أوضح خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم، أن التحذيرات بشأن تأثير العواصف الشمسية على الإنترنت والبنية التحتية التكنولوجية تتكرر باستمرار، حيث يُثار في كل مرة احتمال انقطاع الشبكة العالمية أو تعطل وسائل الاتصال، لكن الواقع غالبًا ما يكون مختلفًا عما يُشاع.
وأشار أبي نجم في حديث صحفي، إلى أن أنظمة الاتصالات العالمية تستند إلى بنى تحتية متنوعة، تشمل الكابلات البحرية والبرية، بالإضافة إلى الأقمار الصناعية وأبراج الإرسال المنتشرة على أسطح المباني، مما يمنح هذه الشبكات قدرة عالية على مقاومة التحديات المناخية والجيوفيزيائية.
ولفت إلى أن بعض الدول، مثل الكويت، تواجه درجات حرارة قد تصل إلى 60 درجة مئوية، ومع ذلك فإن التجهيزات التكنولوجية فيها مصممة لتحمّل هذه الظروف. إلا أن عواصف شمسية عنيفة، إذا ترافقت مع ارتفاع استثنائي في درجات الحرارة، قد تؤدي إلى تعطل بعض الأجهزة أو حتى ذوبانها، ما ينعكس سلبًا على شبكات الاتصالات والكهرباء والأقمار الصناعية، كما أن الأمر قد يتعدى ذلك، ليؤثر على كوكب الأرض بأكمله في أسوأ السيناريوهات".
وقال إن الحديث عن تأثيرات حقيقية يتطلب حدوث موجات حرارة مفرطة تضرب عدة بلدان في وقت واحد، وحينها فقط يمكن الحديث عن تأثير فعلي واسع النطاق على مختلف القطاعات.
وأضاف أن التحذيرات المتعلقة بالعواصف الشمسية غالبًا ما تتكرر، إلا أن العديد منها يتبيّن لاحقًا أنه لا يستند إلى معطيات علمية دقيقة، ما يضعها في إطار التهويل والمبالغة.
كما أكد أن "الإنترنت ليس ملكًا لدولة أو جهة واحدة، بل هو شبكة عالمية مترابطة. وبالتالي، الحديث عن انقطاع الإنترنت عالميًا غير دقيق. فعلى سبيل المثال، إذا تعرض لبنان لعطل في كابل بحري أو خلل محلي، قد تتأثر سرعة الإنترنت، لكن ذلك لا يعني تعطل الإنترنت على مستوى العالم. وحتى إذا تأثرت مناطق مثل القطب الشمالي بعاصفة شمسية، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن الكوكب بأسره سيتأثر".