عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
تخضع حرب ال12 يومًا بين إيران والكيان الإسرائيلي إلى مراجعة دقيقة من قبل المستويين العسكري والسياسي في طهران لاستخراج الدروس الضرورية من هذه التجربة والبناء عليها في الاستعداد لكل الاحتمالات المستقبلية.
وبهذا المعنى، تتصرف إيران على أساس أن المواجهة الأخيرة ليست نهاية المطاف بل هي فصل من فصول الصراع الاستراتيحي مع تل أبيب وواشنطن.
وإلى حين أن تكتمل مراحل المراجعة التي تقارب بشفافية ما كشفته الحرب من نقاط الضعف والقوة لدى طهران، فإن مصادر دبلوماسية إيرانية تؤكد أن العمل جار على كل المستويات المعنية لترميم الثقوب وتصحيح الاخطاء، لافتة إلى أن الجمهورية الإسلامية باتت تحتاج، ربطا بمفاعيل الحرب ونتائجها، إلى اعتماد تكتيكات جديدة في مواجهة التحديات والتهديدات، اما الاستراتيجية المتصلة بخيارات إيران الاساسية فهي ثابتة وباقية.
وتشدد المصادر على ضرورة تصويب الخلل الذي ظهر في الجانب الأمني - الاستخباري من الحرب، معتبرة انه يجب الإقرار بأن العدو الاسرائيلي كان متفوقا في هذا الجانب لكن استفادته منه محكومة بفترة محددة ومحدودة، لا يلبت بعدها هذا التفوق ان يفقد شيئا من فعاليته باعتباره أصبح مكشوفا ومستهلكا بعدما عامت شبكات التجسس على السطح الإيراني لتنفيذ المهمات التي اوكلت بها خلال المواجهة العسكرية، ما سمح بضبط الكثير منها واعتقال عدد كبير من العملاء والجواسيس المرتبطين بها، من تجاهل أن هناك شبكات أخرى لا تزال كامنة ومتربصة.
وتؤكد المصادر أن المؤمن لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين، مشيرة إلى أن إيران ستستفيد من تجربة الحرب لسد ما ظهر خلالها من ثغرات، لاسيما على صعيد الاختراق الأمني الذي ستنصب الجهود على معالجته.
وتقر المصادر بأن اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري والجيش شكّل ضربة قاسية، لكن المهم ان احتواءها حصل في وقت قصير جدا، حيث تم على الفور تعيين بدائل استكملت الدور العسكري بجدارة واقتدار.
وتشدد المصادر على أهمية الجانب الديني - الثقافي في الشخصية الإيرانية، لافتة إلى ان معظم القادة الذين استشهدوا كانوا في أعمار تترواح بين 65 و 70 عامًا، أي انهم صاروا قريبين من التقاعد، وبالتالي فهم كانوا يفضلون ان يختموا حياتهم بالشهادة، وهذا ما تحقق لهم.
وضمن هذا السياق تروي المصادر أن مسؤولًا إيرانيًا زار الامين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله بعد اغتيال العدو الإسرائيلي للقائد في المقاومة الشهيد فؤاد شكر، فروى "السيد" لضيفه انه كان قد التقى قبل فترة قصيرة شكر الذي بدأ بالبكاء أمامه شاكيًا له أنه يتقدم في العمر ولم يستشهد بعد، فإذا به بعد نحو أسبوع ينال الشهادة التي هي فوز عظيم.
من هنا، تعتبر المصادر الإيرانية أن التضحيات التي قدمتها الجمهورية الإسلامية في المواجهة مع الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة لا تزعزع معنويات الإيرانيين كما يظن الأعداء بل ترفعها.