمن في المستقبل القريب   /   الخارجية الروسية: أوكرانيا اختارت توقيت هجماتها علينا لتتزامن مع محادثات الرياض   /   شهيدة ومصاب بنيران الاحتلال في مدينتيْ دير البلح وخان يونس بقطاع غزة   /   غارات أميركية على مواقع عسكرية ورادارت في سواحل اليمن   /   معاريف عن بن غفير: مرة أخرى تثبت الحكومة ضعفها في لبنان كما هو الحال في غزة   /   الوكالة الوطنية: تحليق للطيران الحربي والمسير الاسرائيلي على علو منخفض فوق القطاع الغربي   /   القناة 14 العبرية: تدهور مستمر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا وأنقرة تمنع مشاركة إسرائيل في تدريبات الناتو حتى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة   /   الجيش الإسرائيلي: قصفنا مسلحين في موقع تابع لحزب الله بمنطقة فارون جنوبي لبنان   /   الوكالة الوطنية: وصول المعتقلين اللبنانيين الخمسة المُفرج عنهم من إسرائيل الى المستشفى اللبناني - الايطالي في صور   /   ترامب: الحل الوحيد للأزمة مع كندا هو أن تصبح الولاية رقم 51   /   الصحة: الغارة الإسرائيلية على سيارة في وادي فرون أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد مواطن   /   كالاس: يجب عدم تسييس المساعدات الإنسانية إلى غزة أو ربطها بشروط   /   سيارات الصليب الأحمر تتوجه للناقورة لتسلم أسرى لبنانيين اختطفتهم القوات الإسرائيلية   /   الاتحاد الأوروبي: نحو 3500 شخص عبروا حتى الآن إلى مصر من غزة عبر معبر رفح   /   البيت الأبيض عن اتفاق دمشق وقسد: نفضل الحل السلمي   /   ‏ترامب: زيادة الرسوم على واردات الفولاذ والألمنيوم من كندا سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من صباح غد   /   ترامب: سنرفع الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة اعتبارا من 2 الشهر المقبل إذا لم تلغ كندا رسومها الجمركية   /   ترامب: أمرت وزير التجارة بفرض زيادة إضافية على الرسوم الجمركية على كندا مقدارها 25%   /   ترامب: سنعلن قريبا حالة الطوارئ في قطاع الكهرباء   /   رئيس الحكومة نواف سلام غادر قصر بعبدا دون الإدلاء بأي تصريح   /   هآرتس: خطر حقيقي في حال استئناف القتال مع امتناع بعض جنود الاحتياط عن الخدمة وفشل الجيش في تجنيد الحريديم   /   مسؤول تركي: نتمسك بمطالب نزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية وحل نفسها   /   ماكرون: على فرنسا التصدي للتهديدات الجيوسياسية والإرهابية في الوقت عينه   /   الحدث: بدء الجولة الثانية من المفاوضات الأميركية الأوكرانية في جدة   /   السعودية: الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر   /   

قمة الرياض.. آفاق العلاقة الروسية- الأميركية وانعكاساتها على الساحة الدولية

تلقى أبرز الأخبار عبر :


الياس المر - خاصّ الأفضل نيوز

 

شهدت العلاقات الأميركية الروسية مراحل متعددة من النزاعات، منذ تأسيس الاتحاد السوفياتي وحتى سقوطه بين عاميّ ١٩٤٧ و ١٩٩١، حيث كان العنوان الظاهر للصراع اقتصادي بين اللبرالية من جهة والنظام الشيوعي من جهة ثانية، فيما كان السبب الواقعي، تقاسم النفوذ وتوازن القوّة وصراع النفوذ على الساحة الدولية، فيما أداة الصراع، تمثلت في السباق على التسلح لا سيما النووي منه، والسباق الى الفضاء الكونيّ، القمر وفيما بعد المريخ، وتخللها أزمات تاريخية، منها أزمة الصواريخ الكوبية، ونزاعات بالوكالة، في كل من الشرق الأوسط والأدنى، آسيا وإفريقيا

 

مرحلة الانفراج

 

انفراجة مرحلية سادت العلاقة المتوترة، وذلك بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، كان سببها فائض القوة الغربية التي سحبت فتيل الصراع، وبالتالي انعدام القدر الشرقية على البقاء في حلبة المنافسة مع الدول الغربية، أرسى نوعاً من الاستقرار الظاهري، سرعان ما أثبت هشاشته، وعدم جديته، مع استمرار الغرب في تعزيز قوته وتحالفاته العسكرية لا سيما مع حلف الناتو، وتحالفاته العسكرية والسياسية والسيطرة على أوروبا من جهة، وموارد الطاقة في الشرق الأوسط والإمساك بالاقتصاد العالمي من خلال دولرة العالم والنظام المصرفي وربط التجارة العالمية بقبضة حديدية، 

 

عودة الصراع 

 

سرعان ما عادت معالم الصراع إلى الواجهة مع اختلال التوازن على الساحة الدولية، والشعور بفائض القوة وفائض السيطرة، مما شكل دافعاً لدى الدول الشرقية، مطلع الألفية الثانية، تزامن مع وصول الرئيس بوتن إلى السلطة في روسيا، وبداية الصعود الصيني كقوة سياسية واقتصادية عالمية في إعادة تشكيل مصادر قوتها، والعمل على القواسم المشتركة وإعادة بناء سردية سياسية عسكرية واقتصادية تحاكي فائق القوّة الغربية الذي تشكل غداة انهيار الاتحاد السوفياتي.  

 

في العقد الأخير 

 

مع تصاعد القوة الشرقية المتمثل بروسيا والصين زاد التوتر على الساحة الدولية في إطار التنافس على النظام العالمي أحادي القطب والانتقال الى نظام تعددي، شهد بروز لقوى وتحالفات إقليمية تمثلت بظهور تكتلات جديدة، أبرزها البريكس ومنظمة شنغهاي، وباتت تشكل حالة تنافسية على الاستقطاب العالمي، أبرز معالم التوترات تجلت في أوروبا في حرب جورجيا عام ٢٠٠٨ وبروز الأزمة الأوكرانية منذ العام ٢٠١٤ بما في ذلك ضم روسيا لجزيرة القرم، الدخول الروسي على خط الحرب في سوريا ووصولها الى المياه الدافئة وصلت ذروتها الى العقوبات المتبادلة وتراجع العلاقات الديبلوماسية بين الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية، 

 

خارطة العلاقات الدولية الجديدة

 

نجحت كل من روسيا والصين بنسج علاقات قوية مع حلفاء الغرب التقليديين، منها أوروبا التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بالصين، وطاقوية مع روسيا كمصدر رئيس للغاز، كذلك تركيا العضو في حلف الناتو أصبحت شريك قوي لروسيا من خلال شراء منطومة الدفاع الجوي أس ٤٠٠ والمحطة النووية (أكويو)، وكمركز تخزين وتوريد للغاز الطبيعي عبر خط سيل الشمال، وشريك بارز للصين في مشروع الحزام والطريق، وعلى مستوى آسيا أيضا تربط اليابان وكوريا الجنوبية وكذلك الهند علاقات قوية بروسيا الصين من خلال شراء الغاز والانخراط بمنظمة البريكس.

في الشرق الأوسط استطاعت أيضا روسيا والصين من نسج علاقات اسراتيجية مع كل من السعودية والإمارات عبر التنسيق في مجال الطاقة من خلال أوبك بلاس، ومشاريع التكنولوجيا والأمر نفسه ينسحب على أميركا اللاتينية والعلاقة المميزة مع كل من البرازيل المكسيك، 

 

ذروة الصراع

بالرغم من حدّة الصراع والتواجد المباشر لكل من الطرفين الروسي والأميركي على الخارطة السورية، إلا أن حدود الفصل بينهما بقيت على مستويات عالية، منعت حصول أي احتكاك مباشر تقريباً، الا أن ذروة الصراع العسكري بين المعسكرين الشرقي والغربي تمثل في أوكرانيا، حيث حظيت كييف بدعم من الغرب مجتمعاً ترافق مع تسليح وتمويل، بوجه الجيش الروسي المتعاون مع حلفائه مما شكل نموذجا موضعياً عن حرب عالمية ثالثة تجري بين دولتين. 

 

سياسة الاحتواء عبر التقارب 

 

ليست غريبة محاولة الرئيس ترمب التقارب من روسيا وهذا ما امتازت به العلاقات الأميركية الروسية خلال ولايته السابقة، فهو الأبرز بعد الرئيس الأسبق نيكسون في اعتماد هذه السياسة، التي تقوم على التقارب من أحد الخصوم لاحتواء الآخر، يومها قام نيكسون (١٩٦٩-١٩٧٤) باتباع سياسة التقارب من الصين في معرض الحرب مع الاتحاد السوفياتي، تجلت هذه السياسة عملياً عبر زيارة الرئيس نيكسون للصين الشعبية الشيوعية عام ١٩٧٢، ومن النماذج الاستراتيجية للسياسات الأميركية أيضاً، سياسة الرئيس ريغن الذي اعتمد سياسة احتواء الخصم نفسه لإضعافه وإلهائه هكذا فعل مع الاتحاد السوفياتي من خلال انخراطه في عملية تفاوضية مع غورباتشوف، ونجح في استنزاف الاتحاد السوفياتي اقتصادياً عبر سباق التسلح وأدى الى إنهاكه دون حرب، على جبهتين روسية وصينية، محاولة بوش الأب بعد سقوط الاتحاد، (١٩٨٩-١٩٩٣) حيث حاول إقامة تحالف ولو جزئي مع روسيا الجديدة، لإبعاد احتمالات تحالفها مع الصين من جديد، محاولات كادت أن تنجح في إبقاء روسيا معزولة وحيدة دون حلفاء، أمنيات غربية، سقطت بعد العام ٢٠٠٠ مع وصول الرئيس بوتين بأهداف وتطلعات لإعادة إحياء الإمبراطورية الروسية، وليس مجرد دولة قوية، وكذلك فعل ترمب في ولايته الأولى حيث اعتمد خطاباً إيجابياً تجاه الرئيس بوتين أثار انتقادات داخلية أميركية قبل الخارجية، إلا أن تقييم الرئيس ترمب الذي اعتبر أن الصين هي التهديد الأول والأكبر، لم يكن لديه المشكلة في تحمل هذه الضغوطات، والاستمرار في سياسة التقارب بالرغم من العقبات والتدخلات بين المصالح الشرقية والغربية، وصولا الى اليوم وبعد شهر واحد من انتخابه رئيساً لولاية لمرّة جديدة، يقوم الرئيس ترمب باتباع السياسة نفسها تجاه روسيا لناحية التقارب منها، وعلى حساب كييف هذه المرّة، ولهذا التقارب أهداف واضحة اليوم نبينها بما يلي: 

 

- التفرغ في مواجهة الصين التي تعتبرها السياسة الأميركية أنها تشكل تهديداً وجودياً لها، ولنفوذها في العالم، بسبب تنامي قوتها العسكرية والاقتصادية،

- تقليل الجبهات المفتوحة، للتقليل من حدة أزمة الموارد التي تعاني منها أميركا، بسبب تعدّد الجبهات في العالم من أوروبا الى الشرق الأوسط فآسيا، 

- الرغبة الأميركية في زيادة التركيز على منطقة آسيا المحيط الهادىء

 

سيعتمد ترمب في سياسته على الضغط على حليفته كييف للقبول بالشروط الروسية، والضغط للإطاحة بزلنسكي ولو عبر انتخابات شكلية، وإبعاد فكرة الانضمام الى الناتو، وهذا سهل بالنسبة إليه كونه ليس من مناصري هذا الحلف ويعتبر أنه يجب أن يُحلّ، فيما هو مطلب استراتيجي بالنسبة لروسيا، كذلك سيشكل تخفيف العقوبات المفروضة عاملاً حاسماً في تظهير هذا التقارب ولو المصطنع، بسبب عمق الخلافات بين الطرفين الاّ أنه لا مانع من المناورة في السياسة، عندما تتقاطع القليل من المصالح أمام الكثير من الخلافات الحادة، فيكون عندها، صديق صديقي عدوي، لأنه ينافسني على نفس المصالح، وصديق عدوّي صديقي، كي لا يساند عدوّي!!