بكر حجازي - الأفضل نيوز
الدّيمقراطيّةُ والحرّيّةُ مصطلحاتٌ ما انفك الغربُ يصرعُنا عبرَ إعلامِه في الشرق والغرب بها، ولطالما سحرنا كأبناءِ هذا الشّرق المعذّب بهذه الشّعارات.
فكان الكثيرُ من المشرقيين ضحايا لصراعِ مصالحِ الشرق والغرب.
فهذه هي أوكرانيا التي دفعها الغربُ بين مخالبِ الدبِ الروسي، تاركًا إياها وحيدةً تصارعُ بين مخالبه وفكّه، حيث تقومُ أمريكا باستنهاضِ الأوكرانيين بالسّلاح في كل فترةٍ ظنًا منها انها ستُنهي الدّبّ الرّوسي بعد انهاكه بوقودِ الحربِ التي يشكل عمادها الشّعب الأوكراني.
كلّ ذلك، ولم تتعلّم شعوبُنا من أفغانستان حيث دفع الآلاف من على مدارجِ الطائراتِ بعد انسحاب الأمريكي الذي أتى بشعاراتِ القضاءِ على الإرهاب ونشر الدّيمقراطيّة، وما أتى في حقيقةِ أمرِهِ إلا إلى نهب ثرواتِ أفغانستانَ ومقدّراتها، أمّا العراقُ الجريح المتروك للفسادِ والنّهب فقصتُه واضحةٌ ولا تحتاجُ إلى الكثيرِ من السّردِ.
وفي سوريا حيث تضعُ أمريكا قواتِها عند منابعِ النّفطِ الشّرقية الشمالية، وتبيعُ بالأكرادِ وقضيتِهم صباحًا ومساءً.
أمّا في لبنانَ، فقد ناصرَ الغربُ بقيادة أمريكا بعد استشهاد الرّئيس رفيق الحريري، فريق ١٤ آذار، ليترك ابن الحريري وفريقه لقدرِهم، ويعلن الأخيرَ تعليقَ عملهِ السّياسي في لبنان، أما عن لعبةِ الدّمِ والشّهادة في هذا البلد فحدِّث ولا حَرج.
وفي مقلبٍ آخرَ، الانهيارُ الاقتصاديّ الذي سببه المباشر الفجوة النّقدية في حسابات مصرف لبنان، حيث الأموال المهرّبة إلى هذا الغرب السّعيد بأموال القذّافي، مبارك وكلّ الشّخصيات التي استُهدفت في الثورات العربية، حيث لم يعدْ هذا الغرب أيّ فلس إلى الشّعوب التي يدَّعي مساعدتَها ببيناتهِ الرنانةَ.
وكأن الطبقةَ السياسيّةَ في لبنان لم تتعلم من التّاريخ ومن تجربةِ الأمير فخر الدين مع توسكانيا الإيطالية، التي هرب إليها مع أمواله، وحينما أراد العودةَ إلى لبنان مُنع من استرداد أمواله، لأنها تعارضُ مصلحةَ الإمارةِ الايطاليّة.
فأموالُنا المهرّبة إلى الخارجِ من سويسرا، بريطانيا، فرنسا، والولايات المتّحدة، أو جزر بريطانيا العذراء، بشكل أموالٍ نقديّةٍ أو أصبحت استثمارات عبر مصالحَ تشغلُ اقتصاد هؤلاء وتساهم في خفضِ معدّلات البطالة في بلاد لا تبرح أن تنتهي من أزمةٍ حتى تبدأ أزمةٌ جديدةٌ في اقتصادٍ تعوّد ان ينمو كطفيلياتٍ على أكعابِ أشجارِ أفريقيا وآسيا وكلّ المقهورينَ في هذا العالم.