هنادي عيسى- خاصّ الأفضل نيوز.
وفاء موصللي ممثلة سورية من رعيل الفنانين الكبار الذين قدموا أهم الأعمال في الدراما العربية السورية. كما حفرت اسمها في سجل النجوم المتمرسين أصحاب التاريخ المشرف. في رمضان الماضي شاركت وفاء في مسلسل " نفس" الذي كان من بطولة عابد فهد، دانييلا رحمة ومعتصم النهار.
في حوار خاص لموقعنا- الأفضل نيوز- التقينا بالفنانة السورية القديرة وفاء موصللي، صاحبة المسيرة الفنية الطويلة التي بدأت منذ عقود، والتي تركت بصمة واضحة في الدراما السورية والعربية من خلال أدوارها المتميزة والمتنوعة. تحدثت معنا عن البدايات، التحولات في الدراما، دور المرأة، وأسرار نجاحها المستمر .
-شاركتِ في مسلسل “نَفَس” الذي تناول موضوعات نفسية واجتماعية بعمق، كيف كانت تجربتك مع هذا العمل؟
-كانت تجربة مختلفة ومميزة. المسلسل تناول قضايا نفسية معقدة بطريقة إنسانية وعميقة، وهذا ما جذبني للمشاركة فيه. دوري في “نَفَس” حمل تحديات خاصة، لأنه تطلب أداءً داخليًا أكثر من كونه مجرد حوار أو حركة. العمل حفّزني على البحث أكثر في الجوانب النفسية للشخصية التي أديتها، وأشعر أن هذه التجربة أضافت لي الكثير كممثلة، كما أن التفاعل الذي تلقيناه من الجمهور كان مؤثرًا للغاية، لأن الناس وجدوا فيه شيئًا من ذواتهم.
-بداية، نود أن نعرف كيف كانت انطلاقتك في عالم الفن؟
-كانت البداية من المسرح خلال فترة دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. كنت شغوفة بالفن منذ الطفولة، لكن الانخراط الأكاديمي أعطاني الأساس الحقيقي، بعدها جاءت الفرصة للعمل في التلفزيون، وشاركت في عدد من الأعمال التي كانت البداية الحقيقية لانطلاقي.
-الكثير من الجمهور يربطك بمسلسلات البيئة الشامية، ما سر هذا الارتباط؟
-البيئة الشامية جزء من نسيج الدراما السورية، وأنا شاركت في عدد كبير من هذه الأعمال مثل باب الحارة وأيام شامية، أعتقد أن تميّز هذه الأعمال في تقديم المرأة الشامية بدفء وحضور قوي، ساعد على ترسيخ صورتي في هذا النوع، لكنني حريصة دائماً على التنويع، وقدمت أدواراً معاصرة وتاريخية وكوميدية أيضاً.
-كيف ترين تطور الدراما السورية اليوم مقارنة ببداياتك؟
-الدراما السورية مرت بمراحل ذهبية، ثم تراجعت قليلاً بفعل الظروف، لكنها الآن في طور التعافي والنهوض مجددًا، لدينا طاقات هائلة من الممثلين والمخرجين والكتاب، لكننا بحاجة لدعم الإنتاج وتسويق أفضل على المستوى العربي.
-ما الدور الذي تعتبرينه الأقرب إلى قلبك؟
-كل دور له مكانته في قلبي، لكن دوري في مسلسل أشواك ناعمة كان تجربة مؤثرة جدًا بالنسبة لي، لأنه لامس قضايا إنسانية حساسة تتعلق بالمراهقات والتربية، أيضًا، دوري في باب الحارة كان نقطة تحول من حيث الانتشار الجماهيري.
-كيف تختارين أدوارك؟
أقرأ النص جيدًا وأحاول أن أفهم الرسالة التي يحملها، لا أبحث عن البطولة المطلقة، بل عن الدور الذي يحمل قيمة ويترك أثراً. أحب الأدوار التي تتحدى قدراتي وتقدم شيئاً جديدًا للمشاهد.
-برأيك، هل تأثرت صورة المرأة في الدراما السورية سلبًا أو إيجابًا؟
-بشكل عام، قدمت الدراما السورية المرأة بشكل متوازن، لكن في بعض الأحيان هناك قوالب نمطية يجب أن نخرج منها، المرأة في الواقع قوية، قيادية، ومبدعة، ويجب أن تعكسها الأعمال الفنية بهذه الصورة.
-هل تفكرين في الإخراج أو الإنتاج مستقبلًا؟
-فكرة الإخراج راودتني في فترات معينة، لكنني ما زلت أجد نفسي في التمثيل أكثر. أما الإنتاج فهو مسؤولية كبيرة، وربما أخوضها في المستقبل لكن بحذر شديد.
-ما جديدك في الفترة القادمة؟
-أشارك في مسلسل جديد قيد التصوير سيعرض في الموسم المقبل، ويتناول قصة اجتماعية عميقة بطرح معاصر. كما أنني أدرس عدة عروض أخرى، وأفضل التريث لاختيار ما يناسب قيمي الفنية.
-ما الرسالة التي تودين توجيهها للجمهور؟
-أشكر كل من تابعني طوال هذه السنوات. أنتم سبب الاستمرارية، وأقول دائمًا: الفن رسالة، وأتمنى أن أكون قدمت ما يليق بجمهورنا العربي الواعي والوفي.