ريما الغضبان – خاصّ الأÙضل نيوز
عند عتبة٠أبواب تلك السّجون تبدأ٠Øياةٌ ثانية، ومعها آلامٌ وقصصٌ وراء قضبانها. وبين مظلوم٠ومتهم، وظالم٠وبريء٠أثبتَت إدانته، ضاعت Øياة أناس ما رØمتهم الØياة يومًا. بين تلك الجدران التي خطّوا عليها Ø£Øزانهم، تلك الجدران التي رسموا عليها Ø£Øلامهم، تلك الجدران التي شهدت معاناتهم، يعيشون Ù„Øظاتهم بين Øلوها ومرّها ÙÙŠ ذلك المكان الذي يَسلب٠الØريةَ، ومن المÙترض أن يعيدَ المخطئ إلى صوابه، يضيع٠الكثير من الØقوق. Ùعلى الرغم من أنَّ السجين متهمٌ، Ùذلك لا يلغي إنسانيته، Ùهو ما زال يملك الØقَّ بالعيش الكريم، ولكن أين هي تلك الØقوق ÙÙŠ سجوننا اليوم؟.
بين ماضي هذه السجون ÙˆØاضرها، لم تختلÙ٠القصص٠كثيرًا، Ùالسجين لا يملك أدنى Øقوق الإنسان من مأكل٠ومشرب٠ومنامة٠وØتى النظاÙØ©Ù. نعم اختÙت أساليب٠التعذيب التقليدية، ولكنَّ التعذيبَ النÙسيَّ أشدّ٠وقعًا، ÙالØرمان٠يقتلهم وهم على قيد الØياة، . Ùيخرجون إلى الØرية أكثرَ عنÙًا، بنÙسية مدمرة، بنتائج ما ØÙمدت عقباها يومًا. وعندها ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø³Ø¬ÙˆÙ† أماكنَ لزرع العن٠والكراهية والظلم ÙÙŠ قلوب السجناء، عوضًا عن أن تكون مدرسةً تعيد تهيئتهم للØياة من جديد.
ÙÙŠ لبنان اليوم، لا يملك٠السجين٠أبسطَ Øقوقه، Ùبعد أزمة كورونا التي تسبّبت بمعاناة٠كبيرة٠ÙÙŠ السجون، ها هم الآن أمامَ كارثة الكوليرا، التي ستجتاØ٠السجون إذ لم تÙتَخذ التدابير اللازمة، ÙÙŠ ظلّ٠تصميم وزير الداخلية والبلديات ÙÙŠ Øكومة تصري٠الأعمال على العمل لتأمين أوضاع٠أÙضلَ للمساجين.
تÙاقمت٠الأزمة٠ÙÙŠ السجون اللبنانية إذًا، ÙÙŠ السنوات الأخيرة مع توقÙÙ‘Ù٠المØاكمات ÙوالتØقيقات التي بدأت مع وباء كورونا، بالإضاÙØ© إلى تراجع ميزانية السجون بÙعل الأزمة الاقتصادية، ناهيك عن إضرابات القضاة والموظÙين، وتأجيل المØاكمات لأوقات٠طويلة، الأمر الذي يزيد٠من اكتظاظ السجون، إذ إنَّ سجن رومية اليوم بات يضم٠نØÙˆ ٤٢٠٠مØكوم٠وموقوÙÙØŒ ÙÙŠ Øين أنَّ قدرته الاستيعابية لا تتعدى ١٥٠٠سجين. والجدير بالذكر أنَّ Ù†ØÙˆ ال Ù¨Ù Ùª من الموقوÙين اليوم غير Ù…Øكومين، وبعضهم تجاوزت مدة٠توقيÙهم الخمسَ سنوات، Ùيما تضمّ٠السجون كاÙةً Ù†ØÙˆ العشرة آلا٠نزيل.
أما الوضع٠داخل السجون، Ùكوراث تÙوق الخيال، Ùالنزلاء ينامون رأسًا وكعبًا، ومنهم من يسهر٠الليلَ ليتناوبَ على النوم. أما عن الخدمات الصØية والغذائية ÙØدّÙØ« ولا Øرج، Ùالمساجين يستخدمون الÙرش والأغطية المهترئة التي ساهمت ÙÙŠ انتشار الأمراض الجلدية، هذا Ùضلًا عن الØمامات المتسخة التي تتسبب٠بتسريع وتيرة الأوبئة كالكوليرا والالتهابات وغيرها.
ÙÙŠ الاطار القانونيّ٠تنصÙÙ‘ كلّ٠الشرائع والقوانين والكتب السّماوية على أنَّ المتهمَ بريءٌ Øتى تثبت إدانته، Ùماذا عن الØياة ما قبل الإدانة؟ بين أيامÙØŒ وأشهر، وسنوات تÙهدر٠من Øياة المتهمين تØت طائلة مسؤولية المØاكم التي تضع٠هؤلاء على لائØØ© الانتظار، وكأنَّ السّاعات التي ضاعت ستعود، تبدأ Øكايةٌ أخرى. Ùاستكمالًا للتقصير داخل السجون اللبنانية، يموت٠السجين ببطء٠منتظرًا Øكمه، ÙÙŠÙمضي الأشهر والسنوات، وماذا لو صدر الØكم بالبراءة؟ منَ ذا الذي سيعيد الأيام إلى الوراء؟ من ذا الذي سيÙدعمه٠نÙسيًا؟ كي٠سينبت الأمل٠ÙÙŠ قلبه من جديد؟ وكي٠سيندمج ÙÙŠ المجتمع من جديد؟.
ÙÙŠ لبنان يبقى السجين٠مØكومًا إلى الأبد، داخل قضبان الزنزانة وخارجها، Ùيخرج٠من سجن٠لا يليق٠به إلى سجن المجتمع الأوسع الذي لا يتقبل المذنبَ، ولا يقبل توبته، وهنا يزيد المØيط٠من غضب كلّ٠من أطلÙÙ‚ÙŽ سراØهم وربما سيزج٠بهم ÙÙŠ جرائمَ وممنوعات٠أخرى؛ لأننا المعنيون لمن يقدمون لهم المساعدة لبناء أنÙسهم من جديد.
يقول كريستيان جاريت: "إنَّ الØياةَ خل٠القضبان، إذا طالت مدتÙها وزادت قسوتها، قد تؤدي إلى تغيير شخصية السجناء على Ù†Øو٠تعيق إعادةَ دمجهم ÙÙŠ المجتمع بعد إطلاق سراØهم". ÙˆÙÙŠ لبنان، لا يقتصر٠السجن على القضبان، Ùكلنا سجناء٠ÙÙŠ وطننا، Ùخارج الجدران يبØÙØ« اللبنانيّ٠عن أبسط Øقوقه، وخل٠القضبان ينتظر٠السجين أبسطَ Øقوقه أيضًا. ÙˆÙÙŠ الØالتين كلنا ضØايا Ùساد الدولة التي تستهزئ بØياة مواطنيها الذين ما زالوا يطاردون لقمةَ عيشهم، وكأنها من الكماليات. وتبقى مناشدة٠الدولة سبيلًا لا مهربَ منه، لعلّها ترأÙ٠بØالة هؤلاء المساجين الذين يعيشون Øياة مأساوية.