أماني النّجار _ خاصّ الأفضل نيوز
بعد مسيرةٍ رائدةٍ ومشهودٍ لها في خدمة الدين والعلم والنّاس، وبعد مرور سنة ونصف على وفاةِ المفتي الذي كان حكمةَ وسماحةَ العلماء الذين نهَلوا من الإسلام الحنيف، إيماناً وفكرًا وسلوكًا، مُفتي البقاع خليل الميس _ رحمه الله_، بدأ الحديث جِّديًّا عن انتخابات الإفتاء لانتخاب خلفٍ له.
دعوة الهيئات الناخبة
دعا مُفتي الجّمهورية اللّبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الهيئات النّاخبة إلى اختيار مفتٍ محليّ؛ لدار إفتاء زحلةَ والبقاع الغربي، وآخر لإفتاء راشيّا؛ لتبدأ لعبةُ التّنافس على هذين المنصبين.
موعد الإفتاء
حدّدَ المفتي دَريان تاريخ ١٨ كانون الأوّل المقبل، موعدًا لانتخابات الإفتاء في البقاع وراشيا، وفي حال لم يكتمل النّصاب في الجلسة الأولى، تُعقد الجلسةُ الثانية في الموعد نفسِه بمن حضر. ويبلغ عددُ الهيئة النّاخبة ما يُقاربُ ٥٦ ناخبًا، وهم موزَّعون بين الهيئتين التّشريعيّة والتّنفيذيّة، وهم أعضاء المجلس الشرعيّ الإسلاميّ الأعلى، مدّرسـو الفتوى وشيوخ القرّاء، القضاة الشّرعيون العاملون، اللجنة القائمة بمهام المجلس الإداريّ، رئيس دائرة أوقاف البقاع، الأئمّة المنفرّدون العاملون المثّبتون والمتعاقدون والمكلّفون، القضاة المسلمون السّنيون العدليون والإداريون والماليّون العاملون وأعضاء المجلس الدستوريّ وموظّفو الفئات الأولى في الإدارات العامّة، رؤساء وأعضاء المجلس البلدي من المسلمين السُّنة في قضاء البقاع الغربي والأوسط.
علي الغّزاوي: هدفُنا واحد
قال الشّيخ علي الغّزاوي لموقع الأفضل نيوز : "في المبدأ أنا مرّشحٌ لهذه المسؤوليّة، لكنّي لم أطرح مشروعيَ الانتخابيّ؛ لأنه لا يزال هناك متّسعٌ من الوقت لذلك".
وأضاف الغزاوي: "التّنافس غير موجود لأنّنا جميعُنا واحدٌ، وهدفنا مساعدة الطائفة السّنيّة، وإعلاء شأن الإسلام والمسلمين".
الشيخ يحيى عراجي: البقاع الأوسط بحاجة إلى مرجعيّةٍ دينيّةٍ بعيدًا عن السّياسة
في حديثٍ خاصّ لموقعنا مع الشّيخ يحيى عراجي قال: "أصبح المسلمون السُّنة في حالٍ يُرثى لهم، ووجود الفراغ، وخروج مركز المفتي، سيزيد البقاع الأوسط ضياعًا، وسنشهد ذلّةً ومهانةً. أمّا البقاع الغربيّ فهو منظّم سياسيًا، لذلك يجب أن يكون منصب المفتي له موقع قياديٍّ حُرّ. ومن الظُلم أن يُحرَم البقاعُ الأوسط من الإفتاء، لذا يجب أن يكون المُفتي حرًّا ولا وصايَةَ لأحدٍ عليه، ويستطيع أن يواجه الأحزاب عملًا لمصلحة السُّنة".
وتابعَ: "أنا والشّيخ علي الغزّاوي، قدّمنا طلب ترشيح رسميّ في دار الفَتوى، وإنني حاصلٌ على ماجيستير في الشّريعة، وخطيب منذ أكثر من ١٥ سنة، وحافظٌ لكتاب الله عند الشّيخ عبد الرزّاق الحلبي".
القاضي طالب جمعة: التّعاطي في السّياسة أمرٌ بديهيّ
في مقابلةٍ خاصّة للأفضل نيوز مع القاضي طالب جمعة قال: "في بلدٍ كلُبنان، مُرّكبٍ طائفيًا، والتّعاطي في السّياسة أمرٌ بديهي؛ لذلك أصبح دور المُفتي، يتجاوز قضيّةَ أن يُفتي بالحُكم الشّرعي، ليُصبحَ هذا الموقِعُ موقِعًا قياديًّا للطّائفة، وفي نفس الوقت يرعى شؤونها، ممّا يستدعي التّواصُل مع أهل السِّياسة، ويوطّدُ العلاقة مع الآخرين مع الحفاظ على الخصوصِّيّة. السُّنة هُم شريحةٌ مهمّة جدًّا، ونحنُ نُعاني كثيرًا من الفراغ الذي تركه الحريري من المشهد السّياسيّ، رُبّما الإفتاء يعوّض هذا النَّقص، فهو المَرجع، والإنتاج الذاتي يساعد في تشكيل الوطن".
خالد عبد الفّتاح: دارُ الفَتوى بحاجةٍ لانتخاب مُفتٍ
شدّد الشّيخ خالد عبد الفتّاح في حديثٍ للأفضل نيوز " على أنّ دار الفتوى بحاجة ماسّة لانتخاب مُفتٍ يكون مَرجعًا للطّائفة السّنيّة، وأن يتّحملَ المُفتون فيها قضايا الوطن والنّاس وأهل السُّنة والجماعة. ولا يخفى على أحدٍ أنّ السُّنة اليوم يعيشونَ معاناة كبيرة والجميع يتكلم عليها، لذا يجب أن تتضافرَ الجهودُ لدى العلماء المسلمين والسياسييّن؛ لتحسين الوضع المتّأزم الذي تعيشه هذه الطائفة".
هو شهرٌ ونيّف يفصِلنا عن انتخابات المُفتي في البقاع، الأمرُ الذي يُعوّل عليه الكثيرون؛ لنقلِ الطائفة السُّنيّة من موقعِ المُتضعضِع جرّاءَ الشُّغور في موقعها السّياسيّ وشرذَمة الصفِّ لدى قياداتِها نظريًّا على الأقل. فهل ستَجري الانتخاباتُ في موعدِها؟ وهل ستُسهِمُ في إعادة لمِّ شملِ الطّائِفةِ كما هو مَأمول؟.