ملاك درويش-خاصّ الأفضل نيوز
منذ ظهور تقنيات الجيل الخامس (5G)، لم تقتصر الضجة حولها على الوعود بسرعة إنترنت خارقة أو ثورة في الذكاء الاصطناعي، بل تصاعدت المخاوف بشأن استخدامها كأداة للتجسس والسيطرة الرقمية.
في عالم تزداد فيه الحروب السيبرانية، تتخذ المنافسة بين القوى الكبرى أبعادًا تتجاوز الاقتصاد والتكنولوجيا، لتصل إلى الأمن القومي والسيادة الرقمية.. ما يجعلها أداة محتملة لحروب خفية تدور في الفضاء الرقمي.
فهل ال 5G.. نقلة نوعية أم سلاح سيبراني؟
تتميز تقنية 5G بسرعات إنترنت فائقة، واستجابة شبه فورية وقدرة على تشغيل مليارات الأجهزة الذكية. لكن هذه الخصائص نفسها تجعلها سلاحًا ذا حدين، حيث يمكن استخدامها للتجسس، وجمع البيانات الحساسة، أو حتى شن هجمات سيبرانية على بنى تحتية حيوية.
فكيف استخدم العدو الإسرائيلي شبكات ال 5G للتجسس؟
يُعرف العدو الإسرائيلي بأنه من أكثر الدول تقدمًا في مجال التجسس السيبراني، حيث تمتلك وكالاته الاستخباراتية مثل “الموساد” و”وحدة 8200” تقنيات متطورة لجمع المعلومات من خلال الاتصالات الرقمية.
ومع انتشار ال 5G، ازدادت المخاوف من استغلال تل أبيب لهذه الشبكات لتعزيز قدراتها في الاختراق والتجسس على دول المنطقة.
ووفقًا لتقارير أمنية، تعتمد إسرائيل على تقنيات متطورة لرصد وتحليل البيانات الضخمة المارة عبر شبكات الجيل الخامس، ما يتيح لها مراقبة الأفراد، والشركات، وحتى الحكومات، سواء عبر التجسس المباشر أو عبر تعاونها مع شركات تكنولوجيا واتصالات عالمية.
وفي مقابل ذلك، لا تقتصر حرب ال 5G على الشرق الأوسط فحسب بل تشكل محور صراع عالمي بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى واشنطن إلى عرقلة نفوذ الشركات الصينية مثل “هواوي”، متهمةً إياها بالتجسس لصالح بكين.
ومن ناحية أخرى، تعمل الصين على تعزيز حضورها في الأسواق العالمية، مما يثير قلق الدول الغربية من احتمال استخدام بنيتها التحتية في عمليات استخباراتية خفية.
أما عن مستقبل ال 5G، في ظل الاعتماد المتزايد على الشبكات الذكية، يواجه العالم تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وحماية الأمن القومي.
والجدير بالذكر في هذا السياق، هل سيستغل العدو الإسرائيلي شبكات ال 5G للتجسس خلال التشييع نهار الأحد؟
كان الجواب من أحد المتخصصين في مجال الاتصالات أنه في أي حدث جماهيري كبير، خاصة عندما يكون مرتبطًا بشخصيات أو قضايا سياسية حساسة، يمكن أن تسعى الجهات الاستخباراتية، ومنها العدو الإسرائيلي، إلى استغلال التكنولوجيا الحديثة بما في ذلك شبكات 5G، لجمع المعلومات ومراقبة الحضور. وذلك عبر: تحليل البيانات الضخمة: من خلال الشبكات المتطورة، يمكن اعتراض وتحليل كميات هائلة من البيانات من الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال الأخرى. وتحديد المواقع الجغرافية: عبر تقنية GPS والاتصال بشبكات 5G، يمكن تتبع تحركات الأشخاص ومعرفة أماكن تجمعهم.
إضافة إلى مراقبة الاتصالات فقد تستخدم تقنيات متطورة لاختراق المكالمات والرسائل المشفرة، خاصة إذا تم تمريرها عبر شبكات غير آمنة.
ناهيك عن الطائرات المسيّرة وأجهزة المراقبة فمن المحتمل أن يتم تشغيل طائرات تجسس مزودة بأنظمة تحليل بيانات سريعة تعتمد على 5G للحصول على صور وفيديوهات عالية الجودة.
من هنا نطرح تساؤلا عن إمكانية التصدي لهذا النوع من التجسس؟
ليجيب الخبير أن هناك عدة طرق للحماية من التجسس الرقمي خلال التجمعات الحساسة، منها: إغلاق الهواتف أو استخدام أجهزة مشفرة، والاعتماد على شبكات اتصال محلية غير مرتبطة بالبنية التحتية القابلة للاختراق، مع استخدام أدوات الحجب الرقمي لمنع تتبع المواقع الجغرافية.
ففي ظل التطور التكنولوجي المتسارع، تبقى مثل هذه الأساليب جزءًا من الحرب الاستخباراتية المستمرة، حيث يسعى العدو الإسرائيلي دائمًا إلى استغلال أي فرصة لجمع معلومات تخدم أجنداته الأمنية والسياسية.
ومع تصاعد الحروب السيبرانية، تبقى شبكات ال 5G ساحة صراع مستمرة، قد تحدد معالم القوة والسيطرة في العقود القادمة.
فهل ستصبح هذه التقنية نعمة رقمية أم أداة تجسس تُعيد تشكيل موازين القوى العالمية في حروبها المقبلة؟