ربى اليوسف - خاصّ الأفضل نيوز
هو لا يصرخ باسمك، لا يقرع باب غرفتك، لا يرشقك بالماء البارد، لكنه يفعل ما هو أسوأ: يوقظك في اللحظة التي كنت تحلم فيها بأنك على شاطئ جزر المالديف أو تتناول عشاءً رومانسيًا مع حب حياتك.
يأتيك في هيئة منقذ، يزعم أنه حريص على مصلحتك، كما لو أنه أحد أقاربك الطيبين – أمّك، أو أبيك، أو أختك التي تسهر معك وتوقظك للذهاب إلى المدرسة… لكنه، في الحقيقة، أقرب إلى محتال في فيلم عصابات، يبتسم لك قبل أن يخطف سعادتك.
لا تنخدع بحجمه المتواضع، قد يكون بحجم فأرة، لكنه يصدر صوتًا كأن مجموعة غربان تصرخ في أذنيك. بل إن أحد المستخدمين وصفه بأنه: "نفير نهاية العالم في جيبي الصغير!"
وفي زمن الهواتف الذكية، لم يعد المنبّه مجرد رنين مزعج، بل أصبح اختبارًا حقيقيًا لقوتك النفسية وعزيمتك الصباحية. فبعض التطبيقات لا تكتفي بإصدار الصوت، بل تطالبك بأن تنهض من سريرك لتصوير شيء محدد في المنزل مثل مرآة الحمام، أو تهزّ هاتفك مئات المرات لتتوقف عن الصراخ. هل جربت أن تُجبر على حل مسألة رياضيات أو خوض معارك ذهنية معقدة لإيقافه؟
إليك أشهر التطبيقات التي لا تترك لك خيارًا سوى النهوض والاستسلام لواقع الصباح:
1. Alarmy (The Sleep If U Can)
هذا التطبيق لا يكتفي بالرنين، بل يطلب منك حل مسائل رياضيات أو تصوير شيء محدد في المنزل، كأنّه يقول لك: "إما أن تستيقظ و"تعمل شوية تفكير"، أو ستنام وانتظر الكارثة!"
2. I Can't Wake Up!
يجمع بين حل الألغاز، تمارين الذاكرة، وحتى مهام جسدية مثل هزّ الهاتف مرارًا وتكرارًا. باختصار، هذا التطبيق يريد منك أن تثبت أنك لست نائمًا في الواقع.
3. Puzzle Alarm Clock
يُجبرك على خوض معارك ذهنية مع أحجيات معقدة قبل أن يسمح لك بالإفلات من سجن النوم.
4. Shake-it Alarm
يطلب منك هزّ الهاتف بقوة لفترة معينة. لا توقف، وإلا سيعود المنبّه ليصرخ في أذنك من جديد!
5. Walk Me Up!
الأمر هنا أكثر جدية: عليك النهوض والمشي فعليًا حتى يتوقف الرنين. لا غفوة، لا تأجيل، فقط مشي! في بعض الأحيان، قد تجده مدربًا رياضيًا متنكرًا في شكل منبّه.
مع هذه التطبيقات، أصبح الاستيقاظ أشبه بتحدٍّ يومي يختبر إرادتك، وربما روح الدعابة التي تملكها عندما تجد نفسك تهزّ هاتفك في الساعة الخامسة صباحًا! إنها معركتك الخاصة مع صوت لا يرحم ولا يترك مجالًا للراحة.
العلماء يتحدثون عن "روتين الصباح الصحي"، لكننا في الواقع لا نعرف سوى أمر واحد: كيف نؤجّل الكارثة لخمس دقائق إضافية بالضغط على زر "الغفوة"، ثم لخمسٍ أخرى، لنبدأ بعدها يومنا في سباق مع الزمن، مع كوب من القهوة على الطريق، وكلمات اعتذار متكررة للمدير.
تخيّل صباحًا بلا منبّه، لا يوقظك سوى نور الشمس، ولا يكسر نومك سوى تغريد العصافير أو رائحة الخبز الطازج. قد نصل متأخرين وربما نفقد وظائفنا، لكننا سنستعيد جزءًا من إنسانيتنا ونعيد صياغة علاقتنا مع الوقت.
المنبّه ليس مجرّد جهاز، بل هو رمز العصر الحديث، حياة مضغوطة، مواعيد دقيقة، وأحلام تُسرق تحت شعار "يلا عالشغل". ومع كل هذا، سنظل نكرهه، ونضبطه على السادسة صباحًا.