هنادي عيسى - خاصّ الأفضل نيوز
تقلا شمعون ممثلة لبنانية مخضرمة قدمت أدوارًا عديدة في لبنان والعالم العربي، ومنها " عروس بيروت" وآخرها " سلمى".
تحدثت تقلا عن أمورها الفنية والخاصة في حوارها مع الأفضل نيوز :
-بداية، كيف تصفين مسيرتك الفنية منذ انطلاقتك حتى اليوم؟
-رحلتي الفنية كانت مليئة بالتحديات والنجاحات في آن واحد. بدأتُ من المسرح الذي أعتبره مدرستي الأولى، ومنه انتقلتُ إلى الدراما التلفزيونية التي فتحت أمامي آفاقاً أوسع للوصول إلى الجمهور. لم يكن الطريق سهلاً، لكن شغفي بالتمثيل جعلني أستمر وأبحث دوماً عن الأدوار التي تحمل قيمة ورسالة.
-ما هي المحطة التي شكّلت انعطافة حقيقية في مشوارك؟
-هناك أكثر من محطة مؤثرة، لكن أستطيع القول إن أعمالاً مثل الأرملة والشيطان، روبي، والهيبة ساعدتني على تكريس حضوري عربياً، إذ عرّفتني إلى شريحة واسعة من الجمهور وأظهرت تنوّع أدائي بين الشخصيات المركّبة والإنسانية.
-قدمت شخصيات مختلفة بين الطيبة والشر، أي نوع تفضلين أكثر؟
-أحب أن أؤدي كل الألوان، فالتحدي يكمن في أن أُقنع المشاهد بدور الشر كما بالخير. أنا أبحث عن العمق النفسي للشخصية، وما يدفعها للتصرف، أكثر من تصنيفها كشريرة أو طيبة. كل إنسان يحمل تناقضاته، وهذا ما يجذبني.
-نصل إلى أحدث أعمالك، مسلسل سلمى، كيف استقبلتِ المشاركة فيه؟
-كنت سعيدة جداً بهذه التجربة، لأنها عمل ضخم صُوِّر جزء كبير منه في تركيا، وأتاح لنا بيئة مختلفة ومواقع تصوير مبهرة. الشخصية التي أديتها قريبة من القلب لكنها أيضاً معقّدة وتحمل أسراراً، وهذا ما شدّني إليها. كما أن النص مكتوب بعناية ويعالج قضايا اجتماعية وإنسانية بعمق.
-ما الذي ميّز أجواء التصوير في تركيا مقارنة بالتجارب السابقة؟
-التصوير في تركيا كان مميزاً من حيث الإمكانات التقنية والمواقع الطبيعية التي أضافت بعداً بصريًّا للمسلسل. إضافة إلى ذلك، كنا كفريق عمل نقيم معاً لفترات طويلة، وهذا خلق جواً عائلياً جميلاً انعكس على الشاشة.
-كيف وجدتِ التعاون مع فريق الممثلين الشباب المشاركين في سلمى؟
-العمل مع الجيل الجديد يمنحني طاقة وحماساً متجددَين. أرى فيهم الشغف نفسه الذي حملته في بداياتي، وأفرح عندما أستطيع أن أشاركهم خبرتي وأتبادل معهم الأفكار. هناك أسماء واعدة بالفعل ستترك بصمتها في الدراما العربية.
-ما هي المعايير التي تجعلكِ تختارين دوراً دون آخر؟
-النص أولاً، ثم الشخصية: هل تلامسني؟ هل تحمل إضافة إلى مسيرتي؟ كذلك يهمّني فريق العمل والرؤية الإخراجية. لا أقبل أي دور لمجرد الظهور، بل أبحث دائماً عن الأثر الذي يتركه العمل لدى الناس.
-برأيك، كيف تطورت الدراما اللبنانية والعربية خلال السنوات الأخيرة؟
-هناك تطور واضح على صعيد الإنتاج والتقنيات، كما أن النصوص باتت أكثر جرأة وواقعية. الدراما العربية اليوم تنافس عالمياً من خلال المنصات الرقمية، وهذا إنجاز مهم. لكن ما زلنا بحاجة إلى الاستثمار أكثر في الكتابة لأنها الأساس.
-ما الذي تنتظرينه من المرحلة المقبلة في مسيرتك؟
-أتطلع إلى أدوار جديدة تُخرجني من الإطار المألوف وتسمح لي بتجارب مختلفة. كما أطمح إلى العودة أكثر إلى المسرح الذي أعتبره بيتي الأول، وإلى المشاركة في أعمال عربية مشتركة تفتح نافذة أكبر على الجمهور العالمي.
-إلى جانب الفن، أنت متزوجة من المخرج طوني فرج الله، كيف أثّر وجوده في حياتك ومسيرتك؟
-طوني ليس فقط شريك حياتي، بل هو صديقي ورفيقي الدائم. وجوده بجانبي منحني استقراراً كبيراً ودعماً نفسياً ومعنوياً. كونه مخرجاً، هو يفهم طبيعة عملي ومتطلباته، ويقدّر الجهد الذي أبذله. نتبادل الآراء كثيراً حول الأعمال، وأثق برأيه لأنه صادق وموضوعي.
-هل تشعرين أن عملكما في المجال الفني نفسه يقرّبكما أكثر أم يسبب ضغوطاً؟
-برأيي هو يقرّبنا، لأننا نفهم ظروف بعضنا البعض. صحيح أن الفن مهنة متعبة وتسرق الوقت، لكن عندما يكون الشريك واعياً ومدركاً لهذه التفاصيل، تتحول الصعوبات إلى مساحة دعم وتقدير متبادلَين.