رنا نحلة - خاص الأفضل نيوز
في يوم المسرح العالمي، نجد أنفسنا أمام لحظة من التأمل والتقدير لفن يحمل في طياته كل معاني الإنسانية. رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها من أزمات سياسية، اجتماعية، واقتصادية، يظل المسرح شعلة تنير دروب الأجيال القادمة. فهو ليس مجرد فن، بل هو مرآة تعكس واقعنا، وهمومنا، وأحلامنا، بل هو ملاذٌ نبحث فيه عن الخلاص، عن الأمل، وعن التغيير.
يأتي المسرح ليقول ما لا يمكن أن تقوله الكلمات العادية، ليطرح الأسئلة التي يخشى المجتمع من طرحها. هو مساحة للحرية، حيث يستطيع المبدعون من ممثلين، مخرجين، كتّاب، وكل من يرتبط بهذا الفن، أن يعبروا عن أنفسهم ويواجهوا العالم بما يختلج في صدورهم. ومن على خشبته، تقف الحقيقة بأبسط صورها وأقوى معانيها.
سلام على الكتّاب الذين سطروا بالكلمات عوالم كاملة، اختزلوا فيها تجارب البشر والأوطان، وقدموا لنا أفكارًا تتحدى الزمان والمكان.
سلام على المسرحيين، أولئك الذين لا يكلّون ولا يملّون من بذل كل ما في طاقتهم لإيصال رسالة الفن بكل صدق. هم الأبطال الذين يواجهون التحديات اليومية، سواء كانت مادية أو معنوية، كي يبقوا على العهد مع فنهم. سلام على أولئك الذين قدّموا لأمتهم أجمل الأعمال المسرحية التي تحمل قيمًا إنسانية ورسائل عميقة.
سلام على الممثلين، الذين يتنقلون بين الأدوار بتفانٍ، ويغمروننا بإحساسهم الصادق وأدائهم الرائع. هم من يعيشون كل شخصية، وكل لحظة على خشبة المسرح وكأنها جزء من حياتهم الخاصة، ليوصلوا لنا الحقيقة كما هي، بكل ألمها وجمالها.
سلام على جميع من وقفوا على خشبة المسرح من تقنيات الإضاءة والصوت إلى المخرجين والمصممين الذين عملوا خلف الكواليس ليحولوا كل فكرة إلى واقع حي، ملموس، يلامس أرواحنا. هم من يجسدون لحظات لا تنسى ويحولون الكلمات إلى شيء ملموس، شيء يشعر به القلب قبل العين.
وفي النهاية، سلام على كل من أوصل رسالة الحق من خلال هذا الفن العريق. فالمسرح، مهما كانت التحديات، يظل المصدر الدائم الذي يضيء دروبنا، يلهمنا، ويحثنا على التفكير والتغيير. إنه نورٌ لا ينطفئ مهما عصفت به الرياح. في هذا اليوم، نرفع قبعاتنا لكل من جعل من المسرح رسالة إنسانية خالدة، ولهم منا كل تقدير واحترام.