ترجمة_الأفضل نيوز
يخوض الشاب الأمريكي المسلم زهران ممداني، نجل المهاجرين من أصل هندي، تجربة سياسية استثنائية في نيويورك قد توصله إلى أن يصبح أول عمدة مسلم للمدينة.
إلا أن طريقه إلى هذا الموقع لم يكن مفروشاً بالورود، بل مليئاً بالاتهامات والضغوط والتهديدات، التي تعكس التناقض العميق في المجتمع الأميركي بين خطاب المساواة وواقع التمييز.
منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، واجه ممداني موجة من الهجمات الإعلامية والسياسية. اتهمته بعض الأوساط اليمينية بالسعي إلى “فرض الشريعة الإسلامية” أو بأنه يشكل “خطرًا على القيم الأميركية”، فيما تبنّت أطراف ليبرالية خطاباً مشابهاً ولكن بعبارات أكثر ليونة، رغم إعلانها الدفاع عن التنوع ومناهضة التمييز.
وفي السياق، يُبرز المقال أن ممداني يعبّر عن هويته الدينية والسياسية من خلال موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، وهو ما جعله في مرمى الانتقادات المستمرة.
فالتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين في السياق الأميركي كثيراً ما يُفسّر كتعاطف مع الإرهاب، ويُستخدم لتشويه صورة النشطاء المسلمين أو تقييد مشاركتهم السياسية.
رغم التقدم الذي أحرزه المسلمون في التمثيل السياسي والثقافي داخل الولايات المتحدة، يشير التقرير إلى أن التمييز ضدهم لم يتلاشَ، بل تبدّل شكله. فبعد أحداث 7 أكتوبر 2023، ارتفعت حوادث الكراهية ضد المسلمين، وتعرض عدد من الأكاديميين والناشطين للطرد أو الإقصاء بسبب مواقفهم من الحرب على غزة.
كما استُخدمت قوانين مكافحة “معاداة السامية” لتكميم الأصوات المؤيدة للفلسطينيين داخل الجامعات والمؤسسات العامة.
وتلقى ممداني تهديدات بالقتل ورسائل عنصرية دعته “للعودة إلى أوغندا”، في إشارة إلى أصول عائلته، كما تراجع بعض قيادات الحزب الديمقراطي عن دعمه نتيجة انتقاداته الصريحة لسياسات إسرائيل.
ويخلص المقال إلى أن تجربة ممداني تلخّص المعضلة التي يعيشها المسلمون في الولايات المتحدة، إذ يُطلب منهم دوماً أن يثبتوا أنهم “مسلمون جيدون” أي غير متطرفين، ومندمجون، وغير معارضين للسياسات الغربية.
فأي خروج عن هذا القالب الجاهز قد يُستخدم ضدهم كسلاح سياسي أو إعلامي، ما يكشف الفجوة بين الشعارات الأمريكية عن الحرية والتعددية، والواقع الذي لا يزال يقيد المسلمين في خانة الشك والاختبار المستمر.