حمل التطبيق

      اخر الاخبار  حوادث السَّير على أوتوستراد راشيَّا - المصنع: أزمةٌ متفاقمةٌ ونزيفٌ مستمرٌّ   /   هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مشاركة في المفاوضات: خلاف بين الأطراف بشأن موعد بدء محادثات المرحلة الثانية ووقف الحرب   /   هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مشاركة في المفاوضات: حماس تطالب بانسحاب تام من غزة كجزء من الصفقة وإسرائيل تعارض ذلك   /   الأمن العام اللبناني: توقيف مشتبه بإطلاقهم صواريخ من الجنوب في 22 و28 مارس ويتم التحقيق معهم   /   ‏"القوات الإسرائيلية" تستهدف جنوب بلدة الوزاني بنحو 10 قذائف فوسفورية ورشقات رشاشة يطلقها جنود العدو في موقع رويسات العلم بإتجاه اطراف بلدة كفرشوبا   /   مكتب سماحة السيد علي السيستاني يعلن أن يوم غد الاثنين هو اول ايام ‎عيد الفطر المبارك   /   وزير الخارجية الإسرائيلي: أردوغان كشف عن وجهه المعادي للسامية ويشكل خطرا على المنطقة و شعبه ويجب على الناتو أن يدرك ذلك   /   وسائل إعلام تابعة للحوثيين: 4 غارات أميركية تستهدف منطقة جدر بمديرية بني الحارث شمالي صنعاء   /   غارة إسرائيلية تستهدف محيط مسجد الشافعي غربي خانيونس   /   ولي العهد السعودي: نقف دائماً إلى جانب لبنان وحريصون على استعادة ازدهاره في مختلف المجالات من خلال إرساء الأمن والاستقرار وإجراء الإصلاحات الضرورية   /   الرئيس نواف سلام بعد لقائه ولي العهد السعودي: الحكومة اللبنانية ماضية في بسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية وفق ما جاء في اتفاق الطائف بما يحقق سلامة البلاد واستقرارها   /   الجيش الإسرائيلي: تفعيل صفارات الإنذار في مناطق بإسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن   /   مدفعية الاحتلال الإسرائيلي تجدد قصفها لحي الزيتون جنوبي مدينة غزة   /   يحيى سريع: لن نتراجع عن إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة   /   يحيى سريع: مستمرون بتطوير عملياتنا الدفاعية ومواجهة التصعيد بالتصعيد حتى إنهاء العداون على الشعب الفلسطيني   /   المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله: قواتنا اشتبكت مع القطع المعادية والحاملة ترومان 3 مرات خلال 24 ساعة   /   فطر سعيد   /   مراسل الأفضل نيوز: الطيران الإسرائيلي يستهدف عدد من المنازل الجاهزة في كفركلا   /   الإعلان عن تشكيلة الحكومة السورية الجديدة المكونة من 23 وزيرا   /   تذكير بتقديم الساعة ساعة واحدة عملاً بالتوقيت الصيفي   /   وصول الطائرة الملكية السعودية الخاصة إلى مطار رفيق الحريري الدولي والتي ستقلّ رئيس الوزراء نواف سلام إلى المملكة العربية السعودية   /   الشرع يعلن تشكيل حكومة جديدة لسوريا في مراسم رسمية في قصر الشعب   /   الرئيس السوري أحمد الشرع: تشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان لإرادتنا المشتركة في بناء دولة جديدة   /   إعلام يمني: 7 غارات أميركية تستهدف مواقع بمحافظة صعدة اليمنية   /   واشنطن بوست: وزير الدفاع الأميركي يعيد توجيه أولويات الجيش لردع الصين عن الاستيلاء على تايوان وتعزيز الدفاع الوطني   /   

الفلسطينيون باقون.. الإسرائيليون راحلون

تلقى أبرز الأخبار عبر :


نبيه البرجي - خاصّ الأفضل نيوز

 

ربما تحولت الإقامة بين النيران إلى جزء من التشكيل السوسيو-سياسي قي لبنان .

 

  الرهان دائمًا على التقلبات الدولية والإقليمية في تغليب فريق على فريق , لتسقط المرة تلو المرة معادلة الرئيس صائب سلام "لا غالب ولا مغلوب"، الأكثر أهمية سقوط معادلة "لبنان لا لبنانان" . 

 

هنا المنطقة التي طالما كانت،وتبقى حلبة للصراعات العبثية ، لا الميثاق الوطني , ولا وثيقة الطائف , لبلورة خارطة طريق تحد من جدلية الأزمات والتسويات التي طالما دفعت بالبلاد إلى حافة الدم .

 

   الآن التلويح تكرر بالتدخل الخارجي لنزع سلاح "حزب الله"، على الأقل الانتظار حتى يتم انتشال الضحايا من تحت الأنقاض , أو حتى يتوقف مسلسل الاغتيالات شبه اليومية بالمسيرات , أو بالقاذفات , التي لا تبارح الأجواء اللبنانية , وإن كان واضحاً أن حجة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ليست أكثر من غطاء زجاجي للهدف الحقيقي : جرّ لبنان وجرّ سوريا برؤوس حاسرة وبأقدام حافية , إلى ردهة المفاوضات بعدما كان التفكير بالبدء بالبوابة السعودية الحصينة , وحيث الشرط غير القابل للانكسار - الدولة الفلسطينية ...

 

  المواجهة الإسرائيلية للموقف السعودي باتت واضحة للملأ، إزالة أي إمكانية لقيام الدولة الفلسطينية بترحيل سكان غزة , وبعد ذلك سكان الضفة , إلى الصومال أو إلى السودان , وحتى إلى أندونيسيا، والآن توضع سوريا على مائدة دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو .

 

  متى لم تكن القوة هي التي تقود التاريخ ؟

 

 هنا فلسفة المحرقة (الهولوكوست) هي التي تحكم العقل السياسي والعقل العسكري في إسرائيل . بدأ ذلك في مجزرة دير ياسين في 9 نيسان 1948 على يد منظمات الإيرغون وشتيرن والهاغانا , ولا يزال ماثلاً حتى اللحظة ايتمار بن غفير , وحين كان ركناً بارزاً في حركة "كاخ" التي أنشأها الحاخام مئير كاهانا , دأب على السخرية من العرب "الذين وجدوا لنقدمهم قرابين إلى يهوه" . من فضلكم عودوا إلى التوراة لتروا , وبالعين المجردة , كيف تتجول الآلهة الوثنية بين السطور .

 

  لم يعد خفياً أن نتنياهو كان يريد أن يأخذ من واقعة إطلاق الصواريخ الخمسة البدائية , ومن منصة بدائية , ذريعة لتفجير الجبهة اللبنانية تلازماً مع جبهة غزة . الأميركيون حالوا دون ذلك لأن لبنان بات مؤهلاً للاتجاه إلى التطبيع , وبعدما بات مؤكداً من خلال تعليقات أهل اليمين في الدولة العبرية أن نتنياهو طرح أمام البيت الأبيض : إما الضربة التي تفضي إلى تقويض نظام آيات الله في إيران , أو إعادة تشكيل الخريطة اللبنانية والسورية وفقاً للرؤية التوراتية . 

 

      لعل اللافت هنا وصف القس جون هاغي , رئيس منظمة "مسيحيون من أجل إسرائيل"، للبنانيين والسوريين بالقبائل المهاجرة التي دفعتها الصدفة التاريخية إلى الإقامة (الآنية) على هذه الأرض . هو يعتبر أن ترامب وصل بإرادة إلهية إلى البيت الأبيض ليحقق وعد يهوه بـ"إسرائيل الكبرى" , في حين أثنى أحد معلقي قناة "فوكس نيوز" على الرئيس الأميركي لأنه لا يريد قتل الفلسطينيين (كما لو أن الـ 150000 قتيلاً وجريحاً فلسطينياً لم يسقطوا بالقاذفات والقذائف الأميركية) , وإنما ترحيلهم إلى أماكن تتوافر فيها ظروف أفضل بكثير للبقاء .

 

  هل يندرج في هذه اللفتة الإنسانية طرد أي شخص يتعاطف أخلاقياً مع التراجيديا الفلسطينية , ولو بكلمة , ولو بصورة على شاشة هاتفه . هذه هي الدولة التي قال المفكر الفرنسي ريمون آرون إن الله بعث إليها بسبعة أنبياء لصياغة الدستور، دستور الأنبياء أم دستور حفاري القبور ؟

 

  لبنانياً , مواجهة تلك الأمواج المتلاطمة بكمية إضافية من الهلهلة السياسية , والهلهلة الداخلية . أوساط حزبية تروج داخل "البيئة الحاضنة" بأن لبنان مقبل هذا العام على تطورات تاريخية تنهي عقوداً طويلة من الضياع . كيف ؟ 

 

بالتطبيع الذي لا بد أن يتطلب هزة دموية تؤدي إلى تكريس مفهوم جديد ومستدام للتوازن الداخلي، هزة دموية أم عملية جراحية يمكن أن تحدث انقلاباً في الصيغة الدستورية , كما في المسار الاستراتيجي للبلاد ؟

 

  هل جاء جان ـ إيف لودريان إلى لبنان فقط لكي يتكلم في الإعمار أو في الإصلاحات , مع الاستعداد لدعم العهد في "صراعه" مع صندوق النقد الدولي . 

 

الفرنسيون خائفون مما يجول في رأس بنيامين نتنياهو حول لبنان , ومن رهان قوى حزبية , وسياسية , لبنانية على التدخل الخارجي (ثمة معلومات تؤكد أن المسألة تخطت مجرد الرهان) . متى كان للفيلة أن تعبأ بالحيوانات الصغيرة ؟ 

 

 لا نتصور أن الاختلاف حول تعيين حاكم مصرف لبنان سيكرس بداية التنازع على السلطة بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي , وإن كان ما حصل باختيار كريم سعيد بالتصويت الذي يعني ما يعنيه , يجعل أوساطاً سياسية تسأل ما إذا كانت الرعاية الدولية تعني إعطاء الأولوية لرئيس الجمهورية على رئيس الحكومة , لا سيما وأن منصب حاكم المصرف المركزي هو من الحساسية بحيث يعتبر اختيار من يشغله مقياساً لقوة كل من الرجلين،

لكن لبنان أمام طريق طويل، لعله طريق الجلجلة الذي يفترض أن ينتهي بالقيامة , وإن كان نتنياهو يريد اللعب بكل أوراق المنطقة , دون أن يأخذ بالاعتبار الأداء الأسطوري للمقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين , إلى الحد الذي يحمل المؤرخ شلومو ساند على التساؤل ما "إذا كان الفلسطينون هم الباقون وان الإسرائيليون هم الراحلون" !!