كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
كان فاترًا اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، بوزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي، الذي تعاطى بعدم اهتمام بالزائر الضيف الذي لم يستقبله في مطار بيروت، ولم يرسل من يمثله أو وفدًا من وزارة الخارجية، كما يحصل مع وزراء آخرين.
فالوزير رجي استقبل ضيفه على مسافة بعيدة، وليس عند مدخل درج الوزارة بل في الأعلى، وجلس مقابل الوفد الإيراني عابس الوجه متجهمًا يتلفت يمنة ويسرة، دون اكتراث، ما يدل على أنه كان غير مرحب بالزيارة، انطلاقًا من انتمائه الحزبي لـ "القوات اللبنانية" التي سمته وزيرًا يمثلها في الحكومة، وهو ينطق باسمها، لا باسم الحكومه متلطيًا وراء البيان الوزاري وخطاب قسم رئيس الجمهورية جوزاف عون حول حصرية السِّلاح، وقرار الحرب والسلم في يد الدولة.
ففي الاجتماع، لم يقدم الوزير رجي الودّ لوزير الخارجية الإيراني، وسبق له وأن فعل ذلك مع سفير الجمهورية الإسلامية في لبنان مجتبى أماني، فقلل من احترامه له، وهو ما كان حديث الأوساط السياسية والدبلوماسية والحزبية في لبنان، فيقدم رجي أوراق اعتماد للسفارة الأمريكية في لبنان، ودول عربية معينة، يريد سياسيون في لبنان، أن تكون العلاقة معها وحدها مميزة.
وبات واضحًا أن الوزير رجي، يمارس في وزارةِ الخارجية، قناعاته الحزبية، لا سياسة الدولة اللبنانية، وفق ما ترى مصادر سياسية معارضة لنهج وزير الخارجية اللبناني، الذي وأثناء الاجتماع مع الوزير عراقجي الذي حضر إلى لبنان لتعزيز العلاقة لدولته معه، فكانت زيارته للخارجية لا كما أراد، لان الوزير رجي عبر عن موقفه السلبي من إيران لأنها تسببت بدعم تنظيم مسلح أودى بلبنان إلى الدمار والخراب، وأن ما سمي مقاومة قادها "حزب الله" لم تحرر الأرض المحتلة، كما قال الوزير اللبناني لنظيره الإيراني، لا بل للاحتلال توسع وتمركز في خمس نقاط، وما زال يمارس حربه على لبنان، فلم يتمكن "حزب الله" أن يردعه، ويمنعه من الاحتلال وتدمير المدن والقرى، وتهجير الأهالي من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
وطلب رجي من عراقجي أن يسلم "حزب الله" سلاحه للدولة اللبنانية، وليس أمامه من طريق أخرى، وأن الدبلوماسية وحدها تعيد الأراضي المحتلة، فردَّ عليه الوزير الإيراني، بأن المقاومة حرَّرت الجنوب عام 2000، وصمدت بوجه العدوان الإسرائيلي صيف 2006 ولمدة 33 يومًا، فلم يحقق العدو الإسرائيليّ أهدافه، وهو في الحرب الأخيرة، لم يتقدم داخل الأراضي اللبنانية، إلا بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مما يؤكد على أن خيار المقاومةِ صحيح، وأنه لولا دعم أمريكا للكيان الصهيوني لكان فعلًا في وضع صعب.
وفند الوزير عراقجي، بأن الدبلوماسية لم توقف الحرب على غزة، وكذلك على لبنان، وأن ما يريده العدو الإسرائيليّ، هو ضرب كل قوة عسكرية تقف بوجه هذا العدو الذي لا يعير اهتمامًا للعمل الدبلوماسي.
فالسجال الذي دار بين الوزيرين رجي وعراقجي، زاد من حدة التباعد بينهما، حيث أسقط رجي اللغة الدبلوماسية في التعامل.