ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
في الداخل حركة دبلوماسية وسياسية كثيفة، يرافقها حراك دولي، غير معروف الأهداف والطبيعة والنتيجة، غالبه "تحت الطاولة" وفي الكواليس، يرسم بنظر الكثيرين صورة قاتمة عما ينتظر المنطقة، ومن ضمنها لبنان، من سيناريوهات، باتت خيوط أزماتها معقدة ومتشابكة فيما بينها بشكل كبير، قد يصعب معها فكفكتها أو التخفيف من وطأتها.
وفي الانتظار، بقيت الحركة الداخلية في لبنان محافظة على "توترها"، خصوصًا بعدما خاض مجلس الوزراء معركة التصويت الأولى، "مجبرًا أخاك لا بطل" التي أفرزت توازنات جديدة، قد لا تكون ثابتة بقدر ما هي على القطعة، خصوصًا في ظل إصرار رئيس الجمهورية جوزاف عون على حمل ورقة تعيين الحاكم في جيبه في رحلته الباريسية.
قلق زادت منه الأجواء "غير المريحة" وفقا لما تقاطعت عليه معلومات المقربين من المقرات الرئاسية، حول نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الى بيروت، جان إيف لودريان، الذي كشف أحد أعضاء الوفد المرافق له، أن تطور الأمور والأوضاع في لبنان بطيء جدا، فيما السباق القائم في المنطقة يتطلب تحركات سريعة وبراغماتية، ذلك أن هدوء ما قبل العاصفة، لن يحمل بعده ما يكفي من استقرار لإنجاز المطلوب.
ويتابع المصدر، بأن باريس ، وخلال تحضيرها لمؤتمر أصدقاء لبنان الموعود في تموز، فوجئت بعدم وجود حماسة لدى المعنيين، وتحديدا دول الخليج، الذين تحدثوا عن جدول أولويات مختلف عن ذاك الفرنسي، وهو ما قرأت فيه الأم الحنون رغبة أميركية واضحة لاستمرار الضغوط ضد لبنان وربما رفع سقفها في الفترة المقبلة، خصوصًا أن ثمة تباين كبير في وجهات النظر بين البلدين، حول كيفية معالجة الملف اللبناني، حيث الاتهامات لفرنسا بمسايرة لبنان في لجنة مراقبة وقف النار.
وأشار المصدر الى أن التصاريح الأخيرة لنائبة الموفد الرئاسي الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط، مورغان أورتيغاس، عشية جولتها المتوقعة بين إسرائيل ولبنان، أثارت قلقًا كبيرًا في الإيليزيه، خصوصًا في معرض غمزها من قناة تقصير الجيش اللبناني فيما خص مسالة إطلاق الصواريخ الخمس باتجاه المطلة.
مخاوف لم تجد إجابات لها، عندما حاولت الدوائر الرئاسية الفرنسية، الاستفهام عنها والحصول على تفسيرات لها من الجانب الأميركي، وفقا للمصدر، الذي كشف عن تراجع كبير في مسألة التنسيق بين باريس وواشنطن فيما خص الملف اللبناني، معتبرا أن الجانب الأميركي، يتعامل بأحادية في مسألة إدارة لجنة المراقبة، والتي نادرًا ما تجتمع، مكتفية بجولات يقوم بها رئيسها على الرؤساء في بيروت.
وختم المصدر، بأن هذه الأجواء دفعت بلودريان الى التمني ونصح القيادات اللبنانية، بالتجاوب مع واشنطن، لتدارك الوضع واستباق أي خطوات تحريضية لإسرائيل، التي تحظى بغطاء أميركي كامل فيما خص كل تحركاتها في لبنان، الحالية والمستقبلية، حيث تشير المعطيات الى أن الفترة المقبلة ستشهد عمليات اغتيال لكوادر الحزب خارج منطقة جنوب الليطاني.
كل هذه الأمور لم يكن من الصعب استنتاجها، على ما تشير أوساط سياسية متابعة، حيث غادر الموفد الفرنسي بيروت، دون أن يكون له أي تصريح أو تواصل مع جهات إعلامية، هو المعروف عنه "وديته" في التعامل مع الإعلام اللبناني.