بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيرا وبعد طول انتظار يكشر عن أنيابه لنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
فقد أعلن أمس الاثنين أثناء لقائه في مكتبه البيضاوي بواشنطن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته أنه سيرسل المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
لكن ترامب أكد أن حلفاء بلاده الأوروبيين هم من سيدفعون ثمنها أولا، وهو ما اعتبرته الصحيفة رسالة مزدوجة أراد من خلالها تأكيد أن أميركا لا تزال أولا، لكن أوكرانيا لم تعد الأخيرة.
ولتوضيح مغزى هذه الرسالة لبوتين حدد ترامب موعدا نهائيا لكي تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غضون 45 يوما، وإلا فإن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية ثانوية بنسبة 100% على الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز الروسي بما في ذلك الصين والهند خصوصا بذريعة أنها بذلك تمول المجهود الحربي للكرملين.
ووفق المقال، يبدو أن الحكومة الأميركية بمن في ذلك أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على استعداد أخيرا لممارسة مزيد من الضغوط على موسكو لإنهاء الحرب ضد كييف.
ويعتقد كلوث أن هذه الإيماءات تبدو وكأنها انقلاب مفاجئ في موقف ترامب تتناقض مع موقفه السابق عندما وبخ ضيفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم 28 فبراير/شباط الماضي، لأنه "لا يملك أوراقا يلعب بها"، محملا كييف مسؤولية اندلاع الحرب.
ومنذ ذلك حدثت أمور كثيرة، ولكن لم يحدث شيء يفضي إلى وقف لإطلاق النار توسط فيه ترامب.
لكن الرئيس الأميركي أدرك مؤخرا أن نظيره الروسي كان يغذيه بـ"هراء"، كما قال مؤخرا متذمرا إن بوتين "بدا لطيفا معنا طوال الوقت، لكن اتضح أن كلامه لم يكن له معنى".
على أن ما زاد إحباط ترامب فعلا هو الحرج المتزايد من الظهور بمظهر الضعيف، حيث كان الجميع من خارج معجبيه في حركة "ماغا" يؤكدون ما هو واضح، وهو أن بوتين كان يتلاعب به كمن يعزف على "آلة الكمان"، على حد تعبير العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جين شاهين.
وأشار إلى أن بعض أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس يتفقون مع ذلك الوصف حتى ولو اتسمت عباراتهم بلغة أكثر حذرا.
واعتبر أن الحرب الروسية الأوكرانية أصبحت خاسرة من الناحية التسويقية بالنسبة لرئيس لا ينفك يتباهى بأنه سيحقق "السلام من خلال القوة"، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن الجمهور الأميركي يميل لصالح كييف، فقد أظهر استطلاع أجري في مايو/أيار الماضي أن 84% من الناخبين المحتملين يؤيدون العقوبات على صادرات روسيا و76% يدعمون تقديم المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا.
ويزعم بأن ثمة عوامل نفسية أخرى لعبت دورا في هذا التحول، فالرئيس الأميركي يكره الفكرة التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بأن "ترامب دائما ما يجبن"، وفي المقابل أحب أن يستعرض قوته الصلبة بقصف إيران.
لذا، يبقى الدافع وراء صرامة ترامب الجديدة من وجهة نظر مقال بلومبيرغ موضع شك، إذ إنه لا يتصرف على ذلك النحو لأن بوتين انتهك أسس القانون الدولي والأخلاق الدولية بغزوه غير المبرر لدولة ذات سيادة، ولا لأن العدوان الروسي يهدد مصالح أميركا الجيوستراتيجية في أوروبا الشرقية.
والواضح أن ترامب زاد الضغط على بوتين الذي طالما اعتبره أخاه القوي، لأنه ظهر أمامه ضعيفا، ولذلك بدأ يستفزه.