كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
يتحضر لبنان لاستقبال موفد الرئاسة الأمريكية مورغان أورتاغوس، التي أعلنت أنها تحب صيفه، لكنها استبقت زيارتها، بأن كررت موقفها الثابت وهو أن على السلطة اللبنانية، المكونة من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومه نواف سلام، أن يباشروا خلال أسابيع بتنفيذ ما وعدوا به لا سيما عون وسلام بحصر السلاح في يد الدولة، والذي لم يبدأ بعد وتحديدًا شمال الليطاني، فأكدت أن التأخير في ذلك، لن يسهل إعادة الإعمار والتمويل، كما يخشى على الاستقرار في لبنان، وهي لا تبرر للحكم الجديد الذي امتدحته للإنجازات التي حققها خلال ستة أشهر، لكنه لم يتقدم باتجاه فرضه على "حزب الله" بتسليم سلاحه سلمًا أو باللجوء إلى القوة، لنزعه وهذا ما يرفضه الرئيس عون ويدعو إلى معالجته بهدوء والحوار، وهذا ما لم يعجب أورتاغوس وإدارتها، التي حركت حلفاء لها في لبنان، وطلبت منهم التصعيد السياسي والإعلامي حول السلاح، والضغط على رئيسي الجمهورية والحكومة، لاتخاذ قرار بنزع السلاح.
فمنذ توليها مهمه الملف اللبناني خلفًا لآموس هوكشتاين، وكلاهما ينتمي إلى الصهيونية، ويدافعان عن العدو الإسرائيليّ، الذي لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، ويستمر يوميًّا باعتداءاته دون أن يقيم حسابًا ووزنًا، لا للدولة اللبنانية التي يؤكد المسؤولون فيها، بأن لا سلاح إلا لها وبعهدتها، دون أن تحرّك ساكنًا، لردع العدو في وقت تغيب اللجنة العسكرية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عن مهمتها، وأنهى دورها لحساب لجان دبلوماسية، اقترحتها الإدارة الأمريكية، لتقيم سلامًا وتطبيعًا مع الكيان الصهيوني.
والموفدة الأمريكية تريد العودة إلى لبنان، وقد خلا من السلاح، أكان لـ "حزب الله" أو للفصائل الفلسطينية، التي كانت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى لبنان، لتهنئة رئيس الجمهورية بانتخابه، وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وإبلاغ الرئيس عون، بأن السلطة الفلسطينينة تؤيد حصر السلاح بيد الدولة، والفلسطيني منه، الذي ربطته فصائل معارضة لنهج منظمة التحرير الفلسطينية، بمسائل سياسية، لحماية المخيمات وتأمين حق العودة، والحصول على حقوق مدنية للفلسطينيين، الذين سبق لهم ورفضوا التوطين.
وتحرض الموفدة الأمريكية على اصطدام بين السلطة اللبنانية وحزب الله، وأزعجها أن رئيس الجمهورية، ما زال يماطل في موضوع سلاح "حزب الله" الذي وصفته أورتاغوس بأنه إرهابي، ودمَّر لبنان، ويأخذه إلى الخراب والانهيار، دون أن تذكر كلمة واحدة عن الاعتداءات الإسرائيلية، ولا عن تنفيذ العدوِّ الإسرائيليّ لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما طالبها به الرئيس عون، لتسهيل مهمته في فتح حوار مع "حزب الله" حول سلاحه، لكنه لم يلقَ التجاوب من الإدارة الأمريكية، التي يحملها رئيس الجمهورية مسؤولية استمرار العدو الإسرائيليّ بحربه على لبنان، التي يتذرع بأن اعتداءاته تستهدف مخازن أسلحة وقيادات من حزب الله تعيد بناء قدراتها العسكرية.
إن تصريحات أورتاغوس، وكان آخرها ما توعدت به لبنان في مؤتمر يعقد في قطر، بأن سلاح "حزب الله" يجب أن ينزع، وهي تحمل رئيس الجمهوريه تأخير القيام بمهمة عليه أن لا يتلكأ بتنفيذها.
فهل تأتي الموفدة الأمريكية إلى لبنان قبل نزع سلاح "حزبِ اللّه" أم بعده؟