حمل التطبيق

      اخر الاخبار  كتائب القسام: سنقوم بتسليم جثة أحد أسرى الاحتلال التي تم استخراجها اليوم في قطاع غزة عند الساعة 9 مساء بتوقيت غزة   /   معاريف عن مسؤول إسرائيلي: إسرائيل أبلغت رسميا أن حماس ستسلم الليلة جثمان أحد المختطفين   /   بريطانيا: تقدم الدعم السريع في الفاشر يخلف آثارا مروعة على المدنيين   /   العربية: العثور على جثة رهينة إسرائيلي في حي التفاح بمدينة غزة   /   وزارة الصحة: شهيدان في غارة من مسيرة إسرائيلية على بلدة البياض في جنوب   /   "يديعوت أحرونوت": إسرائيل تنتظر الضوء الأخضر من واشنطن للتحرك بعد انتهاء المهلة التي حددها ترامب لحماس من أجل تسليم رفات الرهائن الليلة   /   هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: نستعد لتسلم جثمان أحد المختطفين الليلة   /   رئيس الوزراء البريطاني: نسعى للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ونشيد بدور ‎تركيا في هذا الصدد   /   أردوغان: تقع علينا مسؤولية حماية وقف إطلاق النار في غزة ومنع انتهاكه   /   أردوغان: تركيا تشتري 20 مقاتلة تايفون من بريطانيا   /   يديعوت أحرونوت عن مسؤولين: إسرائيل تدرس توسيع سيطرتها في غزة عقابا لحماس بسبب عدم إفراجها عن بقية الجثث   /   رويترز: متظاهرون في اليابان يحتجون على اجتماع بين ترامب ورئيسة الوزراء اليابانية   /   خليل الحية: النقاش مستمر بشأن سلاح حماس وملتزمون بوقف النار   /   يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي: نتوقع موافقة أميركية لمعاقبة حماس بشأن جثث الأسرى بانتهاء مهلة ترمب الليلة   /   شهيدان شقيقان جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة البياض في قضاء صور   /   خليل الحية: جادون في البحث ليلا ونهارا عن ما تبقى من جثث أسرى إسرائيل   /   خليل الحية: تبقى لدينا حتى الآن 13 جثة لأسرى إسرائيل   /   النائب ‎نبيل بدر للجديد: بعد أن وجدنا أنه ليس هناك حل لموضوع الإنتخاب ولكي لا نكون سبباً في تعطيل عمل المجلس النيابي قررنا في التكتل ان ننقسم بين حاضر ومتغيب عن الجلسة   /   مجلس الوزراء يصدر مذكرة إقفال يومي الإثنين والثلاثاء في 1 و2 كانون الأول بمناسبة زيارة البابا إلى لبنان   /   رئاسة الحكومة تُعلن إقفال جَميع المدارس والمعاهد والجامعات الرسمية والخاصة يوميّ الإثنين والثُلاثاء 1 و 2 كانون الأول 2025 بمناسبة زيارة قداسة البابا لبنان   /   هيئة البثّ الإسرائيليّة عن سموتريتش: نعمل على خطط لاحتلال سريع لقطاع غزة في حال انهيار الاتفاق   /   مراسل الأفضل نيوز: سقوط شهيدين في الغارة على المنشرة في بلدة البياض   /   وسائل إعلام سورية: إسرائيل زرعت ألغاما في محيط نقطة عسكرية تابعة لها في ريف القنيطرة   /   معلومات ‎الجديد: جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء عند الساعة 11:30 صباحاً في بعبدا وقانون الانتخاب أبرز البنود   /   مندوب إسبانيا: ندعو كل الأطراف للامتثال لقرارات مجلس الأمن بشأن لبنان   /   

كشمير: جرحُ جنوبِ آسيا المفتوح

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. علي ناصر - خاصّ الأفضل نيوز

 

لم يكن الوضع في كشمير مستقراً يوماً ما، في الحقيقة كان الإقليم من أكثر المناطق توتراً في شبه القارة الهندية، وأكثر من ذلك، تطالب الهند وباكستان بالسيطرة الكاملة عليه. إلى جانب ذلك نشبت بين البلدين ثلاث حروب وتوترات وصراعات متكررة كانت قابلة للاشتعال في كل فترة لتصبح حرباً حقيقة بين البلدين. الجدير بالذكر أن الوضع القائم يمتزج فيه الديني والقومي والصراع الإقليمي والنفوذ السياسي معاً مما يخلق مزيجاً من التعقيد السياسي يدفع بالأحداث المستجدة نحو الوصول إلى حافة الهاوية عندما تحدث تغييرات في طبيعة الحكم القائم وتبدل في موازين القوى الداخلية في الدولتين أو إحداهما. وهذا ما حدث مع وصول رجل مثل رئيس وزراء الهندي "ناريندرا مودي" إلى الحكم الذي يعمل على إحياء الروح القومية الهندية على قاعدة المواجهة مع المسلمين وتقوية الشعور القومي الهندوسي واختار لذلك منطقة كشمير حيث قام عام 2019 بإلغاء الأحكام الدستورية التي تعطي نوعا من الحكم الذاتي في الإقليم، والذي اعتبرته الحكومة الهندية "عودة إلى الوضع الطبيعي" في الجزء التي تسيطر عليه الهند من الإقليم والذي يعرف بولاية "جامو" و"كشمير" وهي الولاية ذات الأغلبية المسلمة.

 

 قامت الحكومة الهندية بعد عام 2019 بنقل إقليم كشمير إلى إدارة الحكومة الهندية مباشرة، وأضعفت كل مظاهر الحكم المحلي، ثم دفعت نحو تغييرات ديموغرافية عبر العمل على شراء العقارات من السكان المسلمين، إضافة إلى القيام بإجراءات أمنية صارمة، واعتقلت القادة المحليين من أهل كشمير المسلمين، وفرضت حظرا للتجول، وقامت بقطع الاتصالات، وعلقت الانتخابات المحلية.

 

وقع هجوم مسلح في 22 أبريل/ نيسان 2025 في منطقة "جامو كشمير أدى إلى سقوط 28 قتيلاً وأكثر من 20 جريحاً. أعلنت "جبهة مقاومة كشمير" المسؤولية عن الهجوم وهي جماعة مسلحة تأسست عام 2019 بعد أن ألغت الهند الوضع الخاص بكشمير.

 

قام "مودي" باستغلال ما حصل في منطقة كشمير ليطلق تحذيراً يشير فيه لمسؤولية باكستان عن الفعل العسكري ويشير إلى أن الهند ستقوم بالرد عسكرياً على هذا الهجوم. لقد وقعت أحداث مشابهة في فترات سابقة وكانت تدفع نحو اشتباك محدود ورغبة من الطرفين بعدم تصعيد الأمور، ولكن الأمر مع رئيس الوزراء الجديد مختلف فهو يريد أن يبعث بروح القومية الهندية ويعتقد أن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يدفع الهند ويجعل منها قوة دولية. 

 

الحروب بين الدولتين

 

عندما أصدر البرلمان البريطاني قانون استقلال الهند عام 1947. لم تتمكن منطقة كشمير من الانضمام إلى باكستان رغم تعارض ذلك مع رغبة سكانها. تطورت الأحداث بشكل سريع واندلعت الحرب بين الكشميريين والقوات الهندية عام 1947. تمكنت القوات الهندية من احتلال قسم كبير من كشمير. وبقيت الأمور في كشمير في حال من التوتر الشديد رغم تدخل الأمم المتحدة حتى اندلعت مواجهة بين الجيش الباكستاني والهندي عام 1965 وانتهت بعقد معاهدة بين الجانبين وتم وقف إطلاق النار من دون إيجاد تسوية نهائية لمشكلة الإقليم. وتجدد القتال بين الدولتين عام 1971 وانتهى بتوسيع بقعة السيطرة الهندية على الأراضي الكشميرية. وقع الطرفان عام 1972 على معاهدة تثبت الحدود بين البلدين في كشمير وفق نتائج حرب 1971، ورغم ذلك بقي الإقليم في حال من التوتر الشديد. 

 

كشمير الموقع الجيوسياسي

 

تقع منطقة كشمير في جنوب آسيا بين أربع دول هي الهند، باكستان، أفغانستان والصين. وهو إقليم جبلي تتقاطع فيه ثلاث دول نووية تتنافس من أجل التحكم به، والعامل النووي هو عامل يفترض اهتماماً دولياً في المنطقة. يفصل إقليم كشمير الصين عن باكستان، والتوازن مع الهند يفترض بقاء الاتصال الجغرافي بين البلدين، تعتبره باكستان جزءاً من أمنها القومي المائي. في المقابل يشكل اتصالا هندياً بوسط آسيا، ويشكل عمقاً تجارياً برياً للهند مع آسيا الوسطى وخسارته تعني خسارة الهند لممراتها التجارية البرية، بالإضافة إلى اعتبارها عمقاً أمنياً في مواجهة الصين وباكستان. وتتأثر الصين مباشرة في الصراع بفعل حدودها مع الإقليم والتي في حال تطور الصراع بين الدولتين النوويتين سينعكس على تجارتها البرية، وترتبط الصين بمصالح مباشرة مع باكستان عبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يعبر أراضي كشمير الباكستانية، وتعارض الصين السياسة الهندية تجاه كشمير.

 

 تبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة كشمير حوالي 224000 كيلو متراً مربعاً. تقسم كشمير حالياً بين ثلاث دول؛ الهند وباكستان والصين، تفرض الهند سيطرتها على الأجزاء الوسطى والجنوبية، وتسيطر على الجزء الأكبر من الأراضي بمساحة تتجاوز قليلاً 101 ألف كيلومتر مربعاً. بينما تسيطر باكستان على الجزء الشمالي الغربي بمساحة تنقص قليلاً عن 86000 كيلومتر مربعاً. تسيطر الصين على القسم الشمالي الشرقي من الإقليم بمساحة تتجاوز 37000 كيلو متر مربع. يبلغ عدد سكان كشمير حوالي 15 مليون نسمة وتبلغ نسبة المسلمين حوالي 90% بينما تصل نسبة الهندوس والبوذيين إلى 10% من إجمالي عدد السكان. 

 

استنتاج

 

الحل العسكري بين الدولتين مستبعد بسبب التوازن النووي بينهما. تخضع التطورات والأحداث الأخيرة للوضع الداخلي في كل من الهند وباكستان الذي يشكل قوة دفع نحو الحرب ويظهر ذلك من خلال قيادة الجيش الباكستاني التي تلعب دوراً رئيسياً في صنع القرار داخل باكستان، فتمارس دورها في كشمير على إيقاع الرأي العام الداخلي. في نفس السياق تأتي رغبة حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يقوده رئيس الوزراء "مودي" بالدفع نحو الحرب. لا يوجد تحرك أمريكي واضح لوقف العمليات العسكرية بين الدولتين، بينما الصين ستتأثر بأي عمل عسكري قائم بينهما، لذلك تتقدم روسيا نحو إيجاد معالجة للمستجدات الأخيرة، ولكن يبدو أن الحلول النهائية لمسألة كشمير بعيدة.