حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏مسؤولون إسرائيليون: المرحلة الثانية من مفاوضات غزة لم تبدأ   /   الشرع لبوتين في موسكو: ملتزمون بجميع الاتفاقيات السابقة   /   بوتين: مستعدون للتواصل عبر وزارتي الخارجية في البلدين   /   الشرع: علاقات تاريخية تربطنا بالشعب الروسي ونسعى إلى توثيق الروابط مع الحكومة الروسية   /   وزارة الصحة في ‎غزة: تم استلام 45 جثة محتجزة لدى الاحتلال غير معروفة الهوية لم يتم إضافتها لتراكمي الشهداء   /   وزير الدفاع الألماني: سنزيد مشاركتنا في الدوريات الجوية وسنرسل طائرات "يوروفايتر" في دوريات في أجواء بولندا   /   رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: الانسحاب من "معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية" غير مطروح على جدول الأعمال   /   جرّافة إسرائيلية تقوم بعملية تجريف داخل الأراضي اللبنانية في الأطراف الشرقية لبلدة بليدا   /   "أ ف ب" عن مصدر حكومي سوري: الشرع سيطلب خلال زيارته موسكو تسليم بشار الأسد   /   الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى روسيا في زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي   /   إعلام الاسرى: الأسير مروان البرغوثي يفقد الوعي بعد اعتداء وكسور في أضلاعه   /   الجيش الإسرائيلي: فحوص المعهد الوطني للطب الشرعي أكدت أن الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لا تتطابق مع أي رهينة   /   تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء القطاع الشرقي   /   القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو يغادر قاعة المحكمة بعد استلامه رسالة   /   مراسلة الأفضل نيوز: حربي على علو منخفض فوق سهل البقاع الأوسط والغربي   /   فصائل المقاومة الفلسطينية: الحملة الأمنية بغزة ضرورة وطنية لحماية المواطن وندعو العائلات لتسليم المتورطين   /   الكرملين: بوتين والشرع سيبحثان تطوير العلاقات بين البلدين   /   متحدث باسم طالبان: مقتل أكثر من 12 مدنيا وإصابة 100 في هجمات شنتها القوات الباكستانية على أفغانستان اليوم   /   الرئيس السوري: علاقات دمشق مع موسكو لا تتعارض مع علاقاتها مع واشنطن والغرب   /   الوكالة الوطنية: الطيران المسيّر الاسرائيلي يحلّق فوق بيروت وضواحيها   /   القناة 12 الإسرائيلية: يجري التحقق من احتمال أن إحدى جثث الرهائن الأربعة التي تم تسليمها لا تعود لرهينة إسرائيلي   /   الوكالة الوطنية: تفجير إسرائيليّ كبير فجرًا في حي الكساير عند أطراف بلدة ميس الجبل   /   تحليق مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض فوق ضاحية بيروت الجنوبية   /   وزارة الصحة: إصابة شخص بجروح في الغارة الإسرائيلية على بلدة وادي جيلو   /   الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق في أجواء مناطق الجنوب على علوّ متوسط   /   

"ستارلينك" في لبنان: تكنولوجيا خارجة عن السيطرة.. هل تملك الدولة أدوات المُراقبة؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

نوال أبو حيدر -خاصّ الأفضل نيوز

 

 

في عصر تتسارع فيه تكنولوجيا الاتصالات بشكل غير مسبوق، تبرز خدمات "ستارلينك" كأحد أهم التحولات في مشهد الإنترنت العالمي، عبر توفيرها تغطية إنترنت فضائي عالي السرعة من دون الحاجة للبنى التحتية الأرضية التقليدية. ورغم الإيجابيات التقنية لهذه الخدمات، خصوصا في المناطق النائية أو التي تعاني من ضعف في الشبكات، إلا أن دخولها غير المنظّم إلى الساحة اللبنانية يطرح علامات استفهام جدية حول السيادة الرقمية والأمن الوطني.

 

 

تعمل ستارلينك خارج رقابة الدولة، متجاوزة الأطر القانونية والتنظيمية المعتمدة، ما يجعلها بيئة خصبة للتجاوزات الأمنية والاستخدامات غير المشروعة، بما في ذلك التنصت، التواصل المشفّر بين جماعات مشبوهة، وخرق الحدود السيبرانية للدولة. الأخطر من ذلك، أن هذه الخدمة تلتف على كل آليات الرصد والمراقبة الأمنية التي تعتمدها السلطات اللبنانية كجزء من استراتيجية الأمن الاستباقي، لتفتح الباب أمام تحديات جديدة في مواجهة الجريمة المنظمة، الإرهاب، وتجارة المخدرات العابرة للحدود.

 

 

أمام هذا الواقع، يبقى السؤال: هل تملك الدولة اللبنانية الأدوات القانونية، التقنية، والسياسية لتنظيم أو مراقبة هذه الخدمة؟ وهل نحن أمام "تكنولوجيا خارج السيطرة" في بلد يعاني أصلاً من ترهّل مؤسساتي وأمني واقتصادي؟

 

 

غياب الجهوزية الأمنية في مواجهة ستارلينك

 

من هذا المنطلق، يؤكد المدير العام السابق للاستثمار في وزارة الاتصالات والمدير العام السابق لهيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف، لـ"الأفضل نيوز" أن "الأجهزة الأمنية اللبنانية، على اختلافها (مخابرات الجيش، الأمن العام، قوى الأمن الداخلي، شعبة المعلومات، جهاز مكافحة الجرائم المعلوماتية، أمن الدولة، الشرطة القضائية) لا تملك أية إمكانيات أو أدوات (لا تقنية، ولا لوجستية، ولا قانونية، ولا إدارية، ولا لجهة الاتفاقات والمعاهدات الدولية، ولا رقمية، ولا أية منصة عملانية) تسمح لها بحفظ الأمن الاستباقي والوقائي تجاه خدمات "ستارلينك"، أو محاربة لاحقا بعد حدوثها، أي البلد سوف يكون منكشفاً أمنياً بالكامل. وقد يكون هذا هو الهدف".

 

 

الأمن الوطني فوق كل شيء

 

وفي سياق متصل، يرى أنه"إذا كان لا بد لنا في لبنان أن نختار بين تطوير خدمات الانترنت، أو محاربة توسع أعمال الجريمة المنظمة والإرهاب المتطرف المنظم، فيجب تفضيل الخيار الثاني دون أي تردد. 

 

 

يوجد أشخاص سياسيين في لبنان، من اليمين المتطرف، يفضلون رؤية أمن وسلامة البلد في انهيار شامل مقابل زعزعة الأمن وتهديد المجتمع وجني الأرباح".

 

 

"ستارلينك"... بِعِلم الوزير

 

وأمام كل تلك المعطيات، يشدّد عبد المنعم يوسف على أن "وزير الاتصالات الحالي، شارل الحاج، كان على علم مسبق بكافة التفاصيل المرتبطة بخدمات "ستارلينك" وتداعياتها الأمنية، وهو لا يزال على علم بما يجري اليوم، كما يدرك تماماً ما قد تؤول إليه الأمور لاحقاً".

 

 

مشروع إيلون ماسك يخترق لبنان

 

ويضيف: "الحاج ينتمي من ناحية الفكر السياسي إلى ذات المدرسة الفكرية لإيلون ماسك، الذي يضع جميع مشاريعه حول العالم والبنية التحتية التقنية التي يملكها في خدمة مشروع سياسي يميني متعرف لا يخفيه. إذ أن إيلون ماسك صاحب مشروع سياسي على مستوى العالم ويسخر كل مشاريعه (سبايس إكس، ستارلينك، إكس، ... ) لخدمة مشروع مناهضة الثقافة التقدمية، مناهضة المثليين، عداء للمهاجرين، مناهضة الديموقراطية الشعبية، مناهضته لمنظمة الأمم المتحدة، مناهضته للمنظمات الدولية لمساعدة الفقراء، مناهضته لجمعيات المجتمع المدني، مناهضته لحركات التحرر كما في فلسطين، مواقفه العدائية المعلنة ضد الجنس العربي واعتباره أن العرب هم مجموعة خارجة عن القانون".

 

 

من هنا، يشرح يوسف أن "ماسك يعرض مباشرة على زعماء اليمين المتطرف في العالم أن يساعدهم ويدعمهم مالياً ومعنوياً، ويسوّق لهم، ويسخر "إكس" لتوزيع أفكارهم ومنشوراتهم. ويطلب منهم في المقابل تعديل التنظيمات والقوانين ومعدلات الضرائب في بلدانهم لصالح تسهيل دخول شركاته (إكس، ستارلينك، تيسلا، تطبيقات الذكاء الاصطناعي ) إلى أسواقهم، وهذا ما يحدث تماماً في لبنان".

 

 

ستارلينك.. ثغرة أمنية بلا رقابة

 

في خلاصة الأمر، يختم يوسف: "خدمات ستارلينك لا تخضع لأية رقابة أمنية مسبقة وتقتل في مهدها كل إجراءات الأمن الاستبقائي متجاوزة الأصول والتدابير الوقائية في حفظ الأمن الوطني ومحاربة الجريمة المنظمة والإرهاببة. إن الانتشار غير المراقب لتقنيات "ستارلينك" يخلق فجوة تنظيمية غير مسبوقة بين الدول والشركات الخاصة. ففي الوقت الذي ترفع فيه هذه التقنية كفاءة الاتصال المدني، فإنها أيضاً تمنح شبكات الجريمة والإرهاب قدرة عالية على التخفي والاتصال المشفر عبر الأقمار الصناعية من دون وساطة حكومية أو تراخيص تشغيل".