زياد العسل _ خاصّ الأفضل نيوز
تتّجهُ الأنظارُ في السّادس من الشّهر المقبل إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث اللّقاء المرتقب والذي يضمّ صاحبة الدّعوة والولايات المتحدة ومصر والسعودية وقطر، إذًا يعمل كثرٌ على هذا اللّقاء، في الوقت الذي ينظرُ فيه البعض إلى الموقف الأميركي بكثيرٍ من الرّيبة والقلق، حيال نيّة إفشال اللّقاء، والاستمرار في ثقافة ونهج الحصار الاقتصادي الذي تُراهِن عليه الأولى، في إخضاع المشهد اللّبناني برمّته، وبالتالي مقاربة المشهد اللبناني بطريقة المُستمرّ في الظّروف الصّعبة التي تعصف بالبلاد والعباد، والمدروسة عن سابق تصوّر وتصميم.
الزّيارة الفرنسية إلى المملكة، هدفَت في أصل الأمر إلى محاولة جادّة لتليين الموقف السعودي الحذر تجاه الأزمة اللبنانية، وهذا تمّ ربطه وعطفه على الحركة المكّوكيّة، للسّفير السعودي في لبنان، إذ إنّه ورغم بصيص النّور المنتظر من اللّقاء، يرجّح المراقبون أن يكون الموقع الأميركي الصّلب وغير الواضح من المشهد اللّبناني، هو المعرقل المركزي لتحقيق هذا اللّقاء نتائج إيجابيّة، والدليل على ذلك هو أنّ الحصارَ لم يُرفع بعد، وإنّما هو آخذٌ في الاستمرار، والرهان على اشتداد الانهيار الدراماتيكي للبنان، هو رهانٌ خاطئٌ وعبثيٌّ في التّركيبة الوطنيّة، لذلك فمن الواضح أنّ هذا اللّقاء الأخير غير "مهضوم" بالنّسبة للولايات المتحدة، لذلك فلا أمل في اللّقاء الذي سيُعقد في باريس، طالما أنّ الأميري اتّخذ القرار لغاية اللّحظة بعدم الذّهاب إلى هذه الاستحقاقات.
رغم أنّ "فرملة الانهيار" هي الخطوة المطلوبة اليوم، إلا أن هذا يحتاج إلى إعادة النّظر بالسّياسات الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي يبقى الحراك الأميركي وفق نائب بقاعي، "حركة بلا بركة"، وحتّى يأذن الأميركي، فإنّ الستاتيكو الإقليمي وبالتالي المحلّي عالة، ليبقى السّؤال الدّسم على مائدة اللّبنانيين: هل يكون اللّقاء الباريسيّ، منفّذًا لإعادة تشكيل للمشهد، أم أنّ الرّهان غير دقيق، خصوصًا أنّ مشروع الحصار لم ينته بعد، وهل كلّ ما يحدث أنّه لعب في الوقت الضّائع، وحتّى ذلك الوقت، يبقى التّعويل "على حلّ إنقاذي"، قبل الانفجار الكبير الذي يغيّر القصّة برمّتها.