ÙŠØيى الإمام - خاصّ الأÙضل نيوز
يخلط٠كثيرٌ من الإسلاميين بين Ù…Ùهوم العروبة٠ومÙهوم القومية٠العربية، ولا يميزون بين العروبة كهوية٠Øضارية٠لا تنÙصل٠عن الإسلام وبين القومية العربية كنهج٠سياسيّ٠وØدويّ٠نهضويّ٠تØرّÙريّ٠جامع.
Ùالعروبة٠ليست رابطاً عرقياً، وإنما هويةٌ Øضاريةٌ لكلّ٠عربيّ٠ولكلّ٠مÙسلم٠يعتزّ٠بإسلامه، كي٠لا والإسلام٠يدعو شعوبَ الأرض٠قاطبةً لكي يستعربوا من أجل Ùهم٠إعجاز القرآن الكريم وتÙسير آياته ومقاصد Ù…Ùرداته، ويدعوهم لكي يستعربوا من أجل صØَّة٠الصلاة التي لا تصØّ٠إلا باللغة العربية، والصلاة٠هي عمود٠الدين، وبين المسلم والكÙر ترك٠الصلاة، والقرآن الكريم عربيّ، وقد ورد ÙÙŠ كلام الله غيرَ مرة٠ذكر٠ذلك ØŒÙقال سبØانه: (إنا أنزلناه قرآناً عربيًّاغيرَ ذي عوج)ØŒ والنبيّ٠(ص) عربيّ، وقد ورد ÙÙŠ Ù…ÙØكم٠التَّنزيل٠قول الله تعالى (هو الذي بعثَ ÙÙŠ الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابَ والØكمةَ وإن كانوا من قبل٠لÙÙŠ ضلال٠مبين)ØŒ ولغة٠أهل٠الجنة العربية، وأمكنة٠العبادة٠عربيةٌ وأزمنة٠العبادة٠عربية..
ولهذه الأسباب كان رسول٠الله (ص) ÙŠØبّ٠العربَ والعروبةَ، وينهى عن شتم٠العرب كما وردَ ÙÙŠ رياض٠الصالØين، وكان يوضØ٠الهدÙÙŽ ويبيّن٠القصدَ ÙÙŠ قوله صلَّى الله عليه وسلم : " ليست العربية٠لأØدكم بأمّ٠ولا أب٠،وإنما هي اللسان"ØŒ Ùمن تكلمّ العربيةَ Ùهو عربيّ، وبالتالي Ùكلّ٠مسلم٠ØَسÙÙ†ÙŽ إسلامÙÙ‡ وقرأ القرآنَ بÙهم٠وتدبّر هو بالضرورة عربيّ، ولا نقول قومياً عربيًا.
ومن هنا Ùإنَّنا نعتبر٠صلاØÙŽ الدين الأيوبي عربياً لا كردياً، وطارقَ بنَ زياد عربيًّا لا أمازيغيًّا ،والبخاري والخوارزمي وسيبويه الÙرس هم عرب ،ويوس٠العظمة ومØمد سعيد رمضان البوطي الكرديان هما عربيان، وغير هؤلاء من الأعلام ÙÙŠ تاريخنا الغنيّ٠بالأمجاد والعطاءات للØضارة الإنسانية، وأما المسيØيّ٠العربيّ، Ùلعلَّ ما قاله المÙكرون المسيØيون الغيارى من القوميين العرب عن علاقة العروبة٠بالإسلام كاÙ٠لإظهار اعتزازهم بهذا الإسلام٠كدين أو كثورة٠إصلاØية٠ÙÙŠ المجتمع العربيّ، ولا مجالَ لترداد ما كتبه كلٌّ من ميشال عÙلق الذي قال: (إنَّ العروبةَ جسد٠روØها الإسلام) ولا جورج Øبش ومعن بشور والوزير بشارة مرهج الذي قال : ( كي٠لا Ø£Ùتخر٠بالإسلام العظيم الذي أغنى Øضارتنا العربيةَ بكثير من القيم والÙضائل ØŸ! ) .
وهذه الأسماء ترد٠على سبيل المثال لا الØصر، لا بل أكثرَ من ذلك Ùإنَّ هؤلاء اعتبروا أنَّ الإسلامَ قد ارتقى بالهوية٠العربية الØضارية إلى السماء ليزيد من سموّÙها وقداستها، وما كان داÙعهم إلى ذلك إلا تبنيهم Ù„Ùكرة القومية العربية، وإيمانهم بها كمنهج٠سياسيّ٠وÙكريّ٠قويم.
وأمَّا القومية٠العربية Ùقد كانت كغيرها من القوميات٠التي سادت٠الأرضَ ÙÙŠ بدايات القرن التاسع عشر كنتيجة٠لتطور الÙكر السياسيّ٠من جهة، وكردّة Ùعل٠على ما قام به الطورانيون الأتراك٠من ظلم٠وعدوان٠وجØود ونكران بعد انهيار السلطنة العثمانية، وقد كان أول٠من تبناها أو تناغمَ معها بØثاً عن هوية ضائعة وتØديد مصير٠هم Øركة الوجهاء ÙÙŠ دمشق، وثلة من العلماء الأعلام المسلمون كالشيخ الكواكبي والشيخ الأÙغاني والشيخ Ù…Øمد عبده، وهؤلاء لم يختاروا القوميةَ العربيةَ نهجاً بديلاً عن الخلاÙØ©ØŒ خلاÙاً لما يتوهمه بعض٠المضلّلين، وإنما اختاروها نهجاً جامعاً لما تÙرقَ أو تمزقَ وتÙرك بعد الظلم والاستبداد لقمةً سائغةً بين Ùكَّي قوى الاستعمار، ولأنهم وجدوا أنَّ الأمة العربية بما تمتلك من إمكانات٠وقدرات٠بشرية٠ومادية٠وما تمتلك من مخزون Øضاريّ٠يمكنها أن تقيمَ أمبراطوريةً عظمى وأن تنهضَ من جديد لتØمل الرسالة الأسمى وتبشر بها أهل الأرض وتدعوهم إلى الخير ÙˆØ§Ù„ØµÙ„Ø§Ø .
وإذا كانت القومية٠الÙرنسية٠تقوم٠على ÙˆØدة الجغراÙيا وتطالب٠بإقليمَي الإلزاس واللورين، والقومية الألمانية تقوم على ÙˆØدة العرق الآريّ٠وترÙع٠شعار "ألمانيا Ùوق الجميع ،والعرق٠الآريّ٠الأصÙر يسمو على سائر الأعراق"ØŒ Ùإنَّ القوميةَ العربيةَ تقوم على اللغة الواØدة والجغراÙيا الواØدة الممتدة من المØيط الأطلسيّ٠إلى الخليج العربيّ، والتاريخ٠المشترك والعادات٠والتقاليد والأعرا٠المشتركة والأماني والتطلعات المشتركة والإرث٠الÙكريّ٠والثقاÙيّ٠والاجتماعيّ٠ووØدة٠المشاعر القومية التي تجمع أبناء الأمة كلها.
والقومية٠العربية٠ÙÙŠ الÙكر الناصريّ، كما عرÙها جمال عبد الناصر، "هي قوميةٌ إنسانيةٌ لا عنصرية"ØŒ Ùهي ليست منغلقةً على ذاتها وإنما تنÙتØ٠على سائر الØضارات من أجل إغناء الØضارة الإنسانية، وهي رابطة٠جمع٠ووØدة وقوة بدل التÙرق والتمزق والضع٠والهوان، وهي دعوة إلى النهوض بدلَ الجمود والركود والانهزام والاستسلام، وتØرر بدل الذل والعبودية والتبعية…وقد اختصرَ القائد الخالد معانيها ومقاصدها كعنوان٠لمرØلة نضال من أجل مواجهة أطماع قوى الاستعمار بقوله: "ارÙع رأسَك يا أخي لقد ولى زمن الذل والعبودية".
وإذا كان القوميون العرب قد Ùشلوا Ùلا يعني ذلك أنَّ القوميةَ العربيةَ هي التي Ùشلت، وهذا ما جعلنا نكره من شاعر المرأة نزار قباني بعد هزيمة مصر عام 1967 أن يقولَ ÙÙŠ قصيدته الشهيرة: ( أنعي لكم يا إخوتي اللغةَ القديمة.. أنعي لكم يا إخوتي الÙكر الذي قاد إلى الهزيمة)ØŒ لأن الÙكر لا يقود٠أبداً إلى الهزيمة، بل إنَّ ما قاد Ùˆ يقود إلى كلّ٠هزيمة هو الجهل٠والتبعية٠والجمود الÙكريّ٠والأمية والعمالة والطائÙية والعصبية الجاهلية والÙساد والإقطاع، وكلها أمراضٌ جرثوميةٌ لا زالت متÙشيةً ÙÙŠ جسد الأمة تأكل منه كلما جاعت، أما الÙكر٠القوميّ٠العربيّ٠Ùلا زال يدعونا إلى الوØدة والنهوض والتØرر، لا بل إنه ÙÙŠ هذه المرØلة يشكّÙل٠خشبةَ الخلاص٠وجسرَ النجاة من الÙقر إلى الغنى ومن الضع٠إلى القوة ومن العبودية إلى الØرية والعزة والكرامة، وإنَّ ÙÙŠ ذلك ÙƒÙاية لمن أراد هداية...