حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الشيباني: نمر بمرحلة مهمة في العلاقات السورية الروسية   /   لافروف: نعارض استخدام سوريا ساحة لتصفية الحسابات   /   لافروف: اتفقنا على مد يد المساعدة لسوريا لتجاوز التحديات   /   لافروف: ندعم حوارا وطنيا عابرا للطوائف والمكونات في سوريا   /   لافروف: الخطوات التي أعلن عنها الشرع تساعد على الحل في سوريا   /   هآرتس: ارتفاع عدد الجنود الإسرائيليين المنتحرين خلال الشهر الجاري فقط إلى 7   /   رئيس وزراء السويد يطالب الاتحاد الأوروبي بتجميد الجزء التجاري من اتفاقية الشراكة مع إسرائيل   /   الصين تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار في بكين إلى 44 قتيلا وتسعة مفقودين   /   لافروف: نتابع باهتمام التطورات الجارية بسوريا والتحديات العديدة التي تواجه المرحلة الانتقالية   /   حركة المرور كثيفة من ‎زوق مصبح باتجاه ‎جونية وصولا حتى ‎ساحل علما   /   الشيباني: نعمل اليوم على لم الشمل السوري في الداخل والخارج ونحن في مرحلة مليئة بالتحديات   /   وزير الخارجية السوري: نريد فتح علاقة جديدة وصحيحة بين روسيا وسوريا قائمة على الاحترام والتعاون   /   بدء الجلسة العامة التشريعية   /   النائب قاسم هاشم لـmtv: الأولوية لإجبار العدو الإسرائيلي على الإنسحاب من الأراضي اللبناني ووقف عدوانه   /   النائب سليم الصايغ لـmtv: لا يمكن إعادة هيكلة المصارف إذا لم نحدد ما هي الفجوة المالية لذلك فإنّ الموضوعين مرتبطان ولدينا فرصة أن نكون على السكة الصحيحة اليوم   /   طائرة استطلاع معادية تحلق فوق البقاع الأوسط على علو منخفض   /   ضغط أميركي على لبنان لبدء حصر السِّلاح بمهلة والحكومة مهدَّدة بوجودها   /   سموتريتش ينهي مهمةَ براك قبل أن تنتهي.. أي حكومة بعد البحث في مصير السلاح؟   /   رئيس مجلس النواب نبيه بري عشية عيد الجيش: هو الرهان ومحط آمال اللبنانيين في الأمن والدفاع عن الارض وصنع قيامة لبنان   /   الرئيس عون: شرعيتنا من شرعية جيشنا وكرامتنا من كرامته والعيد لن يكتمل إلاّ باكتمال التحرير وبحصرية السلاح   /   الرئيس عون: لا أنتظر من المكونات السياسية في المجلسين النيابي والوزاري إلاّ الاصطفاف خلف الجيش اللبناني   /   الرئيس عون: علينا اليوم أن نختار إمّا الانهيار أو الاستقرار وأنا اخترت العبور نحو مستقبل أفضل ولن نفرّط بفرصة لإنقاذ لبنان ولن نتهاون مع من لا يعنيه إنقاذ ولا يهمّه وطن   /   الرئيس عون: عملنا على إعادة لبنان إلى محيطه العربي والمجتمع الدولي   /   الرئيس عون: حريصون على بناء علاقة ممتازة مع الجارة ‎سوريا   /   ‏الرئيس عون: نؤكد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها مع الحفاظ على حق المغتربين   /   

كشمير: جرحُ جنوبِ آسيا المفتوح

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. علي ناصر - خاصّ الأفضل نيوز

 

لم يكن الوضع في كشمير مستقراً يوماً ما، في الحقيقة كان الإقليم من أكثر المناطق توتراً في شبه القارة الهندية، وأكثر من ذلك، تطالب الهند وباكستان بالسيطرة الكاملة عليه. إلى جانب ذلك نشبت بين البلدين ثلاث حروب وتوترات وصراعات متكررة كانت قابلة للاشتعال في كل فترة لتصبح حرباً حقيقة بين البلدين. الجدير بالذكر أن الوضع القائم يمتزج فيه الديني والقومي والصراع الإقليمي والنفوذ السياسي معاً مما يخلق مزيجاً من التعقيد السياسي يدفع بالأحداث المستجدة نحو الوصول إلى حافة الهاوية عندما تحدث تغييرات في طبيعة الحكم القائم وتبدل في موازين القوى الداخلية في الدولتين أو إحداهما. وهذا ما حدث مع وصول رجل مثل رئيس وزراء الهندي "ناريندرا مودي" إلى الحكم الذي يعمل على إحياء الروح القومية الهندية على قاعدة المواجهة مع المسلمين وتقوية الشعور القومي الهندوسي واختار لذلك منطقة كشمير حيث قام عام 2019 بإلغاء الأحكام الدستورية التي تعطي نوعا من الحكم الذاتي في الإقليم، والذي اعتبرته الحكومة الهندية "عودة إلى الوضع الطبيعي" في الجزء التي تسيطر عليه الهند من الإقليم والذي يعرف بولاية "جامو" و"كشمير" وهي الولاية ذات الأغلبية المسلمة.

 

 قامت الحكومة الهندية بعد عام 2019 بنقل إقليم كشمير إلى إدارة الحكومة الهندية مباشرة، وأضعفت كل مظاهر الحكم المحلي، ثم دفعت نحو تغييرات ديموغرافية عبر العمل على شراء العقارات من السكان المسلمين، إضافة إلى القيام بإجراءات أمنية صارمة، واعتقلت القادة المحليين من أهل كشمير المسلمين، وفرضت حظرا للتجول، وقامت بقطع الاتصالات، وعلقت الانتخابات المحلية.

 

وقع هجوم مسلح في 22 أبريل/ نيسان 2025 في منطقة "جامو كشمير أدى إلى سقوط 28 قتيلاً وأكثر من 20 جريحاً. أعلنت "جبهة مقاومة كشمير" المسؤولية عن الهجوم وهي جماعة مسلحة تأسست عام 2019 بعد أن ألغت الهند الوضع الخاص بكشمير.

 

قام "مودي" باستغلال ما حصل في منطقة كشمير ليطلق تحذيراً يشير فيه لمسؤولية باكستان عن الفعل العسكري ويشير إلى أن الهند ستقوم بالرد عسكرياً على هذا الهجوم. لقد وقعت أحداث مشابهة في فترات سابقة وكانت تدفع نحو اشتباك محدود ورغبة من الطرفين بعدم تصعيد الأمور، ولكن الأمر مع رئيس الوزراء الجديد مختلف فهو يريد أن يبعث بروح القومية الهندية ويعتقد أن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يدفع الهند ويجعل منها قوة دولية. 

 

الحروب بين الدولتين

 

عندما أصدر البرلمان البريطاني قانون استقلال الهند عام 1947. لم تتمكن منطقة كشمير من الانضمام إلى باكستان رغم تعارض ذلك مع رغبة سكانها. تطورت الأحداث بشكل سريع واندلعت الحرب بين الكشميريين والقوات الهندية عام 1947. تمكنت القوات الهندية من احتلال قسم كبير من كشمير. وبقيت الأمور في كشمير في حال من التوتر الشديد رغم تدخل الأمم المتحدة حتى اندلعت مواجهة بين الجيش الباكستاني والهندي عام 1965 وانتهت بعقد معاهدة بين الجانبين وتم وقف إطلاق النار من دون إيجاد تسوية نهائية لمشكلة الإقليم. وتجدد القتال بين الدولتين عام 1971 وانتهى بتوسيع بقعة السيطرة الهندية على الأراضي الكشميرية. وقع الطرفان عام 1972 على معاهدة تثبت الحدود بين البلدين في كشمير وفق نتائج حرب 1971، ورغم ذلك بقي الإقليم في حال من التوتر الشديد. 

 

كشمير الموقع الجيوسياسي

 

تقع منطقة كشمير في جنوب آسيا بين أربع دول هي الهند، باكستان، أفغانستان والصين. وهو إقليم جبلي تتقاطع فيه ثلاث دول نووية تتنافس من أجل التحكم به، والعامل النووي هو عامل يفترض اهتماماً دولياً في المنطقة. يفصل إقليم كشمير الصين عن باكستان، والتوازن مع الهند يفترض بقاء الاتصال الجغرافي بين البلدين، تعتبره باكستان جزءاً من أمنها القومي المائي. في المقابل يشكل اتصالا هندياً بوسط آسيا، ويشكل عمقاً تجارياً برياً للهند مع آسيا الوسطى وخسارته تعني خسارة الهند لممراتها التجارية البرية، بالإضافة إلى اعتبارها عمقاً أمنياً في مواجهة الصين وباكستان. وتتأثر الصين مباشرة في الصراع بفعل حدودها مع الإقليم والتي في حال تطور الصراع بين الدولتين النوويتين سينعكس على تجارتها البرية، وترتبط الصين بمصالح مباشرة مع باكستان عبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يعبر أراضي كشمير الباكستانية، وتعارض الصين السياسة الهندية تجاه كشمير.

 

 تبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة كشمير حوالي 224000 كيلو متراً مربعاً. تقسم كشمير حالياً بين ثلاث دول؛ الهند وباكستان والصين، تفرض الهند سيطرتها على الأجزاء الوسطى والجنوبية، وتسيطر على الجزء الأكبر من الأراضي بمساحة تتجاوز قليلاً 101 ألف كيلومتر مربعاً. بينما تسيطر باكستان على الجزء الشمالي الغربي بمساحة تنقص قليلاً عن 86000 كيلومتر مربعاً. تسيطر الصين على القسم الشمالي الشرقي من الإقليم بمساحة تتجاوز 37000 كيلو متر مربع. يبلغ عدد سكان كشمير حوالي 15 مليون نسمة وتبلغ نسبة المسلمين حوالي 90% بينما تصل نسبة الهندوس والبوذيين إلى 10% من إجمالي عدد السكان. 

 

استنتاج

 

الحل العسكري بين الدولتين مستبعد بسبب التوازن النووي بينهما. تخضع التطورات والأحداث الأخيرة للوضع الداخلي في كل من الهند وباكستان الذي يشكل قوة دفع نحو الحرب ويظهر ذلك من خلال قيادة الجيش الباكستاني التي تلعب دوراً رئيسياً في صنع القرار داخل باكستان، فتمارس دورها في كشمير على إيقاع الرأي العام الداخلي. في نفس السياق تأتي رغبة حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يقوده رئيس الوزراء "مودي" بالدفع نحو الحرب. لا يوجد تحرك أمريكي واضح لوقف العمليات العسكرية بين الدولتين، بينما الصين ستتأثر بأي عمل عسكري قائم بينهما، لذلك تتقدم روسيا نحو إيجاد معالجة للمستجدات الأخيرة، ولكن يبدو أن الحلول النهائية لمسألة كشمير بعيدة.