منال زعيتر - خاصّ الأفضل نيوز
جلست واشنطن وطهران على طاولة المفاوضات في عمان .. إلى هنا انتهى الخبر، وبدأت الآن جولة تقسيم جديدة في الشرق الأوسط وترتيب الأولويات بما يتناسب مع حاجات البلدين لعدم التورط في حرب إقليمية كبرى، هذا في المرتبة الأولى ، فيما يأتي الأعظم في المرتبة الثانية.
تقول مصادر قريبة من دوائر القرار في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حمَّل الإيرانيين عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، وقبله عبر الوسيط العماني منذ ما يقارب الأسبوعين رسالة واضحة جدا فحواها الاتي: "يجب حل كل فصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان وغزة"، وأمامنا أشهر معدودة لإحلال السلام والهدوء في الشرق الأوسط.
ما تقدم قد لا يعجب المهللين بالمفاوضات الأميركية -الايرانية، لأن ما يجهله هؤلاء هو أن المقاومة في لبنان ستضرس حتما من الحصرم الإيراني والأميركي ، بطبيعة الحال لن تتنازل إيران عن أقوى أذرعها في المنطقة- أي المقاومة في لبنان، رغم اهتزاز قوتها في عدوان أيلول الغاشم وفقا لهؤلاء، ولكن الدبلوماسية الإيرانية والمجريات في المنطقة والإقليم ستسري على الجميع وهذا ما تبلغه حزب الله في لبنان.
وعليه، فإن ترتيب سلاح الحزب تحت سقف الاستراتيجية الدفاعية هو أمر حتمي ، والأكثر حتمية ذهاب الدولة اللبنانية بالدبلوماسية الإيرانية ذاتها إلى ما يشبه ربط النزاع مع العدو بعد ترتيب مسألة ترسيم الحدود وانسحابه من كل الأراضي اللبنانية المحتلة.
إذا نظرنا إلى المشهد بعيدا عن العواطف، وبالنظرة الإيرانية ذاتها، نقول إن لغة الدبلوماسية للأسف مع العدو ستكون هي الضريبة التي سيدفعها لبنان لإعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي والسياسي.
فيما الضريبة الأخرى ستكون النظام السياسي في لبنان الذي وضع منذ انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون وخطاب القسم الشهير الذي التزم به ووافق عليه حزب الله تحت مجهر إعادة التقييم ،والآن يجري وفقا للمصادر ذاتها وبرعاية فرنسية البحث في آلية لتعديل الدستور واتفاق الطائف بما يضمن توازنا سياسيا جديدا في لبنان للقوى الأساسية وكل الأقليات.
عام ١٩٢٠، أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير، وعام ١٩٨٩ أُعلن من مدينة الطائف السعودية اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية الدموية التي استمرت خمسة عشر عاما، والآن، في عام ٢٠٢٥ سيعلن حتما عن دولة لبنانية جديدة تشبه إلى حد ما مجموعة فيدراليات...وعلى حد تعبير مسؤول سياسي لبناني مخضرم، فإننا ذاهبون باتجاه الفيدرالية مرغمين بعد التحولات الكبرى في المنطقة التي قلبت الموازين وغيرت المعادلات بدءا من لبنان إلى سوريا وما يجري في غزة.