كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
تراجع التشنج المذهبي، الديني - الدرزي في لبنان مع الأحداث التي حصلت في محافظة السويداء، وأدت إلى وقوع ضحايا، وأعمال عنف نتج عنها إحراق منازل ومؤسسات، وتهجير للأهالي والسكان، فأحدث شرخًا مذهبيًّا، وتدخلًا إسرائيليًّا باعتداءات على مؤسسات حكومية، وتجمعات عسكرية تابعة للدولة السورية، وأخرى لمسلحين، مما حرك الدول، لا سيما تلك الراعية لبناء "سوريا الجديدة" برئاسة أحمد الشرع، الذي كانت الأحداث التي وقعت في السويداء وقبل في الساحل امتحانًا للحكم الجديد، الذي يحاول أن تنشأ حالات انفصالية في سوريا، تدعو إلى "حكم ذاتي" كما في حالة الأكراد شمال وشرق سوريا، والتي تعمل "قسد" على ذلك، وهذا ما دفع بأحد مشايخ العقل الثلاثة في سوريا، حكمت الهجري إلى أن يدعو إلى "إدارة محلية" تسمح لأبناء طائفة الموحدين الدروز، بأن يديروا شؤونهم الإدارية والخدماتية والأمنية، بأنفسهم إلى أن يطمئنوا إلى قيام دولة جامعة لكل مكونات المجتمع السوري.
فأحداث الأسبوع الماضي في السويداء انتهت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وكان للموفد الأميركي إلى سوريا توم برّاك دورًا في وقف أعمال العنف، بالتنسيق مع وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، والسوري أسعد شيباني، وهذا ما أدّى إلى تبادل محتجزين من الطرفين، وانتقال مؤقت لمن يريد من مناطق شهدت اشتباكات، إلى أن يبدأ حوار بين فعاليات السويداء والإدارة السورية، لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أيار الماضي، ولم ينفذ، وأن الشيخ حكمت الهجري، كانت له مطالب لم توافق عليها القياده السورية، وعمل على خط منفرد، دون التشاور مع شيخي العقل محمود الحناوي ويوسف جربوع، اللذين أيَّدا النظام الجديد وطالبا بأن تعود السلطة إلى السويداء، التي عينت محافظًا هو مصطفى بكور.
توقف إطلاق النار في السويداء، وبدأ البحث بالحل السياسي، الذي يعمل له الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وبالتنسيق مع شيخ عقل الموحدين الدروز سامي أبي المنى وأعضاء المجلس المذهب الدرزي، حيث نجحت الاتصالات واللقاءات في وأد فتنة كادت أن تشتعل بين أطراف درزية وأخرى سنية، عملت على التحريض، الذي تصدّى له شيخ العقل أبي المنى، مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأصدرا بيانًا مشتركًا، حاصر الفتنة، مع تسارع اللقاءات في المناطق المختلطة في البقاع الغربي وراشيا والعرقوب وحاصبيا، وإقليم الخروب في الشوف، واجتماع رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام مع وليد جنبلاط واتصال رئيس الحكومة نواف سلام مع جنبلاط والشيخ أبي المنى، فتمكنت هذه الاتصالات من تخفيف التشنج، والتحذير من مستخدمي مواقع الاتصالات لنقل أخبار كاذبة وفتنوية.
ولعبت السعودية دورًا أساسيًّا، في الاتصال مع كل المراجع، عبر سفيرها في لبنان وليد البخاري، الذي نقل لكل من اتصل بهم، حرص المملكه على وادي الفتنة ومنع حصولها، والتقى مع المفتي دريان ومفتي المناطق، واكد لهم حرص بلاده على الوحدة الإسلامية كما على وحدة لبنان.
إن وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، كرَّس استقرارًا بحاجة إلى حل سياسي، وهذا من عكس إيجابًا على لبنان، وأدّى إلى منع انتقال الفتنة إليه.