شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أنّ المقاومة جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني اللبناني، ومكوّن ميثاقي منصوص عليه في اتفاق الطائف، رافضًا أي نقاش حول نزع السلاح خارج إطار استراتيجية وطنية شاملة تحفظ السيادة وتواجه التهديدات.
وفي كلمة له خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله في ذكرى استشهاد القائد محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، لفت قاسم إلى أنّ أيّ جدول زمني لنزع السلاح تحت سقف العدوان الإسرائيلي مرفوض بالكامل، معتبرًا أنّ مصلحة لبنان تكمن في التحرير واستعادة السيادة، لا في الخضوع للإملاءات الأميركية أو الإسرائيلية أو العربية، على حد تعبيره.
وأكد الشيخ قاسم أنّ المقاومة "التزمت التزامًا كاملاً مع الدولة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار"، لكن إسرائيل، بحسب قوله، "انقلبت على الاتفاق وندمت على صياغته بعد التطورات الميدانية، لا سيما في سوريا". وأضاف: "الحضور الأميركي في لبنان يهدف إلى نزع قوة حزب الله وحرمان الجيش من أيّ سلاح يمكن أن يؤثر على إسرائيل".
وحذر من الضغوط الدولية، كاشفًا أن "الجانب الأميركي طرح مذكرة تنص على انسحاب إسرائيل من ثلاث نقاط مقابل تفكيك 50% من بنية حزب الله"، وأن رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك "اشترط نزع السلاح بالكامل، حتى القنابل اليدوية".
وفي ما يخصّ الوضع الداخلي، شدد الشيخ قاسم على ضرورة الإسراع في إنجاز التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت "بعيدًا عن التسييس والطائفية والاتهامات الجاهزة"، داعيًا إلى التشارك والتعاون ورسم أولويات وطنية بعيدًا عن الوصاية.
وأضاف: "نرتّب وضعنا الداخلي بالتفاهم ولن يُفرض علينا حلّ من الخارج، الحل في لبنان لا يكون إلا بالتوافق الداخلي"، مشددًا على أن "المقاومة والجيش والشعب جاهزون لصدّ أي عدوان، وإن أوقفنا الحرب التي كانت ستمتدّ إلى بيروت، فإن المقاومة اليوم بخير، قوية، عزيزة، وتملك الإيمان والإرادة".
وانتقد الشيخ قاسم ما وصفه بـ"تقاعس الحكومة" في اتخاذ إجراءات تحصين السيادة، رغم ما ورد في البيان الوزاري، مؤكدًا أنّ الدولة مطالبة بوضع خطة وطنية للدفاع عن لبنان وتحمّل مسؤولية حماية حدوده الجنوبية والشرقية، بدل السعي لسحب سلاح المقاومة "كرمى لعيون إسرائيل وأميركا"، بحسب تعبيره.
وجدد "الحرص على التعاون مع الرؤساء الثلاثة"، ودعا إلى "مناقشة استراتيجية وطنية حقيقية للأمن، لا خطة لنزع سلاح المقاومة"، محذرًا من "دعاة الفتنة ومن يعملون لخدمة المشروع الإسرائيلي تحت عناوين داخلية".
وختم مؤكدًا أن العلاقة مع حركة أمل "متل السمنة على العسل"، و"يلي مش عاجبو يدق راسو بالحيط"، وأن الربح والخسارة في لبنان هما على جميع اللبنانيين.