مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
في ظل واقع بلدنا المرير، برزت الأسواق الشعبية كمتنفس حيوي للمواطنين متوسطي الدخل ومصدر رزق للعديد من العائلات لا سيّما الفقيرة منها. ويأتي سوق الأحد كأحد أبرز هذه الأسواق، حيث يتحول يوم الأحد من كل أسبوعٍ إلى مناسبةٍ تجاريةٍ وشعبيةٍ ضخمة تشهد إقبالًا لافتًا من مختلف فئات المجتمع. فيُقام السوق في أكثر من منطقة، وأشهرها سوق الأحد في بيروت، الممتد في منطقة الكرنتينا، حيث تُعرض السلع المتنوعة بأسعار تقل كثيرًا عن تلك الموجودة في المتاجر والمولات.
دوره الاقتصادي
لا يقتصر دور سوق الأحد على كونه مكانًا للبيع والشراء، بل يشكّل رافعة حقيقية للاقتصاد الشعبي. فمن خلاله، يتمكن المئات من البائعين من تسويق بضائعهم، سواءً كانت جديدة أو مستعملة، بأسعار مناسبة، ما يؤمّن سيولة نقدية يومية تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
ويقول أحد الخبراء الاقتصاديين: "يُعدّ سوق الأحد شكلاً من أشكال الاقتصاد الموازي، لكنه يساهم بشكلٍ مباشرٍ في دعم الأسر ذات الدخل المحدود، ويوفّر فرص عمل غير مباشرة، وتخلق دورة اقتصادية تبدأ من المورد وتنتهي بالمستهلك، فسوق الأحد هو حياة بحدّ ذاته، إلّا عند الحروبات".
أثره الاجتماعي والثقافي أيضًا، إلى جانب البُعد الاقتصادي، يُعتبر سوق الأحد مساحة اجتماعية يتلاقى فيها الناس من مختلف الطبقات، ما يعزز الترابط المجتمعي بينهم. كما أنه يُبرز ثقافة التفاوض والتبادل الشعبي، ويشكل نقطة جذب سياحي لبعض الزوار الباحثين عن تجارب محلية فريدة، على اعتباره صورة حقيقية عن قدرة اللبنانيين على التكيّف والابتكار، ومثال حيّ على الاقتصاد الشعبي الذي يتحرك رغم كل التحديات. وفي الوقت الذي تتعثر فيه بعض مؤسسات الدولة، تظل هذه الأسواق تنبض بالحياة، وتؤكد أن عجلة الاقتصاد لا تزال تدور وإن كانت ببطء.
من يعتمد على سوق الأحد لإنشاء مصالح خاصة؟
أولًا: الباعة الجدد وأصحاب المشاريع الصغيرة، هؤلاء هم الأشخاص الذين يريدون بدء مشروع تجاري لكنهم لا يملكون رأس مال كبيرًا لافتتاح متجر دائم.
ثانيًا: أصحاب الحرف اليدوية والمشغولات، أي من يصنعون صابونًا طبيعيًّا، شمعًا معطرًا، إكسسوارات يدوية، لوحات فنيَّة، ملابس "مُعاد تدويرها" أو مصمّمة يدويًا.
ثالثًا: تجار إعادة التدوير، يشترون الأدوات القديمة أو القطع المستعملة، يعيدون تنظيفها أو صيانتها، ثم يعرضونها للبيع مجددًا في السوق. مثل: أدوات كهربائية، هواتف، كتب، أثاث، ساعات.
رابعًا: النساء، خصوصًا الأرامل أو الأمهات الوحيدات، يجدن في السوق فرصة لبيع: مأكولات منزلية (مونة، معجنات، حلويات)، ملابس مستعملة، أدوات منزلية بسيطة.
خامسًا: شباب جامعيون أو عاطلون عن العمل، يلجأون إلى السوق لبيع منتجات بسيطة أو للعمل مع بائعين آخرين مقابل أجر يومي. وقد يتحول هذا العمل إلى مشروع خاص مستقبلًا.