د .أكرم حمدان ـ خاصّ " الأفضل نيوز"
لا ينفك يمرُّ يوم أو ساعة ربما إلا ونقرأ أو نسمع أو نتابع تصريحا أو موقفاً لمسؤول أو شخصية أو وزير أو نائب، كلها تستفيض علينا بالوطنية والسيادة وحماية الوطن والأرض والمؤسسات وبناء الدولة القوية التي تحتضن وتحمي مواطنيها.
إن تلك المواقف والتصريحات المرحب بها، ربما تستدعي تذكير مطلقيها ومعهم أركان السلطة الحاكمة في لبنان بأن مفهوم السيادة والاستقلال الحقيقي والجدي، يتطلب عدم تجاهل أو تناسي أو تنازل ربما ولو عن شبر واحد من الأرض والتراب.
مناسبة هذا الكلام، أن بعض التقارير التي تنقلها وسائل إعلام العدو والتي يتم تداولها أيضا من قبل بعض وسائل الإعلام المحلية أو حتى العربية، تحاول طمس هوية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل.
إن خطورة تداول هكذا معلومات وتقارير من دون أي تحرك أو رد فعل من قبل المسؤولين، ولو من باب التوضيح أو التمسك بالحقوق، باستثناء أصحاب الحق والأرض، يطرح الكثير من علامات الاستفهام والريبة، سيما وأن وسائل إعلام العدو تروج لبعض المعلومات الخطيرة التي تتحدث عن تسويات وأفكار مستقبلية تتعلق بالجنوب السوري والأراضي اللبنانية المحتلة ومن ضمنها ما يؤشر إلى طمس هوية منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومحاولة ربطها بالجولان السوري المحتل.
إن أضعف الإيمان يتطلب من المسؤولين اللبنانيين وخصوصا وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة، التحرك الفوري والسريع للتحقق من مدى صحة هذه المعلومات والقيام بما يلزم تجاه المجتمع الدولي والجهات المعنية، من أجل حماية حقوق لبنان وخصوصا في تلك المنطقة، التي لا ينفك الاحتلال يظهر أطماعه فيها وبخيراتها التي استغلها ولا يزال وخصوصا المياه.
لقد نفذ جيش الاحتلال ولا يزال يُنفذ مناورات عسكرية حية في مناطق جبل الشيخ وخصوصا من الجهة اللبنانية وفي خراج بلدة شبعا والمزارع، تحت عناوين مختلفة، ولكن يبدو أن الاحتلال وقادته يحاولون فرض أمر واقع جديد في تلك المنطقة، ما يستدعي تحريك الدبلوماسية الفعالة التي يرى فيها البعض أنها الوسيلة الأنجع لحماية لبنان.
إن الولاء الوطني الحقيقي والسيادة الفعلية والجادة تقتضي عدم تجاهل هذه المنطقة وأهلها وأرضها وحقوقهم، سيما وأنهم أكثر من عانى من الاحتلال على مدى عقود ولا زالوا.
إن ما تقدم هو من باب التذكير بالحقوق التي كانت سياسة التخلي والتجاهل لها أحد أسباب احتلالها من قبل العدو، وبالتالي يبدو أن التاريخ يكرر نفسه، فكما تجاهلت السلطة في نهاية ستينيات القرن الماضي هذه المنطقة وغيرها وتركتها فريسة للاحتلال، نسأل إن كان أركان السلطة ما زالوا يتذكرون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أم إن هناك ممنوعات للحديث عن تلك المنطقة التي تشكل قضية وطنية بامتياز.

alafdal-news
