خليل حرب - خاصّ الأفضل نيوز
المعلومات المتقاطعة، بما في ذلك ما قالته مصادر ل"الافضل نيوز"، حول وقف إطلاق النار الذي تسارع فجأة خلال ساعات قليلة بين إيران والكيان الإسرائيلي، تؤكد أن سلطنة عمان، لعبت دورا أساسيا فيها، وأن الدوحة انضمت الى هذه الجهود، بطلب من الرئيس الأميركي ترامب الذي تلقى من إسرائيل بداية، قرارًا بالرغبة في الخروج من الحرب.
تتعارض هذه المعطيات مع إعلان "ديوان نتنياهو" صباح يوم الثلاثاء 24 حزيران/يونيو أن "إسرائيل وافقت على مقترح الرئيس الأميركي وقف إطلاق النار مع إيران". إذ أنه قبلها بساعات كان نتنياهو يقول أنه ماض قدمًا بحربه، ثم وقع هجوم الصواريخ الإيرانية المدمر صباح الثلاثاء على بئر السبع. ووصلت الرسالة.
ترامب قال صراحة إن "إسرائيل تضرّرت بشدة خلال الأيام الأخيرة". "الجبهة الداخلية" أوجعت إسرائيل. التسريبات الى صحف أميركية مقادها ان الرئيس الاميركي أبلغ نتنياهو بعد الضربات الأميركية على إيران، أن إنهاء الحرب قد حان. وكما أشرنا، نتنياهو حاول الإيحاء بأنه مستمر. لكن الحقيقة هي أنه طلب من ترامب التدخل، لضمان إنهاء الحرب.
"الفايننشال تايمز" تقول إن إسرائيل هي من طلبت من الولايات المتحدة التحرك لوقف لإطلاق النار مع إيران، وليس العكس، حيث اعتبرت أن "الوقت ملائم للانسحاب (من الحرب)" بعدما ضرب ترامب المنشآت النووية الثلاثة. وبحسب مسؤول في البيت الأبيض (واشنطن بوست)، فإن نتنياهو فهم أيضا أن ترامب لن يشارك عسكريًا في الصراع بعد الآن. نتنياهو شعر أنه سيترك وحيدًا في المواجهة.
اللحظة صارت مؤاتية. سلطنة عمان قادت التحركات الدبلوماسية من خلف الأضواء. قبيل إعلان الهدنة المفاجئة ليل الاثنين وسريانها صباح الثلاثاء، قال مصدر عماني مطلع في تصريح خاص أن "التحرك العُماني جارٍ بالفعل، وإن بصمت. ومع تنامي القلق من اتساع رقعة الحرب، قد نشهد في المرحلة المقبلة تفعيلًا أكبر لهذا الدور، سواء من خلال استضافة جولات تفاوض جديدة، أو عبر بناء أرضية سياسية إقليمية تُمهد لوقف التصعيد".
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أكد بشكل رسمي لاحقًا أيضا أن واشنطن طلبت من الدوحة التحرك للتوسط مع إيران، و"رويترز" قالت إنه طلب منها "إقناع" طهران بوقف إطلاق النار بعدما أخذ الرئيس الأميركي الموافقة من نتنياهو.
هكذا ولد الاقتراح وفتحت قنوات تواصل تربط ما بين الوسطاء العرب وبين طهران وواشنطن التي بدورها كانت على تواصل مع نتنياهو، ومن ضمنها جرى نقل رسائل عدة بينها تهديدات إيرانية عدة، بما في ذلك إغلاق مضيق هرمز واستعداد إيران لحرب استنزاف طويلة، وإمكانية لجوء طهران الى صواريخ أكثر فتكًا.
وبرسائل بهذا المضمون، فإن مسقط بشكل أساسي، والدوحة (وغيرهما) طلبت من ترامب التحرك بشكل أكثر حزمًا مع نتنياهو الذي كان يتصرف على أساس أن البرنامج النووي الإيراني والبرنامج الصاروخي، لم يتدمرا وأن الحرب مستمرة بمشاركة أميركية. لكن تصميم ترامب على أهمية وقف الحرب بعدما نفذ هو ضربته، وتذكيره لنتنياهو على ما يبدو بأن "جبهته الداخلية" للكيان، لم تعد تحتمل استمرار التصعيد، جعلا رئيس الوزراء الإسرائيلي، يبدأ النزول عن الشجرة.. وإن بتردد. فنهاية الحرب، تعني فيما تعنيه، أن أيام المحاسبة الداخلية ستجدد.
أرسل الحرس الثوري الإيراني 14 صاروخا مدمرًا (خصوصا على بئر السبع) قبيل سريان "الهدنة" صباح الثلاثاء، ثم ردت إسرائيل، بشكل رمزي، من خلال قصف رادار عسكري معطل منذ زمن (استجابة على ما يبدو لضغوط ترامب). ثم سربت القيادة الإسرائيلية لإعلامها فورًا بعد الغارة الرمزية، أن الهدنة مع إيران، بدأ سريانها فعليًا الآن.