زار رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بيروت على رأس وفد رفيع يضم وزراء ومسؤولين مصريين، حيث التقى الهيئات الاقتصادية وممثلي القطاع الخاص اللبناني في غرفة بيروت وجبل لبنان، برئاسة الوزير السابق محمد شقير، تحت عنوان "آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ولبنان".
وأكد مدبولي أن زيارة بيروت تحمل رسالة واضحة مفادها أن مصر تعتبر لبنان شريكاً اقتصادياً استراتيجياً، وليس فقط سياسياً، مشدداً على الدور المحوري للقطاع الخاص في تعزيز العلاقات الثنائية وصياغة مستقبل مشترك.
وأشار إلى أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة تحمل تحديات وفرصاً لإعادة البناء على أسس صلبة، مؤكداً أن تجربة مصر في الإصلاح الاقتصادي تمثل نموذجاً يمكن الاستفادة منه، مع توفر الإرادة والرؤية والشراكة الفاعلة بين الدولة والقطاع الخاص.
ولفت مدبولي إلى نجاح الاستثمارات اللبنانية في مصر عبر العقود الماضية، مؤكداً أنها دليل على قدرة رأس المال اللبناني على الاندماج والمساهمة المباشرة في نمو السوق المصرية. وشدد على أن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لم يعد خياراً، بل ضرورة متبادلة، مشيراً إلى قاعدة مصر الصناعية وخبرتها في البنية التحتية والطاقة، مقابل رأس المال البشري المتميز والقطاع الخاص الديناميكي في لبنان.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز مليار دولار عام 2024، لكنه لا يزال دون الطموحات، مؤكداً وجود فرصة حقيقية لزيادته عبر إزالة العوائق الإجرائية وتشجيع الشراكات المباشرة بين الشركات.
وأكد مدبولي أن إعادة الإعمار في لبنان، خاصة في الجنوب، تمثل أولوية، مشيراً إلى استعداد الشركات المصرية العامة والخاصة للدخول في شراكات مع القطاع الخاص اللبناني في مجالات البنية التحتية والكهرباء والمياه والطرق والاتصالات، بما يسهم في التنمية المستدامة.
كما شدد على أهمية نقل الخبرات، تدريب الكوادر، والاستثمار المشترك، مع الاستفادة من التمويل العربي والدولي، وأشار إلى التركيز على قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة لدعم الاستقرار الاقتصادي.
واختتم مدبولي بتأكيد انفتاح الحكومة المصرية على العمل مع رجال الأعمال والمستثمرين والحكومة اللبنانية لتفعيل آليات التعاون العملية، مشيراً إلى أن القطاع الخاص هو القاطرة الحقيقية للنمو، وأن التعاون المصري اللبناني قادر على أن يشكل نموذجاً ناجحاً للتكامل الاقتصادي العربي.

alafdal-news
