مفيد سرحال - خاصّ الأفضل نيوز
ذاب ثلج حرمون(جبل الشيخ) باكرًا بفعل الجفاف والقحط هذا العام على نحو مغاير للسنوات السابقات المكتنزة بالنفناف.
وانجلت عن جبل تجلي السيد المسيح (ع) طبقات مكدسات من الثلوج وبانت التضاريس والمتاريس في آن حيث بمستطاع الرائي وبالعين المجردة مشاهدة العبث الصهيوني بالتلال المتدرجة انحدارًا كسلم طبيعي نحو الشمال البارزة نتوءات مختلفة الأحجام من نقطة القمة (2814) حيث تتموضع قوات الأوندوف في أعقاب حرب الـ73 بين العرب والإسرائيليين.
ما يجري حقيقة في ضوء المستجدات التي شهدتها سوريا ومسارعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى التموضع في المرصد السوري بالإمكان معاينته من خلال تلون التلال الرمادية بأتربة الجرفيات التي تشي بتعديلات وتحصينات ناشئة عن أعمال تجريف نهشت 14 هضبة وتلة وزنرتها بطريق يخترق السيادة اللبنانية بطول يقارب الـ٢ كلم، ويتعرج بين الأرض اللبنانية والسورية، باعتبار أن غربي الجبل لبناني وشرقي الجبل سوري، وتمت توسعة الطريق بعرض أربعة أمتار، بحيث تسيِّر قوات الاحتلال دوريات على الطريق المستحدث من القمة نزولًا إلى القرى الواقعة في لحف الجبل من الجهة السورية مرورًا بقلعة جندل التي أقيم في خراجها موقع عسكري كبير ومن ثم إلى عرنة فبلدة حضر والجولان، بمعنى أن شرقي الجبل من الجولان إلى رخلة السورية على الحدود اللبنانية السورية طبعاً من جهة سوريا، صار مباحًا متاحًا للدوريات والآليات تتحرك عليه في ظل التحكم الصارم من قمم حرمون بكل دابة على الأرض لأعماق بعيدة في الجنوب السوري والبادية بما يفوق مساحة لبنان بأضعاف.
لقد حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي المرصد السوري إلى قاعدة، بالإمكان تشخيصه على الغوغل إيرث كما تحديد الطريق إلى قرى شرقي الجبل، والبارز أنه في تلة الصليب الذي جرى تكسيره على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، تم زرع قبب بيضاء شبيهة بتلك التي استهدفتها المقاwم.ة في جبل الجرمق، وقيل يومها أنها منصات تحكم ومراقبة وتجسس وواحدة من هذه القبب مكان الصليب تمامًا حسب شهود عيان في الأراضي اللبنانية.
باختصار شديد، حرمون بتلاله الجنوبية والشمالية وجسمه الضخم كحاجز جغرافي وكنز تراثي ومائي هائل، صار تحت السيطرة الكاملة وترجم نتنياهو عمليًّا شعار بن غوريون مؤسس الكيان العبري القائل: (حرمون أبو المياه ولا حياة للدولة العبرية دون الاستحواذ عليه بكليته....).