عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
شكّل قرار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بتعيين الوزير السابق علي حمية مستشارًا له لشؤون إعادة الإعمار مفاجأة للكثيرين ممن توزعت ردود أفعالهم بين معترض ومؤيد، تبعًا لطبيعة الاصطفاف السياسي.
والمفارقة هنا، أن بعض الذين صفقوا لانتخاب عون ودعموا وصوله إلى رئاسة الجمهورية، كانوا الأقسى في الهجوم عليه وانتقاد قراره الذي خيّب آمالهم وأحبط رهاناتهم السياسية.
لقد كان المنزعجون من خطوة عون يفترضون أن الرجل سيتموضع بعد انتخابه في صفوفهم وسيذهب إلى مواجهة مباشرة ضد حزب الله لنزع سلاحه، فإذا به يصر على اعتماد خيار الحوار مع الحزب رافضًا الانزلاق إلى أي صدام متهور من شأنه أن ينسف السلم الأهلي والاستقرار الداخلي وأن يوجه ضربة قاصمة إلى العهد وطموحاته في بدايته.
ثم ما لبث عون أن توّج هذا المسار الواقعي في العلاقة مع الحزب وبيئته، بتعيين حمية مستشارًا له، الأمر الذي شكل صدمة لأولئك المحرضين على حصول اشتباك لا تُحمد عقباه بينه وبين "الحزب"، فقط حتى يشعلوا سيجارتهم ولو أتى الحريق على الأخضر واليابس.
والأكيد، أن اختيار عون وزير حزب الله في الحكومة السابقة علي حمية مستشارًا لشؤون إعادة الإعمار إنما ينطوي على شجاعة سياسية، ربطًا بالضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها رئيس الجمهورية لدفعه إلى تطويق "الحزب" وحشره في أضيق الزوايا الممكنة.
ووفق العارفين، يحمل الاختيار الرئاسي لحمية رسائل عدة من أهمها:
_ إطلاق مبادرة إيجابية في اتجاه حزب الله بغية تكريس الثقة المتبادلة التي من شأنها طمأنة المكون الشيعي وتسهيل النقاش لاحقًا حول قضايا حيوية أخرى ومن بينها "حصرية السلاح" وفق طرح رئاسة الجمهورية أو "الاستراتيجية الدفاعية" تبعًا لمقاربة "الحزب."
_ تأكيد اهتمام عون بمسألة إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي، واعتبارها من أولوياته الأساسية بعد الانطباع الذي ساد الثنائي الشيعي حول وجود إهمال رسمي لهذا الملف وتقصير في معالجته.
_ إشعار البيئة الشيعية التي تضررت من الحرب الأخيرة بأنها ليست متروكة من قبل الدولة وبأن هناك اهتمامًا رسميًّا بتضميد جروحها.
_ الاستفادة من خبرة حمية الذي كان وزيرًا للأشغال، ومن التصاقه بالبيئة المتضررة، لمقاربة تحدي إعادة الإعمار بشكل موضوعي.