زياد العسل _ الأفضل نيوز
يتميَّزُ لبنانُ بمناطقَ مهمّةٍ جدًّا وقرًى وبلداتٍ لها حضورٌ كبير، في إرثها التاريخيّ والحضاريّ والتراثي الكبير، الذي يجب ألّا يخفى عن ناظر القيّمين والشعب اللبنانيِّ من جهة، والجهات التي لا تعيرُ النظر لهذه المناطق من جهة أخرى، بما تحمل من مخزونٍ حضاريٍّ كبيرٍ. وقرية الدكوة البقاعية نموذجٌ متميّز عن ذلك.
وفي حديث خاصٍّ للأفضل نيوز، رأى مختار القرية بطرس صوفيا أنّ القرية كانت منطقةً زراعية، وقد التجأ لها الناسُ من شتى المناطق. وأبرز ما يميّزها هو المعبد الرومانيّ. وأضاف: "اسم الدكوة يعني النار المشتعلة (باللغة الرومانية)، وهي متصلةٌ إداريًا بجب جنين، والمختار هو من يسيّرُ العملَ البلديَّ والاختياريَّ معًا,".
أمّا أبرزُ العائلات في البلدة فهي صوفيا أبو عني وحسين، العائلة التي أتت من جزين ومن قرية روم خاصة، وباقي العائلات أتت بمعظمها من صغبين. وهناك عددٌ كبيرٌ من العرب الذين حصل قسمٌ منهم على الجنسية اللبنانية عام ١٩٩٤، وعائلات أخرى كعازار وفاضل وعنتر، والعسكر والعسكري ،وهي عائلاتٌ في مناطق مجاورة تابعين للدكوة.
وقد امتهنَ قسمٌ من أهل الدكوة الزراعة، وهناك عسكريون وموظفون يقيم قسمٌ منهم في بيروت، وقسم ليس بالقليل متعلم، نسعى لتعزيز علاقته الوطيدة بالدكوة. في حين أنّ مساحة الدكوة تقارب 8900 دونم، وهناك من الحمودية عند العرب والراشدية والدبوسية مع السهل والجبل يتبعون للدكوة وفق مختار الدكوة.
وفي حديثٍ متصلٍ يقول السيد أحمد الصميلي (عضو بلدية سابق في بلدة الخيارة المجاورة)، أن الدّكوة هي نموذجٌ عن العيش المشترك في لبنان، وأبرز ما يميزها هو المعبد الرومانيُّ الذي يجب أن يكون معلمًا سياحيًا حضاريًا أسوةً بغير مناطق، وقد تابع مختار الدكوة وأهلها هذا الملفَّ دون أن يلقوا آذانًا ضاغية. وفي الدكوة ،هناك أيضًا المغاور والمدافن البيزنطية المهمة جدًا، والتي يجب أن يُسلَّطَ الضّوءُ عليها، ما سيجذبُ الناس من كلّ لبنان إلى هذه القرية.
قرية الدكوة هي مثالٌ عن لبنان الثريّ بتراثه الكبير، وبمخزونه الثقافيِّ الكبير، وحتى بما لم يُكشف بعد من أرضٍ فاقت في جغرافيّتها وتاريخها دولًا كثيرة، ولكن هل من يرَى هذا المخزون؟ وهل من المنطق والمعقول أن تبقى الدكوة وغيرها منسيةً في أدراج الإهمال؟. رُبَّ معجزةٍ قد تنسفُ ما سبق.وهذا يبقى رهن الأيام المقبلة من الزمن.