استقبل وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، في مكتبه في الوزارة، وفدًا من مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزيف القصيفي. وقد تحوّل اللقاء إلى حوار مفتوح تناول قضايا أساسية تشغل الساحة اللبنانية، من الانتخابات البلدية وعودة الخليجيين، إلى مصير النازحين السوريين وأزمة تسجيل السيارات والميكانيك.
استهل النقيب القصيفي اللقاء بكلمة صريحة قال فيها: “جئنا، لا لنهنئكم، فنحن لسنا في زمن يهدينا العطر والبهجة، بل في زمن ينوء بالأزمات المتراكمة. التهنئة تأتي ساعة تقديم الجردة”. وأثنى على أداء الوزارة في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، مشيدًا بالحياد والشفافية، ومشيرًا إلى أهمية تطوير القانون البلدي، خصوصًا لناحية إنشاء هيئة إشراف وتقييد الإنفاق قبيل الاستحقاق.
ولفت القصيفي إلى أن وزارة الداخلية، بتشعب صلاحياتها، تتحمل عبئًا ضخمًا في تقديم خدمات حيوية للمواطنين، من السجل العدلي إلى تسجيل السيارات، داعيًا إلى تسهيل هذه الخدمات وتسريعها ضمن أقصى درجات الشفافية.
في رده، أشار الوزير الحجار إلى أن قراره بالمضي قدمًا في الانتخابات، رغم العقبات، جاء لإثبات الجدية أمام الداخل والخارج، مؤكدًا أن الانتخابات انطلقت بنجاح، بفضل الجهد الجماعي الذي شاركت فيه كل الأجهزة والكوادر. وأضاف: “أردناها نموذجية، ونجحنا لأن الحياد كان واجبًا لا منّة”.
وتوقف الحجار عند التحديات القادمة، معتبرًا أن انتخابات بيروت ستكون “أم المعارك”، وشدد على ضمان حقوق البيروتيين كافة.
وأشار إلى أن عودة الإماراتيين إلى لبنان جاءت كثمرة للتنسيق بين الدولة اللبنانية ودولة الإمارات، بجهد مشترك شمل الأمن والسياحة والنقل.
وأكد الحجار، في ملف النازحين السوريين، أن هناك خطوات جدية بالتنسيق مع الحكومة السورية الجديدة والمؤسسات الدولية لتسريع العودة الآمنة، بإشراف لجنة وزارية ترأسها نائب رئيس الحكومة. أما في ما يخص أزمة دائرة تسجيل السيارات والميكانيك، فكشف عن خطة إصلاح متوسطة وطويلة الأمد، رغم التعقيدات الإدارية والمالية، في ظل مجلس إدارة “معطل”.
واختتم اللقاء بتأكيد الوزير أن الوزارة تسعى إلى تقديم نموذج جديد في الإدارة، يحاكي تطلعات اللبنانيين في ظل وضع متفجر بالأزمات، لكنه لا يزال قابلًا للاختراق بإرادة صلبة وتخطيط مدروس.