حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق في أجواء مناطق الجنوب على علوّ متوسط   /   القوات الإسرائيلية تطلق قذائف ضوئية في أجواء مرتفعات بلدة شبعا وقبالة شاطئ الناقورة   /   مراسل الافضل نيوز: إصابة مواطن جراء استهداف سيارة في وادي الحضايا بين وادي جيلو و يانوح   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة من مسيرة استهدفت منطقة الحضايا بين وادي جيلو ويانوح   /   وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال احتفالات في سديروت: سيكون هناك استيطان يهودي في غزة   /   مسيّرة إسرائيلية تُحلق على علو منخفض في ديرقانون النهر- قضاء صور جنوبي لبنان   /   سانا: الرئيس السوري سيلتقي نطيره الروسي غدا في موسكو   /   الوكالة الوطنية للإعلام: استنفار وحشود من أبناء العشائر في المنطقة الحدودية لبلدة القصر - قضاء الهرمل بعد خطف لبنانيين   /   الشرطة الإيطالية تطلق قنابل الغاز لمنع المتظاهرين من الوصول لملعب مباراة ‎إيطاليا و"إسرائيل"   /   وصول موكب الصليب الأحمر لاستلام جثامين أسرى إسرائيليين في مدينة غزة   /   ترامب: بوتين لا يريد إنهاء حرب ‎أوكرانيا   /   ترامب: أنا محبط من صديقي فلاديمير بوتين   /   الجيش الإسرائيلي: على حماس الوفاء بالاتفاق وبذل كل الجهود لإعادة كافة الجثامين   /   الجيش الإسرائيلي: الصليب الأحمر في طريقه لاستلام جثث الرهائن   /   الجيش الإسرائيلي: على حماس الالتزام بالاتفاق وبذل الجهود لإعادة جثث كل الرهائن   /   ترامب: سنتكفل بنزع سلاح حماس إذا رفضت التخلّي عنه   /   ترامب: نزع سلاح حماس سيحدث بسرعة وربما بعنف   /   قيادي في حماس لـ أ ف ب: الحركة ستسلم جثامين 4 إلى 6 رهائن إسرائيلين الليلة   /   ترامب: الرغبة بالسلام في الشرق الأوسط غير مسبوقة   /   ترامب يتبنى عدواناً على سفينة قرب سواحل ‎فنزويلا بزعم "ارتباطها بالمخدرات"   /   فوز منتخب لبنان لكرة القدم على المنتخب البوتاني ٤-0 ضمن تصفيات كأس آسيا ٢٠٢٧   /   بن غفير يحذر من وقف المساعدات إلى غزة إذا لم تتم إعادة رفاة الجنود الإسرائيليين   /   نتنياهو: آمل أن نسمع خلال الساعات المقبلة أخبارا عن إعادة المزيد من رفات الرهائن   /   نتنياهو: لن ندخر أي جهد لإعادة رفات الرهائن   /   معلومات الجديد: لجنة أمنية مشتركة لبنانية سورية مختصة بمتابعة ملف الحدود ستجتمع الأسبوع المقبل في لبنان تضم عسكريين من مختلف الأجهزة الأمنية   /   

بين حرب الإبادة في غزة وثورة 23 يوليو

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

د. أكرم حمدان - خاص "الأفضل نيوز"

 

منذ أيام وأنا في حيرة من أمري، وتحديداً منذ تاريخ 23 تموز(يوليو)، أي ذكرى مرور 73 عاماً على الثورة التي فجرها وقادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، دافع هذه الحيرة، هو أنني لا بد من أن أكتب عن هذه الثورة وهذا التاريخ المشرق والمجيد للأمة، بينما أجد نفسي مربكاً ومضطرباً أمام مشاهد حرب الإبادة التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني عموماً وأهل غزة خصوصاً، لذلك وجدت نفسي أكتب عن الإثنين معاً وأجمع بينهما لعل بعض الضميرالإنساني يستفيق تجاه أهل غزة ويُنصف عبد الناصر.

 

لا شك أن الحال المأسوية التي تمر بها الأمة العربيةـ اليوم، تؤكد صوابية النهج الذي التزم به عبد الناصر، والطريق الذي سار عليه، لجهة أن السبيل الوحيد للعرب، لمواجهة الأزمات التي تعصف بهم هو الوحدة.

 

إن حرب الإبادة الإجرامية التي يشنها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والمترافقة مع حرب تجويع بعد تدمير أكثر من تسعين في المئة من قطاع غزة، لدفع سكانه إلى ترك أرضهم، في أبشع جرائم الحرب التي شهدها التاريخ، فضلاً عن تفلت العربدة الصهيونية من أي ضوابط لتقوم باستباحة سيادات لبنان وسوريا واليمن وإيران باعتداءات متواصلة، في ظل صمت دولي مشين وعجز عربي مقزز، خير دليل على صوابية نهج عبد الناصر.

 

إن الحال الكارثية التي تعصف بالأمن القومي العربي، ما كانت لتحصل لوسار النظام الرسمي العربي على النهج الذي سلكه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي وحّد العرب في مواجهة الصهيونية والاستعمار، وكل مشاريع التطرّف والتقسيم والتكفير، وجعل للعرب مكانة متقدمة في العالم ومكاناً تحت الشمس.

 

إن تذكر وتفكر ثورة "يوليو"، الناصرية، في هذا الوقت بالذات، لهو رسالة لكل عربي، يتطلع إلى الخروج من مستنقعات الصهينة والأمركة، والتطرف والعصبيات الطائفية والمذهبية والإثنية التي يغرق فيها العرب، وتكاد تمحي دولهم بسيوف التقسيم، وتلغي أي دور لهم بين الأمم، ليتحولوا إلى كيانات ودويلات ضعيفة متهالكة تدور في فلك إسرائيل الكبرى، وتستسلم لمشاريع التطبيع والوصاية الأميركية.

 

إن تفادي هذا المستقبل الأسود يكون من خلال العودة إلى نهج عبد الناصر الأبيض والحرّ والوحدوي والمقاوم والتنموي على كل الصعد.

 

إن كل المدارس التي ناصبت عبد الناصر، العداء، وسلكت غير طريقه، لم تجلب للأمة سوى الخراب والدمار والقتل والتكفير والتقسيم، وقدمت للعدو الصهيوني خدمات لم يكن يحلم بها، جعلته يقترب من تحقيق أحلامه التلمودية، بإنشاء كيانه الغاصب من النيل إلى الفرات.. 

 

إلا إذا استيقظ النظام الرسمي العربي من سباته وسلك مبادئ وأهداف ثورة يوليو الناصرية.

 

ولأن المناسبة متداخلة مع حرب الإبادة في غزة، لا بد من التذكير ببعض مواقف عبد الناصر عندما زار غزة عام 1956، حيث خاطب أعيانها قائلاً: "إننى أطلب منكم - يا أهل غزة - ثلاثة أشياء: الأمل، والصبر، والإيمان، إن الأمل والصبر والإيمان هي طريقنا إلى الانتصار على جميع القوى التى تتآمر ضدنا.

 

وإنني أريدكم أن تعرفوا حقيقة هامة وهي أن نظرتي إلى غزة هي نظرتي إلى مصر، وما يصيب غزة يصيب مصر، وما يوجه إلى غزة يوجه إلى مصر".

 

 كما توجه إلى الفدائيين بالقول: "لقد أثبتم بالتجربة أنكم رجال يستطيع وطنهم أن يعتمد عليهم، إن الروح التي دخلتم بها أرض العدو يجب أن تسرى وأن تنتشر، فلقد أحست الدنيا كلها بأعمالكم، وأهم من ذلك كله أحس العدو بوطأتكم عليه، وعرف إلى أى مدى تستطيع قلوبكم أن تمتلئ بالشجاعة والعزم".

 

ليتنا نستطيع أن نُعيد قليلاً من تراث ومواقف عبد الناصر التي كانت لا شك، ستمنع حرب الإبادة والتجويع التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، ولن تكتفي ببيانات التنديد أو حتى التراجع والسحب من التداول.

 

إن الضمائر الحية لدى شعوب العالم الحرة التي تتحرك تضامناً مع أهل غزة، تذكرنا جميعاً أن الجوع ليس ألماً فقط، وليس شعوراً بالعذاب والحرمان، إنما الجوع هجمة شرسة على المشاعر وعلى المنطق وعلى الغريزة الإنسانية الخيرة في الإنسان، فالجوع حرب نفسية وأخلاقية على الجائع.

 

إن ما يحدث في غزة هو أبعد من حرب إبادة، فماذا سيبقى لأبناء غزة إذا استمر هذا الحصار البشع على الطعام، وإذا ما بقيت مقار توزيع المساعدات مواقع قنص لمن تبقى من المنكوبين، وإذا بقي سعر كيس الطحين ألف دولار، إن وجد؟

 

أسئلة كثيرة برسم الإنسانية ومن يدعون بأنهم جمعيات حقوق إنسان ومنظمات دولية هي نفسها أعلنت أن مليون طفل في غزة مهددون بالمجاعة.

 

إن ما يُمكن أن يُنقذ بقايا إنسانيتنا وكرامتنا وضمائرنا من تحت الأنقاض، هو أن هناك معبراً أو معابر يجب أن تُفتح، ومقاطعة يجب أن تستمر، وتطبيع يجب أن يُلغى، وجيوش يجب أن تتحرك، وتحالفات جديدة يجب أن تُعقد، هناك الكثير الذي يجب أن يتم خلال أيام، فهي ما تبقى لأهل غزة، وفقاً لنهج عبد الناصر رحمه الله.