حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الفضة ترتفع 5 في المئة في المعاملات الفورية إلى مستوى قياسي جديد بلغ 75.62 دولارا للأوقية   /   وسائل إعلام سورية: ارتفاع عدد الضحايا إلى 5 وإصابة 15 آخرين جراء الانفجار في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب- حمص   /   "سانا": معلومات أولية عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 من جراء الانفجار في المسجد في حمص   /   سانا: الأجهزة الأمنية تنتشر في موقع انفجار بمسجد بحي وادي الذهب بحمص   /   تفجير داخل جامع الإمام علي في حي وادي الذهب في حمص والمعلومات الأولية تشير إلى أنه ناجم عن عملية انتحارية أثناء صلاة الجمعة   /   سانا عن مصدر بالخارجية: تصريحات قسد بأن النفط ملك لكل السوريين يفقد مصداقيته طالما لا يدار ضمن مؤسسات الدولة   /   مصر تؤكد موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن وحرصها على وحدته   /   الصين تفرض عقوبات على شركات دفاعية أميركية على صلة بتايوان   /   محلقة معادية ألقت قنبلة صوتية على بلدة عديسة   /   الجيش الإسـرائيلي: استهدفنا مجمعًا للتدريب لوحدة الرضوان في حزب الله   /   سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت بصليا في قضاء جزين   /   غارات جوية عنيفة استهدفت جبل صافي ومنطقة البريج في اطراف جباع في منطقة اقليم التفاح   /   سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف إقليم التفاح جنوبي لبنان   /   الجيش الإسرائيلي: نهاجم الآن أهدافا لحزب الله   /   مراسلة "الأفضل نيوز": غارات على جرود الهرمل تستهدف مرتفعات زغرين   /   وزير الخارجية الألماني: لن نشارك في المستقبل المنظور بقوة استقرار دولية في غزة   /   مجلس الوزراء استأنف جلساته لدرس مشروع الانتظام المالي واستعادة الودائع   /   إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية تحمل وقودا مهربا في الخليج   /   مسيّرة إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة شبعا الحدودية   /   مسيّرة إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة شبعا الحدودية   /   معلومات mtv: مجلس الوزراء سيقرّ قانون الفجوة المالية في جلسة اليوم وترجيح أن يحصل ذلك بالتوافق   /   الأمن التركي يلقي القبض على قيادي في "داعش" بمحافظة ملاطية كان يُحضّر لتنفيذ هجوم خلال احتفالات رأس السنة   /   وقفة احتجاجيّة للمودعين في ساحة رياض الصلح بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء التي تبحث مشروع قانون "الفجوة المالية"   /   زيلينسكي: اتفقت مع ترامب على اجتماع في أقرب وقت ممكن   /   قصف مدفعي للقوات الإسرائيلي يستهدف تل أحمر شرقي بريف القنيطرة جنوب سوريا   /   

الفلسطينيون باقون.. الإسرائيليون راحلون

تلقى أبرز الأخبار عبر :


نبيه البرجي - خاصّ الأفضل نيوز

 

ربما تحولت الإقامة بين النيران إلى جزء من التشكيل السوسيو-سياسي قي لبنان .

 

  الرهان دائمًا على التقلبات الدولية والإقليمية في تغليب فريق على فريق , لتسقط المرة تلو المرة معادلة الرئيس صائب سلام "لا غالب ولا مغلوب"، الأكثر أهمية سقوط معادلة "لبنان لا لبنانان" . 

 

هنا المنطقة التي طالما كانت،وتبقى حلبة للصراعات العبثية ، لا الميثاق الوطني , ولا وثيقة الطائف , لبلورة خارطة طريق تحد من جدلية الأزمات والتسويات التي طالما دفعت بالبلاد إلى حافة الدم .

 

   الآن التلويح تكرر بالتدخل الخارجي لنزع سلاح "حزب الله"، على الأقل الانتظار حتى يتم انتشال الضحايا من تحت الأنقاض , أو حتى يتوقف مسلسل الاغتيالات شبه اليومية بالمسيرات , أو بالقاذفات , التي لا تبارح الأجواء اللبنانية , وإن كان واضحاً أن حجة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ليست أكثر من غطاء زجاجي للهدف الحقيقي : جرّ لبنان وجرّ سوريا برؤوس حاسرة وبأقدام حافية , إلى ردهة المفاوضات بعدما كان التفكير بالبدء بالبوابة السعودية الحصينة , وحيث الشرط غير القابل للانكسار - الدولة الفلسطينية ...

 

  المواجهة الإسرائيلية للموقف السعودي باتت واضحة للملأ، إزالة أي إمكانية لقيام الدولة الفلسطينية بترحيل سكان غزة , وبعد ذلك سكان الضفة , إلى الصومال أو إلى السودان , وحتى إلى أندونيسيا، والآن توضع سوريا على مائدة دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو .

 

  متى لم تكن القوة هي التي تقود التاريخ ؟

 

 هنا فلسفة المحرقة (الهولوكوست) هي التي تحكم العقل السياسي والعقل العسكري في إسرائيل . بدأ ذلك في مجزرة دير ياسين في 9 نيسان 1948 على يد منظمات الإيرغون وشتيرن والهاغانا , ولا يزال ماثلاً حتى اللحظة ايتمار بن غفير , وحين كان ركناً بارزاً في حركة "كاخ" التي أنشأها الحاخام مئير كاهانا , دأب على السخرية من العرب "الذين وجدوا لنقدمهم قرابين إلى يهوه" . من فضلكم عودوا إلى التوراة لتروا , وبالعين المجردة , كيف تتجول الآلهة الوثنية بين السطور .

 

  لم يعد خفياً أن نتنياهو كان يريد أن يأخذ من واقعة إطلاق الصواريخ الخمسة البدائية , ومن منصة بدائية , ذريعة لتفجير الجبهة اللبنانية تلازماً مع جبهة غزة . الأميركيون حالوا دون ذلك لأن لبنان بات مؤهلاً للاتجاه إلى التطبيع , وبعدما بات مؤكداً من خلال تعليقات أهل اليمين في الدولة العبرية أن نتنياهو طرح أمام البيت الأبيض : إما الضربة التي تفضي إلى تقويض نظام آيات الله في إيران , أو إعادة تشكيل الخريطة اللبنانية والسورية وفقاً للرؤية التوراتية . 

 

      لعل اللافت هنا وصف القس جون هاغي , رئيس منظمة "مسيحيون من أجل إسرائيل"، للبنانيين والسوريين بالقبائل المهاجرة التي دفعتها الصدفة التاريخية إلى الإقامة (الآنية) على هذه الأرض . هو يعتبر أن ترامب وصل بإرادة إلهية إلى البيت الأبيض ليحقق وعد يهوه بـ"إسرائيل الكبرى" , في حين أثنى أحد معلقي قناة "فوكس نيوز" على الرئيس الأميركي لأنه لا يريد قتل الفلسطينيين (كما لو أن الـ 150000 قتيلاً وجريحاً فلسطينياً لم يسقطوا بالقاذفات والقذائف الأميركية) , وإنما ترحيلهم إلى أماكن تتوافر فيها ظروف أفضل بكثير للبقاء .

 

  هل يندرج في هذه اللفتة الإنسانية طرد أي شخص يتعاطف أخلاقياً مع التراجيديا الفلسطينية , ولو بكلمة , ولو بصورة على شاشة هاتفه . هذه هي الدولة التي قال المفكر الفرنسي ريمون آرون إن الله بعث إليها بسبعة أنبياء لصياغة الدستور، دستور الأنبياء أم دستور حفاري القبور ؟

 

  لبنانياً , مواجهة تلك الأمواج المتلاطمة بكمية إضافية من الهلهلة السياسية , والهلهلة الداخلية . أوساط حزبية تروج داخل "البيئة الحاضنة" بأن لبنان مقبل هذا العام على تطورات تاريخية تنهي عقوداً طويلة من الضياع . كيف ؟ 

 

بالتطبيع الذي لا بد أن يتطلب هزة دموية تؤدي إلى تكريس مفهوم جديد ومستدام للتوازن الداخلي، هزة دموية أم عملية جراحية يمكن أن تحدث انقلاباً في الصيغة الدستورية , كما في المسار الاستراتيجي للبلاد ؟

 

  هل جاء جان ـ إيف لودريان إلى لبنان فقط لكي يتكلم في الإعمار أو في الإصلاحات , مع الاستعداد لدعم العهد في "صراعه" مع صندوق النقد الدولي . 

 

الفرنسيون خائفون مما يجول في رأس بنيامين نتنياهو حول لبنان , ومن رهان قوى حزبية , وسياسية , لبنانية على التدخل الخارجي (ثمة معلومات تؤكد أن المسألة تخطت مجرد الرهان) . متى كان للفيلة أن تعبأ بالحيوانات الصغيرة ؟ 

 

 لا نتصور أن الاختلاف حول تعيين حاكم مصرف لبنان سيكرس بداية التنازع على السلطة بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي , وإن كان ما حصل باختيار كريم سعيد بالتصويت الذي يعني ما يعنيه , يجعل أوساطاً سياسية تسأل ما إذا كانت الرعاية الدولية تعني إعطاء الأولوية لرئيس الجمهورية على رئيس الحكومة , لا سيما وأن منصب حاكم المصرف المركزي هو من الحساسية بحيث يعتبر اختيار من يشغله مقياساً لقوة كل من الرجلين،

لكن لبنان أمام طريق طويل، لعله طريق الجلجلة الذي يفترض أن ينتهي بالقيامة , وإن كان نتنياهو يريد اللعب بكل أوراق المنطقة , دون أن يأخذ بالاعتبار الأداء الأسطوري للمقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين , إلى الحد الذي يحمل المؤرخ شلومو ساند على التساؤل ما "إذا كان الفلسطينون هم الباقون وان الإسرائيليون هم الراحلون" !!